لم تكن الفروسية والشجاعة سمة
التميز للقائد الشهيد صدام حسين
فحسب، بل لقد كان رحمه الله
قائداً للتميز في كل مجال، أينما
جالت الذاكرة وجدته شاخصاً متميزا
بين التميز ذاته، ولعله كان أقطع
سيوف الزمن وأكثرها مضاء،
المستثمر للوقت بإعجاز قل نظيرة،
عين لا تغفو إلا بضع ساعات في
الليل والنهار، وان كانت حتى في
غفوتها مستفزة متحفزة لا تركن إلى
الدعة والراحة.
لقد استثمر الشهيد ورفاقه من قمة
الهرم حتى أخر لبنات القاعدة
ساعات أيامهم ولياليهم بتواصل
وإبداع فريد، استهلكوا فيها سني
أعمارهم بالعمل والإبداع
والمتابعة وتفقد المسار، يحدوهم
القائد الشهيد يقيل عنه العثرات
ويرتق الفتوق ويصلح الأعطال
ويسرِّع الخطى ويحفز الضمائر،
سعيا متواصلا من اجل بلوغ الهدف
والطموح، ساعات الليل تتبع ساعات
النهار تتلاحق بالمتابعة وتفقد
الأحوال، فقد أرغمته ظروف العدوان
والتأمر المتواصلة إن ينقل اللقاء
اليومي مع المواطنين إلى ساعات
الفجر من كل يوم، يتطلع في عيون
الذين يلتقيهم الامل مع وقع
الظروف المحيطة والفاعلة في واقع
العراق والأمة، يعدِّل ويصحح
ويبتكر الحلول والمعالجات لظروف
تستجد كل يوم بجديد، يشخص مواطن
الخلل، يبحث عن أسبابها وأفضل
حلولها، تشغل التفكير حتى تترجم
بقرار أو توجيه أو اجتماع أو
رسالة توجه على عجل، وذلك الذي
جعل المخلصين العاملين في مواقع
القرار والميدان معا يستهلكون
ساعات أعمارهم في خدمة شعبهم
وأمتهم بلا كلل أو ملل، نسوا
الدنيا وانسوها، فلا قيمة للوقت
في أعرافهم إلا تقديم المزيد من
الخدمة والانجاز، عيون تراقب
وتصلح وتسدد بالاتجاه الصحيح،
عقول تبدع وسواعد تعمل لتنجز.
وهذا الذي جعل المواطن اليوم
يتحسر على الرجال الذين كانوا
يوفرون له الحصة التموينية بتميز
فريد، كما ونوعا ودقة في
المواعيد، كصورة بسيطة من مشاهد
الحياة ووعي الجماهير.
لان الذين يعملون اليوم في مجالها
بلا هدف ولا قيم تحفزهم ولا رقيب
يعدل فيهم.
كان الوزير يلج باب الوزارة
ميسورا ويخرج منها معسرا فقيرا،
فللمال حرمة تقطع لها الرقاب،
والساعات كل ساعات اليوم عمل
وخدمة للمجموع ليس فيها لمتطلبات
الوزير الذاتية مجال ومتسع، أما
وزير اليوم فيدخل وزارته حافيا لا
يلبث فيها طويلا حتى يتحول إلى
موسر ثري يحار عقله الصغير أين
يبدد الثروات وكيف ينفقها، ومن
أين يسرقها، فكل حرمة العراق صارت
مستباحة وكل ثرواته صارت نهبا
للرعاع وشذاذ الآفاق، فليس للوزير
ومن هو أعلى منه وأدنى – وإن
كانوا جميعاً دون الدون – هم
وواجب وهدف إلا النهب والسلب
والاحتيال.
فلكم أنت سعيد اليوم يا مهدي محمد
صالح وزير تجارة العراق
والعراقيين في أيام عزهم وزهوهم،
بجهدك وخدمتك التي اديتها مع
قائدك صدام حسين، تواصل ساعات
الليل بالنهار كغيرك من طلائع
العراق، تحولها من متعة إلى عمل
وخدمة، وأنت تسمع شعب العراق من
أقصاه إلى أقصاه يتحسر على أيام
وزارتك وخدمتها المتميزة في توفير
احتياجاتهم الضرورية والأساسية،
لا مجال أو حتى مجرد التفكير
باستخدامها وسيلة للنفع والسحت
الحرام، رغم أن القائد الشهيد لم
يكن حينها قد رضي كل الرضا عما
كنتم تقدمون لأننا وإياه وأنتم
كنا نطمح للمزيد من الخدمة لشعبنا
الذي نذرنا كل ساعات أعمارنا خدمة
له ولحياته الحرة الكريمة.
|