(قبل اربع ايام غادرنا الى جوار
ربه الكاتب والاعلامي اعراقي
الكبير جميل روفائيل فكتبت عنه
حقائق لا تنسى )
كنت اسمع عنه كثيرا وكنت اقرا له
كثيرا ولم يخطر في بالي يوما انه
زميل والدي لا في التعليم او
السكن بل في النضال من اجل تحرير
العراق من الرجعيه التي زرعها
فينا الاحتلال البريطاني منذ
قدومه للعراق.
في لقاء مع الاستاذ جميل
روفائيل في قناه الموصليه انتبه
له والدي ليقول لي انه صديقي وبدء
الحديث لوالدي وكان ممتعا عن نضال
عنيف ضد الامبرياليه العالميه وضد
الحكم الرجعي الماكي وكيف كانوا
رجالا كرام وابطالا لايقبلون الذل
او ان تداس قيم الوطن. مرت بضع
ايام واذا بي التقي الاستاذ
الكبير جميل روفائيل وبعد التعرف
على اسمي الثلاثي واللقب ابتسم
ليقول لي والدك مناضل كبير انه
صديقي هل لي ان اراه ؟ قل له ان
صديقك يريد ان يراك ؟ فقلت له
تفضل الى بيتنا فقال قد لا استطيع
القدوم للموصل فيا ريت نلتقي في
تللسقف .
ومر يومين وفي اليوم الثالث كان
موعد اللقاء وكان استقبالا حميما
م ارى يوما احد اعمامي يستقبل ابي
بهكذا حراره فقال بالنص بعد ان
ترك دعوه غذاء لمسوؤلين كانوا
قادمين من عينكاوه وبغداد ليلتقي
ابي .تنهد وقال ( اه يا باسم يا
بطل اين انت وماهي اخبارك ) وبدء
يحدثني عن كيف قامي ابي وهو
بقياده مظاهره ضد انشاء مطار
عسكري امريكي في السعوديه وكيف
تعرضوا للضرب من قبل الشرطه للحكم
الرجعي في الخمسينات وكيف كانوا
يقاومون الاحتلال وكيف انقذهم
مدير شرطه بعقوبه او احد ضباطها
الكبار وهو موصلي كان صديق جدي في
السليمانيه وكان هذا النوع من
الحديث يعجبني كثيرا رغم تالمي
على والدي الذي اكل الزمن والدهر
منه وشعرت لبرهه اني قد اكون مثل
ابي فشعر والدي بما افكر وقال
مسترسلا حديثه مع صديقه المرحوم
جميل روفائيل (ولدي معن اليوم
يكتب ضد الاحتلال الامريكي وانا
اخاف عليه وقد كثر الحديث عنه )
فقال كاتبنا الكبير لا حدود
للكلمه مادامت من اجل الوطن وتكتب
بقلم صادق.
طلب الاستاذ جميل ان ناخذ صور
تذكاريه فقد مر على غياب الاستاذ
جميل عقدين او يزيد وهو خارج
الوطن . قام الاستاذ باسم (شقيق
الاستاذ جميل ) وانا معه بسحب عده
صور وكان معي كامره فديوا فصورت
بضع دقائق وطلب الاستاذ جميل
اتوسطه ووالدي في صوره تذكاريه
وكان حديثه رائع معظمه وطني ويخص
ما كان يقوم به ابطال دار
المعلمين في بعقوبه في مظاهراتهم
ضد الحكومات اللاوطنيه حينها .
انتهى اللقاء وفي قلب الاستاذ
الكبير اماني كبيره يحلم في
تحقيقها في سهل نينوى وبالخصوص
قريته العزيزه تللسقف وقد وضع
الامال الكبيره وشد الحزام لعله
يحقق بعضا من الاماني التي كانت
تنوا في نفسه ايام صباه.
لقد رحلت عن هذه الدنيا ايها
الجميل ولكنك تركت في عيون محبيك
حب كبير وعلمت الاجيال معاني حب
الوطن وارسيت معاني جديده واما
كبيره للحياه في ايام حياتك.
وسيبقى صوتك المنادي من اجل
العراق واهله ومحبه الذي كان يصدح
لسنوات في اذاعه منتكارلوا يصدح
ويعلوا ون ننسى كلماتك الممتلئه
بالحب للوطن ايام حرب ايران .
ان العبر تؤخذ من التاريخ ومن
رجال صنعوا التاريخ او من رجال
شاركوا في بناء هؤلاء الرجال الذي
صنعوا التاريخ .وستبقى الرموز
شامخه عاليه مهما على عليها غبار
الزمن ولكن لابد ان يزاح هذا
الغبار اتعود الاصاله الى مكانها
وبريقها وان زوبعات المحتل التي
اسكتت افواها صادقه بقوه القسر
لهي زائله ولن يبقى في عراقنا الا
قوه واراده الشعب العظيم الذي كنت
شاهدا عليه يا استاذنا المغفور له
جميل روفائيل وهو يعاني الامرين
على يد الامبرياليه العالميه
البغيضه ويعاني مصائب القتل
والتهجير على يد الارهاب العالمي
المتاتي معها ومن والاها من عملاء
صغار معتقدين ان العماله ستصنع
منهم رجال وعلى قول ابي ( ابات
جوعانا كريم النفس خيرا من ان
اشبع بطني وانا مهان وخائن لان كل
مادي زائل ولن تبقى الا الذكرى
الحسنه التي سيفخر بها من بعدي
اولادي عندما يقال عن ابيهم انه
بوطنيته اهان المحتل ورفض عروضه
الغير نظيفه ).
|