بين عيد المتنبي .. وعيد العراقي

عندما هرب خالد الذكرالمتنبي من سجن كافور الاخشيدي , لجأ الى كهف في صحراء سيناء . وظل مختبأ من جنود الاخشيدي . فمر قريبا منه أعرابي بجمله, فنادى المتبي عليه متسائلا :

ـ ما اليوم ياأخ العرب ؟
فأجاب الاعرابي
ـــ  انه اليوم الاول من عيد الاضحى المبارك

فعصفت بالمتنبي العظيم حالة من الوجوم , وعزت عليه نفسه الابية السامقة, فتذكر بلاط صديقه سيف الدولة الحمداني , فأنشد يقول :
عيد بأي حال عدت ياعيـــــد
بمــا مضى، أم لأمر فيك تجديد؟

ترى أي وجوم سيلف وجوه العراقيين في الداخل والخارج  , وعيد الاضحى المبارك يمر بهم,   كما مر من قبل عيد الفطر السعيد ؟ .

عراقيو الداخل ستعصر قلوبهم لوعة فراق الاحبة , مشوبة بخوف من المجهول . وضنك العيش.
فكيف ستغدق العوائل على الاطفال بــ الـعيدية ؟ . وبيوت العراقيين خاوية , إلا من الهموم والكدر. فهو رديف العوائل سواء مرت بهم الاعياد أم لم تمر.

من يجرؤ ان يصطحب عائلته خارج البيت؟ . ينشد متنزها او حديقة العاب؟ . فمدن الالعاب خراب . والمنتزهات هجرتها حتى الطيور الاليفة لانحسار الخضرة عنها . والعدو الارهابي يتربص بالعراقيين. فمدن العراق اليوم هي مدن موت, مرتع للميليشيات الصفوية الطائفية والجماعات التكفيرية . ترى من سيأخذ بيد خمسة ملايين طفل يتيم , ليدخل عليهم بهجة العيد ؟ .

أما عراقيو الخارج .. فحزنهم كحزن الخنساء وسكينة .. يرنون الى وطنهم والخوف من ان يطول الانتظار , فيموتون في بلاد الغربة ..

 فمن سيلملم رفاتهم من مقابر الدنيا انذاك , ليعيدهم من جديد يتدثرون بتراب العراق العبق , الذي يضوع رفاتهم بأريج هو أكثر عبقا من اريج الزهور . فكثيرة اوجه التشابه بين غربة المتنبي العظيم , وغربة الملايين من العراقيين اليوم . فهي غربة قسرية تحمل من الهم ماينوء عن حملها جبل . جسدها الجواهري شاعر العرب الاكبر بقوله  :
أنا عندي من الاسى جبل
يمشي معي وينتـــقل

ستكون مقابر العراقيين في السيدة زينب والمفرق الاردني والترب المصرية, محجا يوما ما تذكر بأن شعبا كالشعب العراقي, توزعت أشلاء أبنائه في مقابر القارات الست .

فأذا كانت مقابر العراقيين في جنين وقلقيلية بفلسطين والمفرق الاردني , تحكي بطولات جيش العراق العظيم . قبل ان يغدر به ويجري تصفيته المحتل لحسابات اقليمية؟ . فأن مقابر المنفيين والمهجرين من العراقيين اليوم , ستحكي قصص هموم وعوز وفاقة وظلم شعب يحاكي فجيعة أصحاب الأخدود

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال