هنالك حقائق لم يعرفها الكثير عن الثورة الإسلامية في إيران إلا من
عاصر أحداثها وتعمق في تفاصيل يومياتها وأهدافها وغاياتها السياسية
التي هي في مجمل جوهرها سرقتها من بين أيدي الثوار الأصليين من القوى
اليسارية التي قارعت نظام الشاه ونجحت في نهاية المطاف في تحطيم
الأسطورة البهلوية وما أعقب ذلك من انقلاب العمائم وتسجيل الثورة
بأسمائهم زورا وبهتانا والزج بقادة الفعل الحقيقي في غياهب السجون لشطب
حقائق تاريخية وتزييف صفحات مشرقة سطرها قادة جماهيريون إيرانيون
اختاروا الموت بديلا عن حاكم دموي شمولي!
وتجلت حقيقة نمط لصوص (الثورة) من أصحاب العمائم المدعين برداء الإسلام
في احداث رفض وتزوير الانتخابات لصالح المتشدد محمود احمدي نجاد إذ
فضحت جرائم التنكيل والقتل والانتهاكات الجنسية ضد ابناء إيران
المنتفضين لإعادة إجراء الاقتراع وتصحيح مسار التصويت لصالح قوى
الاعتدال والإصلاح كشفت الوجه القبيح وأطاحت بآخر أوراق التوت التي
اختبأت خلفها عورات النظام في حجم رد الفعل تجاه الانتفاضة الشعبية
ومحاولات كتم الأصوات بأبشع الطرق وحشية منها على سبيل المثال ما جرى
في معتقل (كهريزك) جنوبي طهران بما يؤكد عدوانية الاجهزة الامنية التي
يقودها رجال (الدين) وشراستها التي فاقت التصورات وأعادت إلى الاذهان
جرائم الدكتاتوريات في مواجهة ابناء شعوبها للتشبث بالسلطة والبقاء في
سدة الحكم ولو على حساب شلالات الدماء وخطف ارواح المواطنين واقامة
المذابح ما دامت تطيل بعمر الحكم لاربع سنوات قادمة على اقل تقدير!
لكن ما اصاب المعجبين بالتجربة الإيرانية بالغرابة وعلامات الاستفهام
الكبيرة تبادل الاتهامات والتخوين والعمالة التي اشتعلت بين قادة
الثورة ورجالها الذين كانوا إلى امس قريب اخوة سرعان ما دب بينهم
الخلاف حد التناحر والتناطح سعيا لخطف كرسي الحكم وكل طرف يدعي امتلاك
صك الغفران الالهي الذي يعطيه حق الارث في التنعم بمغانم السلطة ولا
باس بعد ذلك إن كان محاطا بجثث المعارضة وسط بركة دماء صورتها عدسة
احمدي نجاد كي تكون رادعا لمن بقي على قيد الحياة ممن خرج رافعا صوته
في مواجهة نظام (الولي الفقيه)!!. |