|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
النص المكتوب لتسجيل الندوة التي تمت مع المناضل صلاح المختار في البالتوك والصادرة بشبكة الرافدين الغراء بتاريخ ٢٨ آب حول بناء الجبهة |
||||
﴿ الجزء الأول ﴾ |
||||
شبكة المنصور |
||||
شبكة الرافدين | ||||
صلاح المختار: مساء الخير، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا...
تطرقنا إلى مسألة وصول الإحتلال الى مرحلة الإنهيار ولجوئه الى محاولة ممارسة آخر ألعابه وهي إشعال فتنة طائفية في العراق، ولربما من وجهة نظره، تحول الصراع في العراق من صراع تحرري هدفه الأساس تحرير العراق وإعادة العراق قاعدة للتحرر الوطني والقومي والإنساني ومنه تنطلق جحافل التحرير لتحرير فلسطين والأحواز وسبتة ومليلة في المغرب والإسكندرون والجزر العربية الثلاث وكل الأراضي العربية المحتلة، تحويل هذا الصراع من صراع تحرري الى فتن طائفية، وهذا هو المخطط الأمريكي الإسرائيلي الإيراني التقليدي كما تعرفون.
و تفجيرات يوم الأربعاء 19/08/2009 الإجرامية جاءت في هذا الإطار، محاولة جديدة من أجل إشعال الفتن الطائفية. ولكن وبفضل شعبنا العظيم ووعيه التاريخي المجيد استطاع منذ البداية أن يشخص من وراء التفجيرات الأخيرة.
إن تفجيرات بغداد كما ثبت الآن هي مسؤولية ايران والمخابرات الإيرانية ويقف وراءها جماعة عبد العزيز الحكيم تحديدا، أما التفجيرات الأخرى التي حصلت في شمال العراق فإن من قام بها هو البشمركة والزعامات الانفصالية في شمال العراق.
لذلك نحن بمواجهة مؤامرة خطيرة جدا، وأخطر من مؤامرة سايكس بيكو التي نفذت في بداية القرن العشرين، وأخطر من إنشاء الكيان الصهيوني في عام 1948 في أرضنا المقدسة فلسطين.
الآن المؤامرة تتخذ أشكالا جديدة أخرى، أشكالا حاسمة لا تقبل الخطأ . فقط أنظروا ما يجري الآن سترون كيف تكالب الأعداء على أمتنا العربية. أنظروا الى التحالف الأمريكي الإيراني الذي أصبح واضحا وضوح الشمس وكيف أن أمريكا قد رمت بثقلها كله من أجل أن يكون تعاونها مع ايران في العراق وفي المنطقة هو الضمانة الأساسية لنشر الفتن الطائفية وتقسيم الأقطار العربية. أنظروا الى المؤامرة التي لا ينتبه إليها الكثيرون وهي مكملة لعمليات التدمير المنظم في العراق أقصد مؤامرة المياه. أنظروا كيف تشارك تركيا وإيران في حرمان العراق من المياه في هذا الظرف بالذات، واسألوا أنفسكم هل كانت صدفة حل الجيش العراقي وتدمير المؤسسات الأمنية وتدمير الدولة العراقية بعد الغزو أم انه كان شرطا مسبقا لما يجري الآن؟ اسألوا أنفسكم لو كانت صواريخنا بيدنا ( وهذا عنوان مقال كتبته في1995 على ما أذكر وموجه للرئيس الشهيد صدام حسين قلت فيه :" لو كانت صواريخنا بيدنا ولم نسلمها لفرق التفتيش، هل كان الأعداء سيتجرؤون على دخول القصر الجمهوري؟" ) الآن أقول لو كانت صواريخنا بيدنا هل كانت تجرأت تركيا وإيران على بناء السدود لحجب المياه عنا؟ كانت صواريخنا ستنطلق لتهدم السدود وتضمن حق العراق من المياه بالقوة، ولكن المؤامرة الكبرى تضمنت هذا الاتجاه، ليس فقط تدمير العراق، ليس فقط محاولة تفتيت البنية الاجتماعية والرابطة الاجتماعية وإنما تضمنت أيضا إذلال العراق بحرمانه من الزراعة، والزراعة تعني المياه، ناهيك عن مسألة البذور التي أصدر بول بريمر قانونا يمنع فيه استخدام البذور العراقية. التركيز على ضرورة وحتمية شراء البذور التي تستخدم مرة واحدة أو المحسنة والمغيرة جينيا ، شراءها من الشركات الأمريكية من أجل تدمير الزراعة العراقية الأعرق في العالم واستبدالها بزراعة أمريكية ترهن العراق ومستقبله لأمريكا حتى بعد انتهاء عصر النفط.
إذا هذه المؤامرة كبيرة أيها الإخوة والأخوات وأكبر مما تتصورون، وهذه المؤامرة ما لم نعي كنه هذه الأفعال لن نستطيع التوصل الى الاستنتاج الطبيعي والضروري وهو التالي:
إذا الآن المطلوب منا جميعا، مطلوب من جميع القوى السياسية العراقية، مطلوب من جميع فصائل المقاومة العراقية، بغض النظر عن اتجاهاتها التنظيمية والإيديولوجية، التوحـد . لن يغفر لنا التاريخ ولن تغفر لنا الجماهير أي تأخير في إقامة هذه الوحدة، هذه الوحدة هي مفتاح النصر، هذه الوحدة هي التي ستعجل بالانتصار، هذه الوحدة هي التي ستختصر تضحيات شعبنا وستوقف معانات شعبنا، هذه الوحدة هي التي ستضمن لنا أن يقام نظام وطني ديمقراطي ائتلافي يمثل جميع من شاركوا في المقاومة بعد الغزو، دون أن تكون هناك إمكانية لإثارة الفتن بين القوى الوطنية العراقية. فما لم نتفق الآن على الوحدة، وما لم نحقق الآن الوحدة، سوف تبدأ المؤامرات من أجل إشعال حروب بين المقاومين والمجاهدين وبين القوى الوطنية.
نعم تلاحظون أن البعض ممن حسب على الخط الوطني، ممن حسب على أنصار المقاومة، يبذل جهودا خارقة تلفت الانتباه من أجل شق الصفوف، ومن أجل إثارة الفتن عن طريق توجيه الاتهامات الكاذبة وتلفيق الأكاذيب الوسخة حول المناضلين والمجاهدين. ولكن هؤلاء المجاهدين قرروا حرصا على بناء الوحدة الوطنية العراقية أن يتجاهلوا هؤلاء، هذه الأنفار القليلة القابعة في بلدان أروبية وتحاول أن تمزق الصفوف بتلفيق الأكاذيب القذرة وافتعال الأزمات، وخلق المشاكل هنا وهناك.
يجب أن نعض على الجراح و أن نتسامى فوقها وأن نقف وقفة واحدة من أجل أن نحقق النصر القريب والعاجل. النصر مضمون أيها الإخوة والأخوات لأن جيوش المقاومة قادرة على الحسم، وقادرة على طرد الإحتلالين الأمريكي والإيراني من العراق بشرط توحد قيادتها، وهذا ما دعا إليه المجاهد وشيخ المجاهدين وإمامهم وخادمهم عزة ابراهيم في خطابه يوم31/07/2009 حينما دعا الى تشكيل قيادة واحدة، موحدة سياسية وعسكرية للمقاومة لكي تكون قادرة على دخول مرحلة الحسم بكفاءة واقتدار عاليين. إن هذه الوحدة هي المعيار، معيار تحديد من هو الوطني ومن هو غير الوطني ، إن هذه الوحدة هي المعيار الأول والحاسم والأخير الذي يسقط الإدعاءات السابقة بدعم المقاومة أو يؤكدها. من لم يقدم على الوحدة ، من لم يحقق الوحدة، من لم يحترم شروط الوحدة ، هو جزء من مخطط الإحتلال، هو جزء من أدوات الإحتلال، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقبل ادعاءاته بأنه مع المقاومة و مع القوى الوطنية. المعيار الوحيد، كما قلت، هو الانضمام الى مسار الوحدة ومسيرة التوحد في صفوف القوى الوطنية. لهذا ندعو ، من تورطوا في السباب والشتم وترفعنا عن الرد عليهم، الى التراجع الآن قبل فوات الأوان، إن عدم تراجعهم سيجعلنا نضطر لكشف كافة أوراقهم، والتي تعني الكثير وتثبت الكثير ونحن نعرف من هم ومن يقف وراءهم.
أيتها الأخوات ، أيها الإخوة، إني أدعوكم لأن تكونوا رسلا للوحدة، الوحدة الوطنية العراقية. أدعوكم لأن تضمدوا الجراح، أن يكون كل فرد منكم في هذه الغرفة المباركة داعية وحدة، داعية عزل من يثير الفتن وكشف من يثير الفتن، أدعوكم جميعا لأن تعملوا على إقناع كل القوى الوطنية بتخطي الاعتبارات التنظيمية والإيديولوجية والدخول فورا في مسار الوحدة، أدعوكم لدعم الحوارات التي بادر حزب البعث العربي الاشتراكي وفصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير بفتحها مع الجبهات الجهادية الأخرى الشقيقة لنا من أجل التوحد، أدعوكم للكتابة والضغط من أجل تحقيق هذه الوحدة. هذه الساعة وليس بعد ساعة، اليوم وليس غدا، غدا وليس بعد غد، كل يوم يمر نفقد فيه شهداء، تسيل دماء، تنتهك حرمات الماجدين والماجدات من إخوتنا وأخواتنا، يعذب أطفالنا... لذلك علينا أن نختصر طريق الجهاد بالوحدة ولا شيء غير الوحدة.
وليكن شعارنا : العروبة أولا، لأن العروبة هي التي توحدنا وما عدا العروبة يفرقنا، الطائفية والأحزاب والكتل الطائفية تفرقنا مهما كانت ومهما فعلت لأن الأصل هو أن تتوحد الصفوف ولا مجال لتوحد العراقيين بكافة أديانهم وطوائفهم وأعراقهم إلا بتأكيد أن العروبة هي الشعار وهي المحرك وهي الهادي لنا في نضالنا من أجل تحرير العراق.
صلاح المختار: شكرا جزيلا على هذه الأسئلة والملاحظات القيمة التي تعبر عن درجة وعي أبناء شعبنا العربي في كل مكان تجاه قضية العراق وما يتصل بها من قضايا.
سأحاول أن أركز في الجواب على الأسئلة التي طرحت، وأبدأ من الأخ " ابن المجد " ، تحدث عن ضرورة الوحدة، وحدة المقاومة بعد التحرير. حينما تحدثت في البداية ركزت على أن قيمة الوحدة أن تتم الآن قبل التحرير لكي تكون الأداة الضاربة في عملية التحرير أي لحسم الصراع الدائر الآن، لذلك أرجو الانتباه إلى أن الدعوة للوحدة، وحدة القوى الوطنية ووحدة فصائل المقاومة تكتسب قيمتها من كونها وصفة آنية يجب أن تتم الآن وليس غدا.
بالنسبة للأخ " صلاح الدين " : أولا حيا الله القدس التي ينتمي إليها الأخ صلاح الدين. الانتخابات التي ستجري في العراق وفلسطين، ما دامت ستنجز تحت مظلة الإحتلال فإنها غير شرعية وإنها جزء من ترتيبات الإحتلال، ورأي الحزب واضح وصريح تجاه هذه القضية، فلا انتخابات حرة في ظل الإحتلال، وهذا الأمر ينطبق على العراق مثلما ينطبق على فلسطين.
ما دام هناك احتلال صهيوني للضفة وتأثير مباشر على قطاع غزة فإن أي انتخابات لن تكون طبيعية ولن تكون مشروعة. أما عن نتائج الانتخابات في العراق هناك قوائم معدة سلفا من قبل الإحتلال وشريكته ايران والانتخابات ليست سوى غطاء مهلهل يراد منه إضفاء الشرعية على حالة الإحتلال وإمرار الخطوات اللاحقة من قبل الإحتلال الأمريكي والاحتلال الإيراني. ولذلك نقول منذ الآن: إن النتائج العامة مقررة سلفا كما حصل في الانتخابات السابقة. كما تعلمون ، توضع نسب لكل مجموعة وتمنح لها بعد الانتخابات بغض النظر عن اتجاهات التصويت في صناديق الاقتراع .
مرة أخرى هذه النتيجة تنطبق على العراق مثلما تنطبق على فلسطين، لذلك لا يجوز التعويل على الانتخابات على الإطلاق. التعويل في تحرير العراق هو على البندقية المقاتلة، على التمسك بالمبادئ التي انطلقت على أساسها المقاومة العراقية وعدم الذهاب في اتجاهات نرى آثارها الآن في الساحة الفلسطينية، إذ بعد أن كان شعار تحرير فلسطين من البحر الى النهر هو الهدف وهو المبدأ وهو المنطلق لجميع الفصائل الفلسطينية نرى هذا الشعار الآن يطوى ويوضع في الخلف ويحل محله هدف آخر هو إقامة دولة في الضفة والقطاع، مقسمة، منزوعة السلاح. هذه النتيجة هي ثمرة الخطأ الإستراتيجي الفادح وهو الاقتناع بأن بالإمكان إخراج الاحتلال بالتفاوض. المحتل لا يخرج بالتفاوض سواء في العراق أو فلسطين، المحتل يخرج بالبندقية ويضطر للتفاوض وقبول شروط المقاومة فقط تحت لعلعة الرصاص، ولن يخرج المحتل إلا بالبندقية المقاتلة أما التفاوض فهو عامل مساعد تابع للبندقية وليس العكس، وحينما يحصل العكس، أي تتبع البندقية التفاوض نجد أنفسنا أمام مساومات مرفوضة ومدانة كما حصل في فلسطين. نحن في العراق إاتعضنا وتعلمنا من التجربة الفلسطينية التي اغتيلت باسم التفاوض، التي اغتيلت وتراجعت عن شعارها المركزي وهدفها المركزي وهدف الأمة المركزي وهو تحرير فلسطين من البحر الى النهر وتطبيق ما قاله المرحوم جمال عبد الناصر: " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. " كما كتب أخي "عراقي".
يتبع .. |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||