|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
||||||
إيران والانتخابات في العراق |
||||||
شبكة المنصور |
||||||
عبد الجبار الجبوري - كاتب عراقي | ||||||
بدأ التدخل الإيراني في العراق منذ أن دخلت جيوش الغزو الأمريكي ارض الرافدين عام 2003 ، حيث دخلت معها وحدات عسكرية إيرانية منها فيلق القدس الإيراني وقوات فيلق بدر ومجاميع اطلاعات الإيرانية والباسدران وميليشيات مسلحة من الأحزاب التي كانت في إيران ، وانتشرت في جنوب العراق بعد أن تمركزت في العاصمة الأسيرة بغداد العباسية ، وقد فعلت فعلها هذه القوات في الاغتيالات والاعتقالات وحرق المساجد والجوامع والكنائس وقتل ألاف الطيارين والعلماء والعسكريين الكبار في الجيش السابق وأعضاء حزب البعث ، وأشعلت حرباً طائفية مقيتة في عموم العراق ذهب ضحيتها مئات الألوف من العراقيين الأبرياء ، وعندما انشأ الحاكم المدني سيء الصيت بول بريمر أول مجلس للحكم ، كرس مبدأ المحاصصة الطائفية واختار أعضاء الحكومة على هذا الأساس ، فصار الحكم مسيطر عليه من قبل فئة طائفية كل ولائها لإيران وولاية الفقيه وتعاقبت الحكومات الطائفية مع انفلات غير مسبوق في الأمن وارتفاع حدة الحرب الأهلية وطال مسؤولين في العملية السياسية يعارضون التدخل الإيراني في العراق إقصاءً وقتلاً واغتيالاً وخطفاً مثل ( خطف رئيس اللجنة الاولمبية وأعضاء اللجنة وحادثة اختطاف مدراء عامون في وزارة التعليم العالي وخطف وكيل وزارة الصحة ) مع اغتيالات لرموز وطنية كبيرة وظهور حالات اغتصاب وتعذيب حد الموت في سجون الجادرية والنسور والديوانية كان يشرف عليها منتسبو فيلق القدس الإيراني وكان قائد فيلق القدس (قاسم سليماني) يشرف على هذه الجرائم من الطابق السادس في وزارة الداخلية في وقت توزير باقر صولاغ وزارة الداخلية ، واستمرت تدخلات إيران ونفوذ إيران بشكل مباشر في جميع مفاصل الحكومة وصار هناك مستشار إيراني لكل وزارة يسمى (السيد) بيده تدار الوزارة ، وشاهدنا الزيارات المكوكية لمسؤولين حكوميين عراقيين إلى إيران عند حدوث أية أزمة داخل الحكومة او بين الكتل الكبيرة التي تخضع لأوامر ولاية الفقيه ، ورأينا زيارة رئيس الوزراء (بلا ربطة عنق) يجلس أمام ولي الفقيه الخامنئي وتبعه رئيس مجلس النواب أياد السامرائي بزيارة خانعة لأخذ موافقة الولي الفقيه في ترأسه مجلس النواب وهو ما حصل بعد شهور من المماطلات والمماحكات والصراعات داخل قبة مجلس النواب حتى حسمها ولي الفقيه وأرسل أوامره بعد تلك الزيارة ، واليوم استقبلت الحكومة ورئيس الجمهورية رئيس مجلس الشورى الإيراني لاريجاني ، ومن حقنا أن نسأل ماذا يفعل لاريجاني في العراق في هذا الظرف بالذات والعراق يعيش أزمة سياسية خانقة وصراع مصيري على الكراسي في مشهد لا يحسد عليه ، واقصد به انتخابات مجلس النواب في وقت ينقسم المشهد السياسي إلى جبهتين سياسيتين الأولى جبهة الائتلاف العراقي الشيعي + ائتلاف دولة القانون والجبهة الثانية اندماج حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها أياد علاوي مع جبهة الحوار الوطني التي يتزعمها صالح المطلك.
فهل ستستطيع الحركة الوطنية العراقية أن تقصي التحالفات الطائفية والعنصرية وإخراج العراق من حكومة طائفية / عنصرية إلى حكومة وطنية إنقاذية للعراق ، جميع المؤشرات على الأرض تؤكد هزيمة الائتلافات الطائفية والعنصرية وانتصار الإرادة الوطنية التي يدعمها الشعب العراقي بكل أطيافه ، بالرغم من الحشد الطائفي وإصرار إيران على فرض نفوذها للحصول على حكومة مواليه لها كما هو الحال ألان ... اجزم أن إرادة الشعب هي من يقرر مصير العراق القادم في الانتخابات ولو كره الإيرانيون والأمريكيون وأذنابهم. |
||||||
|
||||||