جاء في الاخبار أن شبكة سي . أن .
أن . ألأخبارية
لصيقة الصلة بمصادرأتخاذ
القرارالأميركية نقلت مؤخرا عن
الجنرال راي أوديرنو وهو قائد
قوات الاحتلال الأميركي في العراق
, أعترافه بعدم قدرة واشنطن على
تحقيق النصر في العراق في وقت
قريب , لأن ذلك غير واضح , و هو –
في المقام الأول – ليس متأكدا من
أنه سيرى أحدا يعلن النصر في
العراق خلال عشر أو خمس سنوات !!
ويضيف أوديرنو لهذا الأعتراف الذي
ينشر في الداخل أيضا ويراد فيه
تحسيس الأميركيين , بالأيحاء بان
أنسحاب قواته سيكون , أذا تحسن
الوضع الأمني في البلاد .
وبقدر الحماسة التي عبر عنها
بتأكيد رغبته للاسراع بسحب قواته
من العراق ,الأ أنه وبخلاف ما
أدعاه عكس ذلك الناطق بأسم قواته
الجنرال ستيفن , كشف بأن المتبقي
من عدد عناصر هذه القوات في العام
2010 لن يكون أقل من مائة وعشرة
الاف , أي أن الأنسحاب سيكون
بطيئا تبعا لربطه ذلك بتحسن الوضع
الامني , وتلويحه بمخاطر تأتي من
الجارة الشرقية التي أشار في
التصريح نفسه , الى أن قوات الأمن
العراقية التي تنسق مع قواته أو
تعمل بمعيتها قد ضبطت محابئ كبيرة
لأسلحة وصواريخ أيرانية الصنع ,
وذخيرة قادرة على اختراق الدروع .
وبدا أوديرنو متندرا ولكن بنبرة
انفعال على حلفائه وهو يعلق على
هذا الخبر قائلا :
(ان كنتم تدربون أناسا في ايران
ليعودوا الى العراق , و تقدمون
لهم الاسلحة واشياء اخرى , فانا
اعتبر ذلك مهما كونه يسمح لهم ليس
فقط بمهاجمة القوات الاميركية بل
ايضا المدنيين العراقيين )؟!!
وواضح ان تصريح أوديرنو يطرح
مجموعة من الحقائق , في مقدمتها :
أولأ – تذكيره بأكاذيب قديمة
متكررة لبوش ولرموز ادارته وبعد
وقت قصير من غزو العراق بأنه حقق
نصرا مؤزرا على اعداء أميركا من
خلال الحرب التي شنها على العراق
, وظل الملعون يكذب على
الأميركيين حتى اللحظة الأخيرة
لمغادرته البيت الأبيض غير مأسوف
عليه .
وجاء أوديرنو ليعريه باعترافه أنه
, ليس متأكدا أنه سيرى أحدا –
يقصد من جماعته - يعلن النصر في
العراق خلال خمس أو عشر سنوات
قادمة !!
ثانيا – أعترافه بأن تسلل الأسلحة
بما فيها الصواريخ من الحدود
الايرانية , وهو ما يؤكد بان
جريمة أب الدامية مصدرها المخابئ
التي يخزن فيها السلاح المهرب من
ايران , وليس من الحدود السورية
كما يدعي المالكي تعتيما على
القتلة الذين مروا الى مكان
أرتكاب المذبحة عبر سيطراته
الامنية الكثيرة من دون اعتراض من
احد !
ثالثا – أعترافه الضمني بأن قواته
لن تغادر البلاد قبل أن يلوح نصر
قواته في العراق , الذي أضحى بعيد
المنال بحسب تقديراته هو وليس
غيره ؟!
رابعا : هناك أكثر من مبرر لابقاء
قوات الأحتلال غير التمني
الأميركي بتحقيق ( النصر! أ) أو
تحقيق الهروب امام الضربات
الموجعة التي تلحقها المقاومة
الباسلة بعناصره , كلما خرجت من
أسر قواعدها وهذا ما أكده أوديرنو
في تصريحه وهو يشير للدور الذي
تعول فيه واشنطن على العراق
المحتل أن يلعبه في أطار مخططها
الشرق – أوسطي الجديد , وهو احد
ابرز أهداف غزوها للعراق .
وألا كيف نفسر ما قاله الجنرال
الأميركي (
الذي قمنا به هنا هو إعطاء
العراق فرصة على المدى البعيد
ليكون شريكاً استراتيجياً
للولايات المتحدة، بل الأهم من
ذلك، أن يكون شريكاً في إحلال
الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط
) !!
فهل هناك ما هو اكثر دقة من هذا
الكلام , ما يفسر نوايا الادارة
الاميركية الثابتة , والتي لا
يختلف عليها الديمقراطيون و
الجمهوريون , كما كانت تعبر عنه
سيئة اللسان كونداليزا رايس وزيرة
خارجية بوش سابقا , وما جاهرت به
دائما وزيرة خارجية اوباما هيلاري
كلنتون في مجلس الشيوخ الاميركي
سابقا , والان بعد توليها
المسؤولية الرسمية ؟!
فواشنطن تريد من العراق المحتل ان
يلعب دور الشريك الستراتيجي
الناشط لاميركا لاحلال الاستقرار
في -الشرق الاوسط - .
ومثل هذا ( الأستقرار ) ما كايمكن
لواشنطن تحقيقه الا بأحتلال
العراق الرافض وتدميره وتهميشه ,
ضمانا لتمرير مخطط الحفاظ على أمن
الكيان الصهيوني كهدف نهائي في
السعي لفرض هيمنتهم على المنطقة
وعلى القرار العربي الرسمي ,وفرض
أبوة على من يأمر ليطاع .
فأي عار, يلحق بمن ساعدوا القوات
الأميركية وسهلوا مرورها عبر
أراضيهم ومياههم وأجوائهم لغزو
العراق وأحتلاله ؟!.
وأي دور مهين للمتورطين بمايسمى
بالعملية السياسية , وهي واحدة من
أفرازات العدوانية الأميركية ضد
شعبنا العراقي البطل ؟!
|