ويُحتل العراق وبالقوة الغاشمة لتمرير
بيع فلسطين، وينزف دمه يوميا مئات المرات، وتئن ارضه متوجعة من وطأة
بساطير واحذية الغزاة والمرتزقة والصهاينة والصفويين والعملاء
والمأجورين، ويتشظى العراق ارضا وشعبا، ويصبح العراقي المدافع عن حرية
واستقلال وعروبة وطنه متهما ومطلوبا لدى الاجهزة المسماة بالامنية،
ويصبح البعث تهمة، ويصبح البعثي والعراقي الشريف الرافض للاحتلال
متهما، ويسمى بالارهابي..
علما بان مقاومة الاحتلال تعد حقا مشروعا للشعوب حتى التحرير، ولولا
المقاومة لما استقلت اية دولة من دول العالم كانت محتلة. في قلب عمان
الحنون توفي عضو قيادي في مجلس قيادة «الثورة «طه محي الدين معروف»
وكان معروف نائبا لرئيس الجمهورية الشهيد «صدام حسين» وفقا لبيان 11
اذار 1971، بعد اقرار الحكم الذاتي في كردستان العراق. والراحل كان
كرديا وطنيا وعراقيا وفيا للعراق ولامته العربية، وكان دبلوماسيا
وسياسيا بارزا وشغل مواقع عدة، ووزيرا في الحكومات العراقية المتعاقبة،
وكان يحمل الرقم 9 في قائمة المسؤولين العراقيين المطلوبين للقوات
الامريكية الغازية.
امضى في احد مستشفيات عمان اسبوعين، ثم توفي فيها بعد صراع مع المرض،
ان يرحل اي انسان الى جوار ربه فهذا يعد امرا عاديا، وان تطلب عائلته
نقل جثمانه من عمان الى العراق في محافظة السليمانية ليوارى التراب في
مسقط رأسه وفي مقبرة العائلة فهذا امر طبيعي ايضا، ويعد حقا مشروعا
لعائلته لانه لا أحن ولا اغلى من تراب الوطن الام، وان ترفض السلطات
الكردية الخارجة على القانون وحكومة الاحتلال في بغداد السماح لاهله
بدفنه في مسقط رأسه، فهذا امر طبيعي فهذا الرفض يجعلنا لا نستغرب ذلك
لان الخارجين على القانون وحكومة الاحتلال يخافون حتى من الجثامين بعد
ان خسرت امريكا الحرب بفضل المقاومة العراقية الباسلة..! |