مقالات قصيرة عن مسائل خطيرة ( اليمن مرة أخرى )

﴿ الحلقة السابعة ﴾

أعود اكتب لشعبنا في اليمن وعما يجري فيها، فلا أيأس من شعب الحكمة والإيمان، ولا أسيء الضن بقدرتهم على تجاوز المحنة وإفشال كل المخططات التي تحاك لهم من الخارج، يا أهلي وإخوتي في اليمن قد يكون البعض متوهم إن المقصود بكل ما يحدث نظام الحكم والرئيس علي عبد الله صالح، لا المقصود اليمن كوطن وشعب ووجود وحاضر ومستقبل، لا بل أزيد وعن قناعات أكيدة مبنية على استقراء واع للمتغيرات السياسية الإقليمية والدولية، والعرب منذ القدم تركوا لنا تراثا غنيا من الحكمة والأمثال المبنية على التجارب وقالوا ( اسأل مجرب ولا تسأل حكيم)،وأنا اخاطبكم عن تجربة ودراية إن المستهدف هو اليمن بشرا وحجرا ووجود، لأنه مازال من بين القلائل الذين يتابعوا قضايا الأمة والعروبة وفلسطين وهذا ما يغضب القوى المهيمنة على السياسة الدولية، والمعادية للعرب والمسلمين، فانتبهوا ولا يزغكم الشيطان وجنده الذين انجروا لأعمال وأفعال تسيء لليمن والشعب ولا ترتب على القيادة والحكومة غير واجبها الوطني والدستوري  وهو الدفاع عن وحدة الوطن وحماية الشعب.

إن اليمن وطنكم وشرفكم وقيمتكم و..و..، وهو وطن العرب فهو جزء حيوي وفاعل من الأمة العربية أرضا وشعبا، بل كل العرب يقولوا أصل العرب من اليمن، هكذا قناعاتهم ولا يقبلوا مناقشة بذلك، ولا أخفي عنكم إني عند انتهاء إقامتي وأقدم للحصول على مدة جديدة ينتابني أمران الأول أنا في ارضي وبين أهلي واطلب برجاء أن احصل على موافقة إقامة، ياله من زمن اغبر، كان العربي يخرج من عدن أو الاحواز ويمر حتى يصل طنجة وفاس لا احد يقول له هويتك أو إقامتك، كم تردى وضعنا وضعف عزمنا وبعضنا يطالب بفصل اليمن إلى شمال وجنوب ماذا أقول في من يطرحوا ذلك؟ لا أريد أن اكتب شيئا أتركه لضمائركم وعقولكم انتم احكموا، هذا لأهلنا الذين ينساقوا وراء دعوات مشبوهة يدعمها ويمولها ويغذيها من يعادينا ومن سن اتفاقية سايكس بيكو ومن وضع وخطط للشرق الأوسط الجديد ويطبل لها الإعلام الذي لا يريد لنا خيرا بل هو إعلامهم والمستأجر لهم، انه ذات الاسلوب ونفس الاستراتيج الذي كان مقدمة لما أرادوه للعراق، وعلى أساس التضليل الذي افتروه قاموا بجريمتهم غزو واحتلال العراق وتدميره.

إما الأمر الثاني الذي أحسه هو لو كنت رفضت شرط قوات الاحتلال ومرتزقته أن أغادر العراق أليس أكثر حفظا لكرامتي مهما كانت نتيجة بقائي؟ نعم أيها الأحبة إن الوطن عز وكرامة وهوية وعنوان، حتى في شرع الله اوجب القتال دون الأرض أي الوطن، وساوى جزائها عنده بالدفاع عن الدين والعرض والنفس، وأعطى من يستشهد دون تلك المقدسات العظيمة مع الأنبياء والصديقين، نعم يا إخوتي في الدم والدين هكذا هو الوطن فكيف تتجرؤوا أو تقبلوا على مجرد التفكير في ضياعه وتمزيقه، سنرحل جميعا إلى رب رحيم غفور لكنه شديد العذاب لمن يزيغه الشيطان.

كانت شبه جزيرة العرب هي اليمن والعراق ولا وجود لأي كيان سواهما، احسبوا كم أصبحت عدد الدول والكيانات فيها لماذا ومن هو المستفيد؟ إن الفرقة والتمزق وهن وضعف ولذلك هم يعملوا على ترسيخه وتعميق أسبابه ويدعموه ويغذوه، وهذا السبب الرئيسي لاستهداف العراق وإعدام شهيد الأمة صدام حسين رضي الله عنه لان البعث والقائد صدام حسين يؤمنوا ويجاهدوا من اجل      امة عربية واحدة      ذات رسالة خالدة   ولا يتعامل العراق قبل الاحتلال مع أي عربي انه في غير وطنه، هذا كان احد أهم أسباب الغزو والاحتلال، أيرضى أحد منكم أن يكون في خندق الأعداء فيعمل على تمزيق الوطن وتشرذم الشعب.

أنا لست بصدد أن أقول إن النظام والحكومة في اليمن جيدة، فهذا شأن انتم تقدروه لو قارنتم بين ما متوفر في اليمن من حقوق للمواطن وما متوفر من إمكانات وموارد في البلد، نعم هناك اختلالات وانحراف إداري عند بعض موظفي الدولة، وهناك جشع عند التجار لها انعكاسات على معيشة المواطن، وهناك أخطاء من قبل عناصر تتصوروها في قمة السلطة من خلال احتلالها إلى مواقع ومناصب وظيفية وبعض من مدعي المشيخة مفسدون عبر محاولتهم الإثراء على حساب الشعب والممتلكات العامة، لكن ذلك كله ممكن إن نواجهه بشكل لا يسيء إلى اليمن ووحدته ومستقبله، وأؤكد لكم إن الأخ الرئيس قد اشر كثير من ذلك وأمر بالمباشرة فمعالجته واتخاذ الإجراءات بشأنه ومن ورائه كائن من يكون ولكن الأحداث والأوضاع غير الطبيعية لا تمنح الفرصة لمن كلفوا بالمعالجة بإكمال مهامهم.

إما من يقاتلوا ويتصوروا أن السلاح هو الطريق أو الاسلوب للحصول على حقوق أو مغانم، فأقول لهم اتقوا الله في أنفسكم وأهلكم ووطنكم وأمتكم ودينكم، فالقرآن والسنة النبوية الشريفة تنهى عن البغي والقتل على مغانم الدنيا والتزموا ستة الصحابة فهذا قول سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام( الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها)، وان اللجوء إلى العنف والقتل ما زال هناك إمكانية لحل غيره فهو بغي وتخلف وجهل، ومخالفة لأمر الله (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وكتابنا ونبينا أمرونا بإصلاح ذات الشأن، فهل انتم منتهون عن القتال الذي لا يمكن أن يجلب لنا إلا الموت للشباب من أي جانب والدمار للاقتصاد،  إن العالم كله يتكتل ويتوحد ونحن العرب للأسف نتباعد ونزداد تجزئة وفرقة وتمزق، إن الدعوات المسئولة والمتكررة من الأخ القائد علي عبد الله صالح واصداره العفو العام يؤكد صدق نوايا القيادة والدولة في انتهاج الحل السلمي للمشاكل الداخلية ولكن للاسف ان بعض المضللين والمرضى يتصوروا الحلم والتسامح وهن وضعف، مازالت لديكم الفرصة في التغيير إن كنتم فعلا مصرون وهي الانتخابات واختيار من تروه أمينا على مصالحكم، وتأكدوا إن من يثقفوا على الفتنة لا رصيد لهم في وسط الشعب، ويعرفوا إنهم لا يمكن أن ينتخبهم الشعب فيلجئوا للفتنة علها تعينهم ولا يحسبوا كم الضرر الذي يسببوه للشعب والوطن، إن  أنفسكم ودمائكم وأموالكم الأمة بحاجة لها في مواجهة الهجمة الامبريالية الصهيونية عليها فاحفظوها لما هو واجب حقيقي، والعنوا الشيطان وجنده واستعيذوا بالله من شره ونزغه، وأطيعوا أمر الله تعالى بقوله (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها )آل عمران  .103

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال