|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
نحن السبب ..! |
||||
شبكة المنصور |
||||
شهد الجراح / كاتبة واديبة عراقية | ||||
هو سؤال لطالما شغل بالي بعمق والحَ على تفكيري بشدة بالرغم من اني لم اجد له جواب شافِ حتى الان , كيف يفكر حكامنا ,,؟ وهل العيب فينا ام فيهم ,,؟ وهل سبب ماحدث ويحدث وسيحدث هو صمتنا او نفاقنا او خوفنا ,,؟ ام هو استبداد حكامنا وعنجهيتهم واستقوائهم بالغريب علينا ونحن بنو جلدتهم ,,؟ وماهم ّ ذلك مادامت النتيجة هي واحدة وعلى حسابنا طبعا فالكل يردد بأننا شعوب مغلوبة على أمرها وليس في وسعنا أي شيء نفعله سوى الصبر وارتشاف الهموم التي تحل علينا جراء سياساتهم ,
فلا يكاد هناك من حاكم عربي قد وصل للسلطة الا وقد طبلنا وزمرنا له وعاهدناه بالولاء والوفاء ودعونا له بطول العمروالقينا على مسامعه القصائد التي تجعل منه نبي معصوم من الاخطاء وانه رجل المرحلة ورجل التاريخ الذهبي حتى يصدق الساذج المسكين انه منقذ الشعب وأمله وعنوان مستقبله المظلم ,, عفوا اقصد المشرق كضياء قرص الشمس فينفش الرجل جناحيه كطاووس آبله ويأخذه من الغرور والانانية ماتجعله يرى فيها الشعب و كأنه مجموعة اقزام صغيرة لايأبه لمصيرهم وحتى يجعل من الوطن هو ثروة ورثها على غفلة ويحق له التصرف فيها كيفما شاء دون حساب , وفي دواخلنا لعنا اجداد اجداده واحفاد احفاده وشتمنا تلك الساعة المشؤومة التي وليّ فيها علينا وبصقنا على صورته بالخفية ودعونا الله ان يخلصنا منه بسرعة و على أهون سبب ,,!
فيبدو اننا كعرب نعاني من ازدواجية الفكر والتطبيق اكثر من غيرنا من الامم , فالأنا المزاجية المهلكة تتضخم في كل تصرف وعند تولي كل مسؤولية في بلادنا ,, وكما يقال في بلاد الغرب كلما زادت مسؤوليتك زادت حريتك , وفي بلاد العرب الحال معكوس تماما فكلما زادت مسؤوليتك زادت ديكتاتوريتك وللأسف الشعب _اي نحن _ من يغذيها..! فحتى حكامنا المساكين , ونحسبهم من أبناء الوطن ولوبالاسم او بالجنسية التي يحملوها زورا ,,, !
يعانون ايضا من هذه الحالة النفسية الغريبة , فهم قاسين , عبوسين , مضطهدين ,جائرين , ظالمين , ذابحين , حارقين ,,الخ في بلادهم وفي امتهم بل وفي تعاملهم بعضا مع بعض , اما امام الغريب فهم , ساجدين , راكعين , حبوبين , ناعمين , رقيقين ,يهزون رؤوسهم بالموافقة على كل أمرا دون نقاش وخصوصا امام خالة أمريكا والعمة اسرائيل وبهذا هم شرح خالص لمقولة ,,(( ان أبي لايقدر الا على أمي فقط )),,,
لايمكن انكار ان اسلوب النشأة في مجتمعنا لها آثر كبير في تكوين بعض المعتقدات وترسخيها ولو بشكل غير محسوس في عقلنا الباطن وبشكل متوارث , فالعائلة داخل بيت لا تتكلم عن النظام وسلبياته وجرائمه امام الاطفال خشية ان ينقلها الطفل البرئ الى المحيط الخارجي كالمدرسة او الاصدقاء او الجيران حتى ينمو هذا الطفل وهو يحمل هذا المعتقد ويرسخه هو ايضا في اولاده مستقبلا ولا تتحدث عن مثالب الوضع التعيس في البلد امام اي شخص غريب خشية ان يكون رجل مخابرات او له صلة بالحكومة وقد يشي بهذا الكلام ويتسبب بمصيبة قد تصل الى اقتلاع جذور العائلة من مكانها الاصلي مثلا ...! وغيرها من التصرفات التي يكون منبعها الاساسي هو الخوف وفقدان الحرية والاستبداد , فهل الخوف هو عقار نحن من اخترعه وأدمن على تناوله ,,؟
ام هو درس وعبرة اقتبست ممن حاولوا رفع لافتة التحرر والديمقراطية قبلنا وانتهى بهم الامر في غياهب السجون او في المنافي او في قبور ليس عليها شواهد , عن نفسي أجد اننا كشعوب نتحمل القسط الاكبر من هذه الوضعية السخيفة فالديكتاتورية والانانية تبدأ عندنا من البيت لتنتقل الى الشارع والوزارة ,,,ألخ لتصل الى درجة ان تكون فيها اسلوب تعامل بحد ذاته وكذلك الخوف وثقافة الصمت هي اسلوب فكري مزروع في عقولنا والصمت هنا يعني الموافقة كما يفهمها البعض مما تؤدي بالتالي الى التمادي بالتعسفية والطغيان وهذا هو بالضبط هو حال أمتنا الان ,اقول هذا لأننا ببساطة شديدة مانزال نعاني من قصور بالرؤية الفكرية للحاكم , فنرى الرئيس هو شخص مخيف غير قابل للمحاورة والنقاش ولا تقال في حضرته كلمة لا وله حرية اتخاذ قرارات مصيرية لايحق لنا كمواطنين الا تطبيقها رغما عن انوفنا, ومعارضتنا التي غالبا ماتكون خارج البلد فأنها تتعامل مع النظام بثأرات شخصية او اختلافات مذهبية وفكرية ينتج عنها كره جاهل و اعمى يفتقر الى الضمير الحي في تشخيص الحسنات ان وجدت والسيئات الموجودة وطرق علاجها وتقويمها فالوطن هو الاهم من كل الشخوص والمسميات لكن من يفهم ومن يسمع للخيبة المرة ّ ,,! ,
فالمعارضة في اوطاننا لاتكف هي الاخرى عن الانتقاد الصائب اوغير الصائب للنظام بعينه ولاتكف عن شتمه والسخرية منه ووصفه بأبشع الاوصاف واقبحها حتى تصل الى هتك الاعراض وحتى التشكيك بالنسب احيانا والعياذ بالله لمجرد المعارضة ...!
والاستعداد الكامل للتعامل مع الشيطان ضده مادامت انها ستضمن التخلص منه فقط , والمفروض برأيي ان المعارضة يجب ان تكون هي الوجه الاخر للسلطة والاسلوب الثانِ للحكم , الا انها متى ماوصلت الى السلطة كررت نفس التصرفات التي كانت تنتقدها مسبقا و اعادت نفس التطبيقات الديكتاتورية , وكررنا لها نحن ايضا نشيد الحب والولاء والمبايعة وفي ظهورنا لعناّ ابو الحكومات ومن نصبها ,ان تكن رئيسا معناها ان تحتل وظيفة حكومية ذات منصب عال , وان تكون كل قواك وحواسك وافكارك منصبة في تقديم الخدمة للوطن وابنائه وبما يصب في مصلحتهم ويحفظ لهم كرامتهم فكرامة المواطن من كرامة وطنه
فالسبب هو نحن لا غيرنا فلو عرف كل منا مسؤوليته واحب وطنه بصدق ووعي لما حصل الذي يحصل الان اليست هذه هي الحقيقة ,,,! |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||