|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
||||||
دراسة تحليلية في قراءة موضوعية لاستراتيجية ايران وامريكا في العراق |
||||||
|
||||||
شبكة المنصور |
||||||
د. يوسف اليوسفي | ||||||
بارتفاع حمة الحرارة للحملات
الانتخابية والتنافس بظهور
ائتلافات واصطفافات جديدة لكسب
صوت الناخب العراقي ولاعادة سيطرة
الاحزاب والكتل السياسية التي
كانت مهيمنة على العملية السياسية
منذ الاحتلال ولحد الان لفرض
نفسها على واقع الساحة العراقية
التي اتعبتها سياسات هذه الاحزاب
وتدخل ايران بالشان العراقي تدخلا
( فاضحا) من جديد وابقاء الخطاب
السياسي الديني والطائفي العنصري
هو المسيطر على هذه الساحة لكي
يبقى تدخل دول الجوار وخصوصا
ايران في الشان العراقي لتغير
مسار نتائج الانتخابات لصالحها
ولصالح عملائها في العراق حيث بدأ
التحذير من جميع القوى الوطنية
التي هي خارج العملية السياسية من
دور مرتقب واكيد لايران للتلاعب
بنتائج الانتخابات سواء من خلال
ما تقدمه من اموال طائلة او من
خلال دعم الميليشيات الحزبية , او
من خلال الدور المشبوه للسفير
الايراني ( حسن قمي) في العراق ,
ومن خلال الدور المشبوه للحرس
الثوري وبتنسيق مع المخابرات
الايرانية ومع الاسايش والبيشمركة
الكردية لضمان بقاء ائتلاف المجلس
الاعلى بزعامة ( عمار الحكيم)
وائتلاف دولة القانون بزعامة (
المالكي) وبهذا تضمن ايران البقاء
لها ولعملائها ولمصالحها في
العراق البقاء الاطول والاستفادة
القصوى من وجود الاحتلال الامريكي
في العراق على حساب الدم العراقي
لغرض تحقيق استراتيجيتها في منطقة
الشرق الاوسط .
وكان يوم الاربعاء الدامي نقطة تحول في فضح الاستراتيجية الايرانية – الصهيونية فقد شعرت ايران ان (المد) ( العربي العربي والقومي) في العراق مع امته العربية سوف يكون قادرا على اسقاط حكومة الاحتلال في العراق حيث ان المقاومة العراقية البطلة والتفاف العراقيين حولها هو الكفيل باخراجهم من العراق باسرع وقت ممكن واقل خسارة وهذه ورقة كانت تساوم عليها ايران ولكنها خسرتها وعلى هذا الاساس سوف تلعب القوى الوطنية العراقية التي هي خارج العملية السياسية والرافضة للاحتلال دورا مهما في وضع الامور في نصابها الصحيح وتسد الطريق امام مروجي الاشاعات الكاذبة المغرضة بعد ايه جريمة ترتكبها ايران والحكومة العميلة التي تلقي مسؤوليتها على ( البعث والمقاومة ) واتهام سوريا بايواء ما يسمونه ( الارهابيين ) .
ان الموقف الرسمي والشعبي السوري الصلب واحتضان اكثر من مليون ونصف المليون مهجر عراقي لعب دورا في احباط هذا المخطط الاجرامي وكشف النقاب عن مارب دنيئة للحكومة العراقية الحالية وسيدتها ايران حيث اغاض هؤلاء ان يجبر عدد هؤلاء المهجرين في سوريا فقط ضد العملية السياسية واعطاء اصواتهم الانتخابية الى الرجال الاشداء الذين سوف يعيدوا العراق الى حاضنته العربية حيث تشير التقديرات الاولية الى ان مليون ونصف المليون صوت عراقي من سوريا وحدها سوف يمنح (12) مقعدا نيابيا في الانتخابات القادمة لمن يختارونه لتمثيلهم ناهيك عن المهجرين في الدول الاخرى الذين يبلغ عددهم حوالي اربعة ملايين عراقي .
ان اصوات هؤلاء سوف تقلب الحسابات الشريرة الى معادلة للتحرير العراق العظيم ولهذا نجد الحكومة العراقية وبتوجيه ايراني ( صلف) تحاول حرمان هؤلاء المهجرين من الاشتراك في الانتخابات والادلاء باصواتهم كما تحاول اعتماد ( القائمة المغلقة) واعتبار العراق ( دائرة انتخابية واحدة) وليس عدة دوائر وعدم زيادة عدد ممثلي الشعب في مجلس النواب من (275) الى (313) نائبا وكذلك تعمدهم تاخير اقرار قانون الانتخابات الجديد واعتماد القانون القديم لسنة 2005 الجائر هذه المحاولات المحمومة مخطط لها ايرانيا وصهيونيا وامريكيا لابقاء العراق اسيرا بيد الفرس .
لقد بدأت الدعاية الاعلامية المغرضة من قبل الحكومة العميلة وبأملات ايرانية سياسية وعنصرية للحزبيين الكرديين بدأت تطبل وتزمر وتشكك في التقارب السوري – السعودي التركي يتهم هؤلاء ان امريكا قد وعدتهم بان يكونوا ( لاعبين اساسيين) في العملية السياسية القادمة في العراق وهذه (الاحجية) لا صحة لها ولكن المسوغ الاساسي في طرحها في الوقت الحاضر هو اضعاف دور العرب في العراق وعموم الساحة العربية لتفويت الفرصة على المحتل والعدو الاساسي النظام الايراني في تقسيم الامة العربية مجددا .
ان التقارب العربي – العربي ( دقة اسفين) في نعش ايران والاحتلال ويفوت الفرصة على المتربصين واللاعبين على حبال الطائفية والعنصرية ولن ينفع التشهير بموقف أي دولة عربية مستقبلا على حساب ما تسفكه ايران من دم عراقي طاهر كل يوم بحجة ان الارهاب قادم الى العراق من بعض الدول العربية المجاورة وهي تقصد سوريا والسعودية تحديدا وينسى الايرانيون وعملائهم في الحكومة العراقية الدور السئ الذي تلعبه دولتهم السيئة ( ايران) وخلط الاوراق في جميع الاقطار العربية من قبلها بالاسلوب الطائفي وهذا ما حصل في العراق وافغانستان ولبنان وسوريا واليمن ومصر وفلسطين ودول الخليج العربي والمغرب العربي وحتى السعودية حيث حاولت ايران وتحاول تصدير ( الارهاب) والعنف الى هذه الدول ليسهل لها عملية تصدير( ثورتها الاسلامية) فيما بعد لقد بدأت ايران ومنذ فترة لوضع استراتيجية جديدة تختلف عن استراتيجية الحرب الطائفية بل هي متوازية مع هذه الاستراتيجية الا وهي ( حرب المياه) حيث لا يخفى على الجميع ان ايران حولت مسار (22) رافدا كانت تصب في العراق وجعلت ازمة المياه تتفاقم يوميا بحيث اصبح العراق لا يمتلك المياه الكافية لزراعة الاراضي الواسعة وايران بذلك تسعى لتطبيق استراتيجية ( برميل ماء مقابل برميل نفط) .
ان على جميع المنصفين والخيرين في العالم ان يعيدوا حساباتهم الخاصة التي وضعوها سابقا لمحاربة العراق والعرب والمسلمين بعد تصورات وافتراءات كيدية من قبل نظام ايران والنظام الكويتي الحليف الاستراتيجي للصهيونية الايرانية الامريكية وبعد ان اصبح العالم كله يقر ( بمظلومية العراقيين) من خلال القتل والتدمير والتشريد والتهجير والقتل على الهوية الذي ارادت هذه القوى الشريرة ان تمارسه لاضعاف هذا البلد اذن المطلوب هو ان يقف العالم كله بوجه امريكا والصهيونية العالمية والمد الفارسي الداعم الاكبر لتخريب العراق الى جانب النظام الكويتي الحاقد اللئيم ويصلح اوباما اخطاء سلفه المجرم بوش والا فسوف يكون مصير امريكا الى زوال لا محال وان هؤولاء المتصارعين ومعهم امريكا سوف يواجهون المد العربي الحقيقي على كل مخططاتهم الاجرامية الهادفة لاضعاف العرب والمسلمين .
ان العنف الذي مارسته ايران في العراق بعد الاحتلال وبتنسيق امريكي صهيوني الغرض منه اساسا تصدير الافكار الدينية المشبوهة الايرانية الى العراق ومنه الى الدول العربية والاسلامية وبما ان العراق هو البوابة الشرقية للامة العربية فقد كان نصيبه من التأمر الامريكي الايراني عليه اكبر واخطر لذا كان على هاتين الادارتين وبعد انتصار العراق في الحرب التي فرضتها ايران عليه ان تخططا لجر العراق المنتصر الى موقف اخر تستطيع هذه القوى اضعافه من خلاله فبدأت تشن الحروب عليه وبدأت المؤامرة الاخرى تحاك ضده بطريقة جديدة عربية متمثلة بالنظام الكويتي ودعم بعض الحكام والدول العربية وامريكية ايرانية صهيونية فكان الكويت وحرب عام 1991 وبعدها فرض الحصار الظالم الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا واستمر اكثر من (13) سنة والدور المكمل للمؤامرة على العراق اخذ يتطور والخطى تتسارع عندما اصبحت ايران تتحكم بالقرار العراقي ومصادر الطاقة والمياه وكل شئ واشاعت الفوضى الطائفية في البلاد وتم هذا كله بمعرفة امريكا الا انها أي ايران لا تجد أي رادع من امريكا تقول لها ( على عينك حاجب) وهناك كان ولا يزال ضعف عربي واضح لدى كثير من الكام العرب فتح المجال امام امريكا للسماح لايران بلعب هذا الدور التخريبي في العراق .
ازاء هذه المواقف المتشابكة بات من الضروري جدا ان تسارع الدول العربية ومن خلال الضغط الجماهيري ان تدعم كل ما يقاوم الاحتلال الامريكي والغزو الفارسي وذلك بتبني المواقف العربية الداعمة والمساندة والعلنية للمقاومة العراقية البطلة التي اثبتت بما لا يقبل الشك بانها الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي بكافة طوائفه ومذاهبه واتجاهاته الوطنية كما لا يفوت على الشعب العراقي ان يمارس دورا اخر بالاضافة الى مقاومة الاحتلال عسكريا الا وهو المقاومة السياسية التي من المؤكد ان يتزامن دفعها ونتائجها مع النصر الذي يحققه المقاتلون العراقيون على الجبهة العريضة ضد المحتل الامريكي الصهيوني الفارسي علما ان هنالك قاعدة واضحة على ضوء التأمر الصهيوني الامريكي الفارسي انه( لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة بل مصالح دائمة) وهذه القاعدة التي تتعامل بها القوى المتنفذة في العراق ( امريكا والصهيونية وايران) سوف تجعلهم دائما متقاربي المصالح لذا من الضروري عراقيا وعربيا من خلال القوى المقاومة كسر هذه القاعدة . |
||||||
|
||||||