الأوكـــار الفضــائــية التحـــريضــــــية وسيــــاســة المفتــش كــورمــــــــبو

لقد حاول هذا الإعلام الفضائي المنفلت ومن خلفه بعض أفراد النخبة السياسية المتاجرة باحلام البسطاء من الجماهير لتسد بها حالات الأحساس بالتقصير والفشل والأحباط الذي يعيشه المواطن في كل المجالات ولهذا حاولت أن تبحث عن نصراً فلجأت الي هذا الحشد الغير مسبوق في تاريخ الأمة ولم نشهد له مثيلا من قبل الي الدرجة التي صورت فيه هذه التعبئة الإعلامية ما جري في السودان علي أنه مجزرة وأعتبار ما جري هناك علي فرض حدوثه علي أنه موقعة حربية وليس في أطار ما يجري غالبا بين جماهير الكرة من المتعصبين وبدلا من أن يعترف أعلامنا الفضائي بجملة أخطاءنا وهي كالعادة وفي كل المناسبات لانها أصبحت مورثا وتراثاً لدينا ومنها تغيب جمهور الكرة الحقيقي والإستعانة بجمهور من الفنانات والفنانين وأبناء المسئولين الذين سافروا الي السودان وكل أهدافهم كانت ركوب موجة الأنتصار المرتقب بين كبيرهم وصغيرهم ،

أما من كتُب له الوصول الي السودان من الجمهورالمصري الحقيقي فقد حل عليه التعب من أهمال المسئولين وتركهم في العراء منذ أن وصلوا هناك الي أن حل بهم التعب جراء السفر والتنقل دون نوم او طعام وعلي النقيض الآخر كانت الجماهير الجزائرية منظمة في وصولها الي السودان عقب إنتهاء مباراة القاهرة علي طائرات عسكرية وهذه ليست تهمة او سابقة فقد كان لنا السبق في ذلك في مناسبات كثيرة ومنها الرياضي ومنها الديني حيث قمنا بنقل مئات المعتمرين الي الاراضي السعودية في العام الماضي علي طائرات عسكرية عندما تاخر وصول العبارات الي المواني المصرية ولم تقل المملكة السعودية حينها بانهم ليسوا من المعتمرين او أنهم من ارباب السجون ،

أما بالنسبة للجزائر فقد جري عملية تنسيق لمجهودات الجماهير الجزائرية من أقامة وتنقلات ودخول وخروج قبل المباراة وبعد المباراة ، أما ابنائنا المصرين الذين كتُبت لبعضهم السلامة ووصل الي السودان لم يحالفهم القدر او الحظ في الوصول الي الأستاد لعوامل ترجع الي السادة النصابين الذين تاجروا بهذا الجمهور ، مصر ياسادة بريئة ممن يتحدث باسمها في هذه الأوكار الفضائية ولم تعد تتحمل هذا الوباء الذي تفشي وأستفحل ليقضي علي الأخضر واليابس ،

من الجميل والمؤكد أن الأنتماء الي الوطن وقضاياه شيئاً محموداً وأن حالة الفراغ والتفريغ التي يعيشها مواطنونا هي قمة المأساة وأن تختزل قضايانا المصيرية والسياسية والعربية والدولية في منافسة كروية والخروج بها من دائرة الرياضة وتوظيفها سياسياً الي الدرجة التي نعادي فيها شعباً عربياً بيننا وبينهم الكثير من الأرث النضالي والأخوي المشترك في الوقت الذي نترك فيه أعداء الأمة يمرحون علي الأراضي العربية المحتلة ويغزون ويقتلون زعماء هذه الأمة ونحن صامتون ومن العار علينا أن نعتبر هذه الأزمة موقعة حربية تمس نتيجتها الشرف الوطني وأن ننسي كل كوارثنا ومصائبنا التي تحيط بنا من كل مكان داخلياً وخارجياً ونتفرغ فقط لبث روح الكراهية والعداوة بين الشعوب العربية ، يا سادة أن كرامة المصري خارج حدود بلاده ليست إلا أمتداد لكرامته داخل بلاده ولن يحمي كرامة المواطن خارج بلاده إلا حماية كرامته داخل بلاده ، وأخيراً نحن نطالب حكماء هذه الأمة في إحتواء هذه الأزمة ووقف كل الحملات التعبوية ضد الشعبين لاننا في النهاية شعب واحد ووطن واحد وهما الباقيان .

http://www.alarabi2000.blogspot.com

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال