وتعود بي الذاكرة الى عام 2002
ودعوتي مع عدد من الزملاء الى
الديوان الملكي العامر للقاء
العقيد معمر القذافي، حضر القذافي
وبعد التحية بدأ بعض المدعويين
بالمديح وبالقاء الكلمات والقصائد
العصماء.. وقفت واستأذنت القذافي
ثم سألته، قائلة: سيادة العقيد
انت جريء ولا تخاف من احد ودائما
تقول «امريكا طز» وتصف البيت
الابيض ببيت الغراب وانت محاصر
حصارا سياسيا.
وتعرف بان العراق محاصر حصارا
سياسيا ايضا لان الامبرياليين
يودون احتلاله وبلقنته والعراق
قطر عربي شقيق ومصيره يتعلق بمصير
فلسطين وبمصير امتنا العربية فهل
ستكون الزعيم العربي الاول الذي
سيكسر الحصار وهل ستذهب الى بغداد
من عمان رافضا ومتمردا على قرارات
مجلس الامن الدولي والجمعية
العامة للامم المتحدة المناهضة
لامتنا العربية والتي تعمل بشكل
واضح لمصلحة الصهاينة..؟ اجابني
القذافي قائلا: نحن لا نستطيع
مخالفة قرارات مجلس الامن الدولي
وقرارات الجمعية العامة للامم
المتحدة وهذه قرارات دولية..!
ومرت الايام والسنون وبعدها
شاهدنا القذافي يقف في مبنى
الجمعية العامة في 2009/9/23
مهاجما مجلس الامن الدولي
والجمعية العامة للامم المتحدة،
ثم مزق ميثاق الامم المتحدة
قائلا: هذا ميثاق للاقوياء، كيف
يمكن له البقاء ثم اكمل حديثه
قائلا: ان هناك خللا في الامم
المتحدة ومجلس الامن الدولي يجب
اصلاحه.
وتطرق للشهيد «صدام حسين» واحتلال
واعدام الرئيس الشهيد «صدام حسين»
دون شرعية لان الاسير لا يعدم ثم
هاجم الدول الخمس التي تحتكر
القرارات الدولية لا بل تصنعها
وتطبقها على من تريد لمصلحتها
ولتمرير سياساتها الامبريالية وفي
هذه العجالة لن استطيع ذكر كل ما
قاله القذافي في خطابه ولكنني ومن
منطلق الواقع المأساوي الذي يعيشه
العراق والعراقيون خاصة بعد ان
عبدت امريكا وعملاؤها الدرب
للصفويين والصهاينة للعبث بالعراق
وفتحت الدرب للصهاينة لتهويد
القدس وبقية ارض فلسطين وبعد ان
دمرت الجبل العراقي الذي كان يقف
سدا منيعا امام التهويد وكان
البوابة الشرقية التي تدافع عن
الوطن العربي اسأل القذافي مرة
ثانية بعد ان كنت تتفرج على ذبح
العراق والعراقيين، لماذا هذه
الصحوة المتأخرة وفضح
الامبرياليين ولكن بعد خراب
البصرة يا سيادة العقيد؟! واقول:
اعرف الجواب لكنني لن اقوله
وسأتركه للقارئ.
|