منذ دخول قوات الاحتلال الامريكي الى ارض العراق برزت كثير من فصائل
الجهاد و المقاومه و لكن المشكله الاساسيه التي شخصناها لدى كثير من
الفصائل بحكم التماس المباشر معها هو تواجدها في مناطق بعينها او
انحسارها في العشيرة الفلانيه او المنطقة الفلانيه و عدم الرغبه في
الانفتاح خارج نطاق المنطقه او العشيره التي ولد فيها هذا الفصيل
لاسباب متعدده .
و حتى بعض الفصائل التي اتسعت و تمددت في بعض مدن العراق فانها ركزت في
خطابها على اهل السنه في العراق و جعلتهم محور عملها و ارضها التي تقف
عليها و لم تستطع الخروج عن ذلك الاطار و تناست ان هناك في العراق
جنوبا يأن تحت نفوذ نظام الملالي بعد ان فسح العدو الامريكي للنظام
الفارسي و اجهزة استخباراته المجال لبسط هذا النفوذ المقيت بواسطة
الاذرع المتعدده لنظام الملالي في طهران و قم و كذلك تناست ان هناك
شمالا يأن تحت ظلم و جور ميليشيات الاحزاب الكرديه العميله و احلامها
المريضه بتأسيس دولة كرديه في جبال شمالنا الحبيب .
و مجموعات اخرى سارت بعلم منها او من دون علم في ركاب مشروع التفتيت
الامريكي كتنظيم القاعده الذي اعلن دولته الفاشله في مناطق غرب و شمال
و شرق بغداد بعد ان تبرع بمناطق الجنوب لمن يسيطر عليها من ميليشيات
الاحزاب الطائفيه و تنازل عنها بكل بساطه و خرج علينا ما يسمى امير
الدوله و وزير حربه لينظروا علينا بانهم ما اعلنوا دولتهم الا بعد ان
رؤا أن للاكراد مشروعا و لمن سماهم " الرافضه " مشروعا و لم يكن لاهل
السنه مشروعا فكان هذا مشروع اهل السنه بحسب وجهة نظرهم
و تناسى هؤلاء الجهابذه انهم ساروا في صميم خطة جو بايدن التي بشر بها
حتى قبل توليه لمنصب نائب الرئيس في عهد اوباما و التي تقوم على اساس
تقسيم العراق الى ثلاث دويلات او امارات طائفيه و قوميه الاولى للسنه و
الثانيه للشيعه و الثالثه للاكراد هذه الدوله التي لم تصمد اكثر من
شهرين او ثلاثه و جلبت ما جلبت من مأسي على واقع الجهاد و المجاهدين
بسبب الحماقات التي ارتكبها عناصرها بحق الناس و المجاهدين من بقية
الفصائل و التي كانت السبب الرئيسي في تأليب الناس على المجاهدين جميعا
و تضخم اعداد الاجهزة الامنيه العميله كالشرطه و الصحوات و غيرها من
التشكيلات و ليس كما يزعم البعض ان عدم استهداف هذه الاجهزه من قبل بعض
فصائل المجاهدين هي السبب في تشكيلها و زيادة تأثيرها اضافة الى دخول
الامريكان و عملائهم على الخط و اصطياد حماقات التنظيم و تعميمها ضد
جميع المجاهدين .
اذا كنا نريد تحرير العراق فلا بديل عن خيمة شاملة تجتمع تحتها جميع
القوى الوطنيه و القوميه و الاسلاميه الرافضه للاحتلال و يجب التأشير
على حالة ضرورية الا و هي الابتعاد عن المصطلحات الطائفيه المقيته التي
حاول الاحتلال و علملائه زرعها في صفوفنا خلال سنوات احتلاله البغيض و
ظن واهما انه يستطيع السيطره من خلالها على العراق و شعبه .
فلا دويلات الطوائف و لا الاقاليم و لا الفدراليات هي من ستهزم العدو و
عملائه بل هو التوكل على الله و الايمان بنصره اولا و تكاتف ابناء هذا
الشعب المجاهد و وقوفهم خلف مجاهديه الابطال في قتالهم الملحمي ضد
العدو ثانيا هي من ستهزم هذه الالة الحربيه العاتيه المستبده المتغطرسه
و عملائها و اذنابها .
و اذا كان مشروع الاحتلال و عملائه الخائبين و من سار في ركابهم من
ادعياء الجهاد هو التمزيق و التشتيت و التشرذم فان مشروع المقاومه
العراقيه الباسله هو مشروع التوحيد و الاخوه و تجميع الصف لا تفريقه و
بهذا المشروع و ليس بغيره سيهزم العدو و يولي جنوده الادبار و يعود
العراق الى اهله سالما معافى لافظا كل دعاة التخريب و التمزيق و
التشتيت ان شاء الله تعالى و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حينما
قال يد الله مع الجماعه و لا يأكل الذئب الا من الغنم القاصيه .
و نأمل ان تحمل الايام القادمه بشريات عظيمه يزفها اليكم رفاقكم و
اخوانكم في جبهات الجهاد و المقاومه عن خطوات كبيره و مهمه تم انجازها
في طريق تكامل المشروع الجهادي الوطني تمهيدا للتحرير الشامل و هزيمة
المحتل و اعوانه بأذن العزيز القدير .
|