|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
||||||
نخلتنا العراقية وعاصفة الغربان |
||||||
شبكة المنصور |
||||||
الدكتور محمود عزام | ||||||
يبدو أن عملية إستحداث شريحة من الكتاب والمعلقين لتكون مهمتهم خلق صراعات ومنازعات جانبية في الشان العراق قد أصبح نهجا واضح الغايات والأهداف..
هذا النهج الذي يتبنى فيه الكثير من الدخلاء على الوطنية العراقية الحقيقية وصاحبي العبارات المصنوعة من العسل المسموم برنامجا شاع مؤخرا بشكل كبير ويعتمد على متابعة ورصد الأقلام الشريفة والصادقة والمؤثرة والسعي لتسقيطها من خلال التعرض والإستهداف لكل جملة ورأي تكتبه وإستخدام وسائل مختلفة بعيدة عن المنطق والعقل وحتى الضمير!..
والظاهر أن هذه السياسة تؤتي ثمارا مغرية لهذه الشريحة التي باعت ذمتها خاصة إذا تعلق الأمر بشخص يقود الدولة في زمن الإحتلال أو أحد حاشيته وإلا لماذا هذا التحامل على كاتب مقال ينتقد حالة مكشوفة لتبعية أو تجاوز وينتقد عدم أمانة هذا المسؤول أو ذاك بحيث تبدأ هذه المجموعة التي تدعي الوطنية بمهاجمة هذا الكاتب وتذهب الى أبعد من وصفه بالخائن والمرتد والمعادي للشعب والعراق الجديد! الى التعرض بشكل يمس أخلاق وتأريخ هذا الكاتب!..
وهكذا أصبح التعرض لكل وطني وقلم شريف ممن يتصدى للسلطة العميلة أو شخوصها مهمة مقدسة وجعلوها ترتقي لدرجة محاربة الكفر!.. وأجازوا هذا التعرض والتشهير ليتجاوز كل الحدود بل قد يتعدى لحد التهديد بفقدان السمعة أو الحياة!..
ومن هذه الأمثلة ما نشر في مقال كتبه شخص يتهجم فيه على كاتبة عراقية مقيمة في موسكو وينعتها بنعوت غير لائقة لأنها نشرت مقالات تحليلية علمية عن شخوص وتصرفات البعض من رموز الإحتلال في السلطة ..
وتقول الكاتبة في ردها على هذا التهجم أن كاتب المقالة إستخدم إسما مستعارا ليخفي إسمه الحقيقي (المعروف بإنتهازيته) والذي تعرفه جيدا..
الذي كتب هذه المقالة الهابطة حوّل مقالته وتحامله من حالة التظاهر (بالرغبة في خدمة العراق الجديد) و(التغني بالمنجزات العظيمة التي حققها الإحتلال والتدمير ونهب الثروات) الى حالة النغمة المشروخة التي تتمثل (بالإيغال والتباهي بالحقد على النظام السابق) !..
تماما كما يفعل أقطاب العملية السياسية التي تنفذ نهج المحتل وإيران والذين تلطخت أياديهم بدماء ملايين العراقيين الأبرياء منهم ومن المناضلين والمقاومين والمخلصين والرافضين لنهجهم الطائفي والخياني والتقسيمي ..هؤلاء الذين إمتلأت جيوبهم وجيوب أقاربهم ومواليهم بالمال الحرام بعد أن حولوا مجرى أنهار ثراوته اليهم لمدة ست سنوات ولازالوا يتحدثون عن النظام السابق (وازلامه ) و( بقاياه)..
وجاء هذا الكاتب ليلتحق بهم ويؤيدهم ويقف الى جانبهم في جرائمهم ومنهجهم عندما حوُل موضوع علمي بحت يتعلق بإختصاص هذه الأكاديمية العراقية والتي تحاول أن تنشر ماتعلمته وما تُعلّمه لطلابها الى مسألة لها صلة بالتعرض لشخصيات يريد ان يقنع نفسه زورا وبهتانا بأنها شخصيات (مناضلة من رجال النظام الجديد !) من خلال وصف الكاتبة بأنها كانت (راقصة في حفلات سفارة صدام في موسكو!) وكونها كانت (حسب قول كاتب التهجم):
(لاتترك حفلة أو دعوة أو رسبشن في سفارة عربية أو اشتراكية أو شيوعية إلا وحضرتها من أجل الخمر وملأ البطن والحصول على الصيد، وتذكرت كيف كانت تستلم مخصصات تجسسية من المرحوم (فاضل البراك) مدير المخابرات العراقية السابق و عندما كان يعمل ممثلا للعراق في موسكو!)..
ولعل العاملين في السلك الديبلوماسي في زمن النظام الوطني يستهجنون إطلاق صفة (الحفلات الراقصة لسفاراتنا في المناسبات الوطنية) والتي لاتزيد عن دعوة إستقبال محددة وبسياقات ملتزمة..
أما العاملين في جهاز المخابرات العراقي فهم يفهمون جيدا ماذا تعني أن يقول شخص جملة : (وتذكرت كيف كانت تستلم مخصصات تجسسية من المرحوم (فاضل البراك) مدير المخابرات العراقية السابق و عندما كان يعمل ممثلا للعراق في موسكو)..
وهي تعني بالتأكيد أن كاتب المقالة كان إما أحد المتعاونين أو العاملين في المخابرات العراقية في حينها وفي موسكو وفي موقع حساس بحيث يعرف مالذي كانت تتقاضاه (عميلة) من رئيس البعثة العراقية لقاء خدماتها(التجسسية!)..(وغالبا ماتكون عملية تسلم هذه المخصصات محصورة بين المستلم ومن يتصل به حسب السياق المعروف في كل العالم!)..
أو من الممكن أن يقول أنه سمع ذلك!..وفي هذه الحالة سيكون من العيب عليه أن يتطرق الى مثل هذا الموضوع إذا لم يكن واثقا منه..
أو إن ماقيل وما كُتب من قبله ماهو إلا إختلاق وكذب!.. ومع أن مقربين جدا من السيدة المذكورة قالوا وكتبوا وأكدوا بأنها سيدة محترمة وشخصية أكاديمية ولم تتعاطى الخمر في حياتها أبدا وأنها لم تدخل السفارة العراقية في حياتها لأنها تحمل الجنسية الروسية!..فإن كاتب المقال إذا كان يمكن إعتباره (محقا) فهو بالتاكيد كان إما (مصدرا للمخابرات العراقية) أو ( موظفا رسميا فيها)!..
أو أن يكون مدعيا وكاذبا.. وسنفرض أنه كان على صلة بالمخابرات العراقية لكي نعطي مصداقية لما قاله.. وإذا كان كذلك فمن المؤكد أنه سيقول أنه: (كان مغررا به في حينه وبصحوة من ضميره اليوم فقد تيقن أن العمل مع المخابرات الأمريكية وخدمة الأجنبي وتمزيق الشعب العراقي الى طوائف وشيع وقوميات أفضل من البقاء في خدمة شعبه!!)..
فإذا كان ذو صلة مع المخابرات العراقية في حينها فما الذي يقصده بإستخدام تعابير مثل: (وكانت هذه السيدة تكتب التقارير عن العراقيين الشيوعيين والعرب وغيرهم، وعن الطلبة الذين هم من غير البعثيين)..
و(كانت تبتز ضحاياها).. وهو يعرف بأن هذا ليس من إختصاص ولا أسلوب المخابرات العراقية.. وإذا كان من ضمن عملهم في تلك الساحة آنذاك فما الذي كان هو يعمله في حينها بحكم عمله ؟.. هل كان يمنع التقارير من الوصول الى الجهات العليا؟.. أم كان يضيف عليها؟..
وقوله : (أننا نعرف شوارع وبيوت وحدائق وأحياء موسكو ومعظم المدن الروسية وأكثر من تضاريس العراق، وعرفنا معالم المدن الروسية نتيجة تنقلنا في هذا البلد وطول أقامتنا ودراستنا الجامعية والعليا وعملنا فيها) يعني أنه إن كان في هذا الجهاز فقد تعلم وتطور بفضله وبفضل الحزب والسلطة الشرعية آنذاك..
فلهذا الكاتب ولأمثاله نقول: إذا كنتم حريصون على العراق فإتركوا المهاترات الجانبية ومعاركها التي لاتغنيكم ولاتضر من تستهدفون.. وإذا كان من هدف وطني فماذا ترمون الناس بحجارة وبيوتكم من زجاج هش ؟.. ولماذا تثيرون عاصفة وأعشاشكم لا تتحمل هبة هواء ..
وتعلموا أن ستر العورات والتغاضي عن تبني الإشاعة والإساءة للناس من شيم الرجال الشجعان.. ووحده الجبان هو الذي يُشَهّر بالنساء .. والظاهر أن دهاليز موسكو ومعرفة هذا الكاتب بها وبشوارعها حسب ما يدّعي قد أنسته قيم الرجولة وفروسية الشجعان..عدا عن أهمية إختيار الزمان والمكان!.. |
||||||
|
||||||