|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
||||||
نص رسالة فاروق حسني إلى منتظر الزيدي |
||||||
شبكة المنصور |
||||||
الهادي حامد / تونس | ||||||
إلى ابني منتظر الزيدي..، تحية لك وحمدا لله على سلامتك..أما بعد :
لم أشأ أن اكتب لك وأنت في المعتقل لأني لا أريد الزجّ بقنوات الحكومة المصرية الدبلوماسية في شأن فردي وغير ديبلوماسي، وحتى لا أتسبب في إيذائك فيما لو وفّرت رسالتي لأصدقائنا في بغداد حجة ضدك وأظهرتك في مظهر لايخدم وضعك البائس بطبعه...أما الآن، وأنت خارج المعتقل حرا طليقا،فإنه بإمكاني مصارحتك بحقائق لاشك كانت غائبة عنك، من منطلق حرصنا على تصحيح رؤيتك للأمور وفهمك لتعقيدات الوضع في العراق والمنطقة ، علّك تعدّل من ردود أفعالك واتجاه تصريحاتك بما يخدم منتظر الزيدي الانسان وعائلته حاضرا ومستقبلا..
أنا ياابني وزير ثقافة منذ عهد الملك فاروق رحمه الله واسكنه فراديس جناته وبعثه مع الرسل والأنبياء ومع السادات آمين يارب العالمين ،لم اتخذ في حياتي موقفا سلبيا إزاء أمريكا أو حتى يمكن أن يفهم على هذا النحو، لاتصريحا ولا تلميحا.لم أتخلّف يوما عن أية دعوة لحفل عشاء خالص الأجر أو احتساء قهوة أرجوانية مجّانا ، ضمن دعوات العلاقات العامة التي قامت بها السفارة الأمريكية بالقاهرة...إزدهر في عهدي الرقص البطني وثقافة الهزّ والطزّ فصارت مصر والحمد لله الأولى في هذا الفن الملتزم وإن كانت البطون جفّت لنضوب موارد الغذاء وهذا وجه من وجوه فشل سياسة وزارة الاقتصاد ولا تتحمل وزره وزارتي الخاصة، رغم أن سفارة أمريكا نصحت رئيسنا وزعيمنا كتب الله له عمرا سياسيا تاسعا وعاشرا بان يسند لي – إلى جانب وزارة الثقافة- وزارة الاقتصاد والدفاع ووزارة الانتخابات ، إلا أن الست سوزانة كانت على خلاف مع صديقة ابن خالة عمة زوجتي فالغي المقترح وهو في الطريق إلى التنفيذ ...وثمة من أعضاء الحكومة من اسرّ لي بان زعيمنا القادم ابن الزعيم اشترى خمسة وزارات سيادية ومهمة كشكل من أشكال الاستثمار، باعتبار حجم الأموال التي تدر بها عليه المتاجرة بالمناصب الوزارية (كله بثمنه!!) ، والحقيقة أن العملية معهودة وعادية جدا عندنا كما لو تعلق الأمر بإيجار عقارات أو مؤسسات!!... وأضيف لك شيئا مهما: ليس ثمة عضوا من أعضاء الحكومة المصرية يدرّس عياله في مصر، كلهم يدرسون في الجامعات الأمريكية والبريطانية وتصلهم منحا من أصدقاء لنا في كردستان العراق عربون حب وود وحسن جوار، رغم أن المؤسسات الجامعية في أمريكا تقبلهم على نفقة البنتاغون كما لو كانوا أبناء ضباط في جيش الاحتياط أو مقاتلين قدامى!!..
ماكان عليك ياابني أن تفعل تلك الفعلة تجاه رجل شجاع يتبنى القومية العربية أكثر من صدامكم ، ويناضل من اجل حرية العرب ومناعتهم. وأؤكد لك أن التزامات بوش القومية التقدمية كادت أن تتجاوز التزامات حاكم الكويت الصّباح أو الزعيم حسني حتى!! بل كادت أن تتفوق على التزامات محمود عباس نفسه ، هذا الثائر الذي يرجم الصهاينة يوميا بالعناق والقبل ، لان الحب هو سلاح الأذكياء والأخيار ومابه يمكننا التفاهم مع جيراننا الاسرائليين...وللتذكير هنا، فإني لما صرّحت بان الاسرائليين طيبون وأخيار وكرماء ويحبون العرب لم اكن بصدد ممارسة دعاية انتخابية لاستلام اليونسكو كما ظن الكثير من الأغبياء، وإنما كنت اعبّر عن موقف مبدئي تربّت عليه الطبقة الحاكمة في مصر ورسخ في بنيتها إلى عهود لاحقة طويلة...وان مشروعي في استلام اليونسكو لم يكن خدمة الثقافة العربية كما اعتقد البلهاء بل خدمة الماسونية وفرسان مالطا ومساعدة مصر ماليا على تحقيق المزيد من الرخاء..لكن أصدقائنا لم يفهموا هذا بدورهم ووقعوا هم أيضا ضحية مغالطة لم تكن مقصودة.
ألا هل بلّغت..اللهم فاشهد..! "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" صدق الله العظيم. البطل ابن العروبة البار فاروق حسني |
||||||
|
||||||