( رحم الله شهيدنا الخالد صدام
حسين الذي كان يوصي بضرورة التحاق
الكتاب والعاملين في المجال
الاعلامي بجبهات القتال ايام
قادسية صدام المجيدة وذلك من اجل
معايشة المقاتلين لنقل الحقائق
كما هي على الارض
).
فالمعايشة تعطي الكتاب الذين
يجاهدون بالكلمة زخم ابداعي مضاف
ومصداقية في الرد على تقولات ضعاف
النفوس الذين كثيرا مايطلقون سهام
الاتهام المسمومة باتجاه كتاب
المقاومة وحجتهم في ذلك ان هؤلاء
الكتاب يعيشون في خارج القطر
ولايعرفون شيء مما يدور في الداخل
، وللمعايشة فوائد اخرى منها
تجديد الافكار التي يتحمس الكاتب
للدفاع عنها وتطوير مايمكن تطويره
منها بما ينسجم مع ماهو جديد في
حياة الشعب الذي يناضل في سبيل
انعتاقه وتحرره ، فاي عملية لتغير
واقع ما وايجاد واقع بديل تتطلب
دراسة القوانيين المحركة لهذا
الواقع ، والدراسة هنا في شقيها
النظري والعملي يستحسن ان تكون
على الارض ، مع ايماننا بان
الظروف الموضوعية والذاتية هي
التي تتحكم بالكثير منا .
اطلقت على رحلتي الى بلدي العراق
وانا في بغداد العروبة والاسلام ،
بغداد التصدي والعنفوان اسم (
المعايشة
) ولهذا الاسم مايبرره ،
فبغداد رغم كل الاعلام الصاخب
الذي يروج عبر مايسمى (بالاعلان
مدفوعة الثمن) قد تحولت الى ارض
معركة ، عندما اقول ارض معركة
فانا اعني مااقول وبعديد كل البعد
اي نوع من انواع المبالغة وتشويه
الحقائق ، فالدبابات والمصفحات
والحواجز والاسيجة الكونكريتة
ونقاط التفتيش ...الخ التي نشرها
المحتل وعملاءه في كل حي وشارع
تعطيني المبرر في القول بان بغداد
هي ارض معركة حقيقية ، وان رحلتي
هي رحلة ( معايشة
).
ابداء رحلت المعايشة من دخول
الحدود العراقية حيث
المشاهدة
الاولى ، والسؤال الاول
الذي وجهته للسائق الذي اتفقت معه
على ايصالي ، ماهذه الخيام
البالية التي تنتشر في هذه الارض
الجرداء القاحلة والتي تحمل يافطة
وكالة غوث اللاجئين ومن هم هؤلاء
البؤساء ، الذين لايجدون ابسط
حقوق الانسان في العيش الكريم ،
اعتقد انهم مجاهدين خلق ؟ جاء
الجواب صاعقا ، كلا هم فلسطينيون
كانوا من سكنة حي البلديات في
بغداد . لم اعلق لاني كنت متوجس
من كل شيء والسائق بالذات ، فعملت
باضعف الايمان وتسألت في نفسي ،
اين الاحزاب الدينية التي جاءت من
ايران وغير ايران وهي تتغنى
بتحرير بيت المقدس من دنس
الصهاينة من بؤس هؤلاء ، انهم
ابناء جلدتنا (شعب الجبارين)
هؤلاء الذين يعيشون في هذه الخيام
البائسة يامن تلبسون العمائم بكل
الوانها؟
المشاهدة الثانية هي وجود
مئات الشاحنات التي تقف في موقف
مخصص لها كما اعتقد قرب نقطة
التفتيش الاولى على الحدود في
الهواء الطلق وهي تحمل الاف
الاطنان من الحبوب المكشوفة بلا
غطاء يقيها من التعفن والتلف
وتقلبات المناخ، لماذا تقف هذه
الشاحنات ؟ جاء الجواب سريعا هذه
المرة ، منذ شهر تقريبا ، لم يسمح
لها بالدخول ، اعتقد انها ستدخل
بعد شهر . هل هي للاستهلاك
الادمي؟ نعم هي كذلك وهي مستوردة
لحساب وزارة التجارة ، سوف تطحن
وتوزع بالبطاقة التموينية ، ان
سبب التاخير كما يقولون الفساد
الاداري في الوزارة ، هذا
ماشاهدته وماقاله السائق
ومااكده تاجر من تجار
الاغذيه يتاجر بين العراق
والبلدان المجاورة وكان معنا في
الرحلة.
المشاهدة الثالثة ، يترجل
الموطن العراقي من المركبة التي
تقله في نقطة الحدود الاولى متجها
باتجاه سياج كونكريتي طويل يقوده
الى غرفة يجلس فيها جنود امريكان
للتفتيش ، طريقة التفتيس هي النظر
الى العيون بجهاز واخذ طبع
الاصابع والختم على اليد ( جندي
امريكي يختم على يد ابن البلد )
كما يختم الحراس في السجون على يد
الزوار عند زيارتهم اي من السجون
، دلالة واضحة وصريحة ولاتقبل
اللبس على اننا ندخل سجن كبير
اسمه العراق والمساجين ابناءه
والسؤال الكبيرالمنطقي هو اين هي
السيادة التي تشدق بها العملاء.
المشاهدة الرابعة هي ان
عدد السيطرات ونقاط التفتيش على
الخط السريع بين مدينة الفلوجة
ومدينة بغداد بعدد اعضاء مجلس
النواب اي لكل 100.000 موطن سيطرة
،ولنقاط التفتيش هذه حكايات
سنذكرها فيما بعد ، ان ما كتب على
جدران السيطرات هذه من شعارت
يتناقض تناقض صارخ مع واقع الحال
و مع بعضه البعض ، والاجهزة التي
تستخدم فيها للكشف عن الاسلحة
اصبحت مثار سخرية فهي لا تؤشر على
السلاح بل تؤشر على العطور
و(الفلاش لذر).
يتبع ..
|