هي المرة الرابعة التي أستخدم فيها نفس عنواني هذا , وأنا أكتب مقالاتي
عن الزعيم العربي معمر القذافي . مرد ذلك ايماني بأن هذا الحاكم ,
أستثناءا في تأريخ الوطن العربي . أما كل الحكام العرب فمحكومين
بعاملين لاثالث بعدهما .
أولهما : الخوف على كراسيهم
ثانيهما : أنهم ينتظرون الاوامر من السيد الاكبر .
أما القذافي هذا الرجل الذي يستاء منه كل الحكام العرب قاطبة , لانه
يتصرف تصرف الشارع العربي . يفرح لفرح الشارع العربي . ويحزن لحزن
الشارع العربي . وقد تكون تصرفاته بين المد والجزر , وهي خصال الشارع
العربي ايضا .
أذن أعود الى سبب استخدامي هذا العنوان للمرة الرابعة .
المرة الاولى : يوم ان شاهدته يستشيط غضبا على تصرفات الرئيس المصري ,
وهو يدين العراق في مؤتمر قمة أستثنائي عقد في القاهرة , بعشردول اعضاء
فقط . فما كان من القذافي الا وان اعترض بشدة عليه قائلا .
ـــ أنك تخرق قوانين الجامعة فالتصويت بالاجماع لا بالاكثرية .
ثم رمى أوراق الادانة في الهواء وهو يصرخ بالحضور جميعا .
المرة الثانية : كنت في ليبيا أعمل مدرسا , عندما صدر قرار بتغريم كل
عراقي تجاوز الاقامة . فكتبت مقالة تخت عنوان / ويبقى القذافي استثناءا
, نشرتها صحيفة العرب العالمية اللندنية . فما كان من هذا الرجل الرجل
ألا وان ألغى القرار .
المرة الثالثة : يوم أن أستحصل قرارا رسميا من الحكومة الايطالية ,
بتعويض ليبيا عن الاضرار التي لحق بها , أبان حقبة الاستعمار الايطالي
. فقلت "برافو معمر" . حصلت على مالم يحصل عليه حاكم عربي لبلادك .
واردفت " ترى من يعوضك ياعراق عن الغزو الذي لحق بك من قبل الاحتلال
الانجلو امريكي ايراني ؟ .
المرة الرابعة : اعود لنفس العنوان لأحيئ هذا الزعيم الجرئ , ففي معقل
المنظمة الاممية , يعري الدول الخمس الكبار .
1/ كان خطابا أستثنائيا لأنه الاطول في تأريخ المنظمة الدولية .
2 / كان الحاكم العربي الاوحد , الذي نبه الى أن أعدام أسير حرب ,
وبمنزلة رئيس دولة شرعي مثل الرئيس الراحل صدام حسين , مخالفة لقوانين
الامم المتحدة بضرورة أحترام أسرى الحرب وعدم أعدامهم .
3/ على الاراضي الامريكية يشكك في هوية فرقة الاعدام الملثمة , ويقول "
الناس يقولون ان الرئيس الامريكي ورئيس وزراء بريطانيا , كانا من بين
الملثمين الواقفين لمشاهدة اعدام الرئيس العراقي" .
4/ كان رائعا وهو يخاطب من جاء باليهود الى ارض العرب قائلا " أنتم من
طرد اليهود من بلدانكم , ونحن العرب من آواهم " .
5/ أقدامه على رمي اوراقه خلفه بحدة , ذكرتني بجرأة أقوى حاكم في
الستينات , هو نيكيتا سيرجيتف خروتشوف يوم أن ضرب بحذائه منصة الجمعية
العمومية .
لعل جرأة خروتشوف نابعة من كونه , زعيم دولة هي القوة العظمى الثانية
في العالم وقتذاك . ترى من أين تأت جرأة القذافي ؟ الجواب : كما أسلفت
, أنه يتصرف تصرف رجل الشارع العربي الغاضب . لا تصرف حاكم وجل .
|