|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
||||||
الإعلام المقاوم في ستراتيجيتي البعث والقيادة العليا للجهاد والتحرير |
||||||
شبكة المنصور |
||||||
أبو علي الياســــري - العراق المحتل / النجف الاشرف | ||||||
شاء القدر أن يجمعني مع زميل لي في إحدى الدول العربية يحمل شهادة الدكتوراه في الأعلام .. من خلال اللقاء دار حديث طويل وممتع للغاية فقد تخلل ذلك الحديث مناقشة مستفيضة للدور الهزيل الذي وصلت إليه وسائل الإعلام العربية وهي تتخلى عن شرف دورها المهني الوطني القومي الإنساني تجاه غزو واحتلال العراق وبجميع أنواعها ( المرئية والمقروءة والسمعية ) , وتم التوصل من خلال حديث موضوعنا أعلاه الى الأسباب التي أدت للوصول إلى هذا المستوى وهي :
1.لافتقارها إلى الوعي وإلا يمان بتاريخ وحضارة الأمة العربية . 2.لاعتماد هذه الوسائل الإعلامية على آليات تعرف جيدا تاريخ وحضارة الأمة ,ولكنها غير مؤمنة .بمصير وجودها من عدمه . 3.أو لأن جميع آلياتها تعملان تحت سيطرة وسائل الإعلام المعادية للأمة العربية ومكرسة في خدمتها .
ثم انتقلنا إلى محور آخر يبطل فعالية ودور وسائل الأعلام أعلاه , ألا وهو الدور ألأعلامي المقاوم في الحروب الشعبية التحررية , محور مهم لما له من دور كبير في كسر الحصار الذي يفرض عليه من قبل وسائل الأعلام العربية والأجنبية ..
الحديث في هذا المحور ذو نكهة وطعم خاص لما يستند إليه زميلي الدكتور من مستوى وإدراك وتفهم عالي في اختصاص عمله الإعلامي . إذ أكد على أن نجاح وفشل الأعلام يكون من خلال الوسائل التي يعتمد عليها , سواء كان في نقل الخبر إذاعيا أو مشاهدته من قبل المشاهد مرئيا , إذ استندنا في نقاش موضوعنا هذا على أمثلة ناجحة لتجارب إعلامية حقيقية , ومن تلك :- التجربة التي خاضتها وسائل الإعلامية الأميركية في إعلان خبر الهجوم الذي حدث بتاريخ ( 11 من سبتمبر) على برجي التجارة والبنتاغون والذي جذب الرأي العام الدولي وبجميع أنظمته الرسمية وما لها من وسائل إعلامية .. والسبب في ذلك أن وسائل الإعلام الأميركية نقلت الخبر أولا, ثم أعقب ذلك بنقله من الميدان عينيا وأمام العالم وعبر جميع فضائياتها .. ثم تناقل الخبر والصورة من بعد ذلك عبر جميع الفضائيات الدولية .
وبعكس ذلك النجاح الوقتي , أعطى زميلي بعض التجارب الفاشلة التي خاضتها نفس وسائل الإعلام الأميركية :
ألا وهي تجارب التضليل والكذب والخداع الذي اعتمد عليه الأعلام الأميركي أثناء صفحاته الظالمة قبل غزو واحتلال العراق . إذ تم نقل وتداول خبر امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظامه الوطني بالقاعدة نتيجة لاعتماد هذه الوسائل الإعلامية على كذب كبار المسئولين في الإدارة السابقة الإرهابية , حيث نشر هذا الخبر الكاذب عبر فضائياتها للرأي العام الدولي والعربي والأميركي والعراقي .. ولكن وبعد انتهاء الواجب الذي كلفت بها وسائل الأعلام الأميركية .. انتهى الأمر باحتلال العراق مما جعل الرأي العام الدولي والعراقي والأميركي في حالة قلق وعدم ارتياح للخبر الذي زمرت له وسائل الإعلام الأميركية وهو امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظامه الوطني بالقاعدة مبررا السبب في ذلك أن الادعاء أصبح كاذبا لعدم ثبوت صحة ذلك عينيا سواء كان ذلك من قبل لجان التفتيش التي عايشت العراق لسنوات كثيرة , أو من خلال عدم عثور قوات الاحتلال الأميركي والبريطاني على تلك الأسلحة , أو أي إثبات يؤكد صحة وجود علاقة بين النظام الوطني والقاعدة خلال احتلالهم للعراق . وهذا جعل الرأي العام الدولي والعربي والأميركي والعراقي يضع وسائل الأعلام الأميركية في خانة الإعلام الكاذب والمشوه للحقائق .
ثم تطرقنا بعد تجارب الأعلام (الناجح والفاشل) إلى الإعلام المقاوم والأساليب التي يعتمد عليها وكيفية التفوق على وسائل الإعلام الأميركية وخدامها من وسائل الإعلام العربية والأجنبية ليكون ناجحا أمام الرأي العام الدولي والعربي , حيث تم تشخيص ذلك بإيصال الحقيقة الصادقة للإعلام المقاوم إلى كل مكان والذي يبدأ أولا في نقل الخبر والمحصن مرئيا من خلال بث الفعاليات القتالية لفصائل المقاومة العراقية المسلحة والفعاليات السياسية لجميع الأحزاب والحركات المقاومة والمناهضة للاحتلال الوطنية والقومية والإسلامية . أو من خلال نقل الواقع السياسي المظلم والظالم لمشروع العملية السياسية للاحتلالين الأميركي والصفوي وما خلف من سوء وتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والحضارية والدينية والسياسية والتجارية والزراعية , هذه الإجراء لها من التأثير الكبير على أحاسيس ومشاعر الرأي العام الدولي والعربي , والدليل على ذلك نقل حقيقة وواقع تجربة الديمقراطية الطائفية المحاصصاتية الصفوية والخاصة بألاجندة التي جاءت مع الاحتلالين الأميركي والإيراني والمتمثلة بأحزابها وكتلها وائتلافاتها وميليشياتها الصفوية عبر جميع وسائل الأعلام المقاوم ( المرئية والمقروءة والسمعية ) .. الغرض من ذلك لإثبات حقيقة إرهابية الديمقراطية الأميركية التي جاء بها الاحتلال للرأي العام الدولي بأنها ديمقراطية فوضوية إرهابية إجرامية لم يشهد لها مثيل في العالم سواء كان في أجندتها اللصوصية والإجرامية القاتلة أو من خلال فوضويتها التي أحدثت خلخلا كبيرا في جميع المنظومات الاجتماعية والدينية والاقتصادية والتاريخية والحضارية والثقافية والتعليمية الخ .
إذن علينا أن نسال .. كيف نفضح وسائل الأعلام الأميركية وخدامها من وسائل الإعلام العربية والأجنبية ؟ . الجواب على ذلك من خلال القيام بما يلي :
1.يجب أن تفضح وسائل الأعلام الأميركية بأنها وسائل إعلامية مسيطرة على اغلب وسائل الأعلام العربية والأجنبية , والدليل على ذلك فرض السيطرة الكاملة عليها سواء كان بالخطابات الرسمية للعديد من الانظمة الدولية والعربية وبجميع مؤسساتها السياسية ,أو التدخل في مؤتمراتها الصحفية , وكذلك سيطرتها الشاملة في جميع وكالات الأنباء الرسمية العربية والأجنبية .. وهذا أصبح واضحا من خلال تحكمها حتى في نشراتها الإخبارية ومنعها من ذكر اسم ( المقاومة العراقية المسلحة ) وتسميتها من خلال تناول نشراتها الإخبارية المرئية والسمعية والمقروءة ب(المسلحين أو المتمردين ), وكذلك منع وسائل الإعلام العربية حتى من ذكر (الشهداء) الذين يستشهدون جراء القصف أو القتل أو المداهمات الأميركية وإجبارها على إطلاق تسمية وفق المصطلح الديمقراطي الذليل ب(ضحايا ) من المدنين .
2. فضح وسائل الأعلام الأميركية من خلال سيطرتها على وسائل الإعلام العربية في حجب وعدم ذكر كلمة (احتلال) العراق , ومنع وسائل الأعلام العربية من عرض أي فلم مصور لعمليات المقاومة العراقية الباسلة ,وان كانت هذه الحالة موجودة مع بعض الفضائيات الحيادية حسب وصفها فعليها أن تعمل وحسب توجيهات وسائل الإعلام الأميركية بالتشكيك في مصداقية هذه الفعالية من خلال إضافة العبارة التي تدل على (ضعفها وخيانتها لشرف عملها المهني) عندما ينتهي المذيع من العرض اللحظي مطمئنا أسياده ( بأنه لم يتسنى لها تدقيق الفلم من مصدرا آخر).
3. فضح وسائل الإعلام الأميركية وخدامها من وسائل الإعلام العربية جراء ما ذكر في المادتين (2,1) من خلال تعبئتها الكبرى في إنجاح وسائلها الإعلامية المظللة الكاذبة بإنشاء أكثر من (40) قناة فضائية مدعومة دعما فنيا وإعلاميا ومحصنة عبر أقمار اصطناعية أميركية وإيرانية وتركية وخليجية..
وقبل ختام ألقاء توصلنا إلى النتيجة التي تحقق نجاح الأعلام المقاوم ألا وهو : أن يذكر للتاريخ أن ما نفذته وسائل الإعلام الأميركية ومن معها من وسائل الإعلام العربية والأجنبية , إنما هو لأجل السيطرة إعلاميا على الرأي العام الدولي والعربي وإبقاءه بعيدا عن الحقيقة التي وقعت بها أميركا في احتلالها للعراق,... ومن هذا المنطلق ولأجل كسب الرأي العام الدولي والعربي وحتى الأميركي فعلى المقاوم الإعلامي أن يعمل جاهدا لأجل إظهار حقيقة تضليل وكذب وسائل الإعلام الأميركية والأغلبية من وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي حققت أهداف صفحتها الإعلامية التي رسمت في إستراتيجيتها الإرهابية باحتلالها العراق كصفحة أولى , والتي هي المفتاح الرئيسي للإستراتيجية الصهيو أميركية في السيطرة والهيمنة لاحتلال الأمة العربية من خلال مراجعته لملاحم الإستراتيجية الإعلامية للبعث والصادرة من مكتب الثقافة والأعلام القومي وإستراتيجية القيادة العليا للجهاد والتحرير . |
||||||
|
||||||