|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
النظام العربي وضرورة النهوض |
||||
شبكة المنصور |
||||
ابو مصطفى العنزي | ||||
لقد خسرت امريكا عسكريا وسياسيا واقتصاديا واخلاقيا ، إضافة الى انفضاح حقيقتها التي كانت غير واضحة للجميع ، اذ فوجيء العالم بأسره بهشاشة هذه الدولة العظمى وزيف ادعاءاتها الانسانية والديمقراطيه ناهيك عن كذبة وضع نفسها في موقع القوة الأعظم في الكون وامكانياتها التي لا حدود لها ، حيث ثيت انها اسيرة داء العظمه الذي هو غالبا ما يقود بصاحبه الى التهلكة ، وهكذا فأمريكا حاليا تسير في طريق الهلاك وستصل الى الهاوية التي تنتظرها في نقطة ما من ذلك الطريق .
والمفرح لنا نحن المبتلون بسياسة رعاة
البقر الامريكية انها لم تخسر وتنكشف على يد تحالف دول عظمى ضدها ، ولا
على يد الاتحاد الاوروبي او الاتحاد السوفيتي (لو كان موجود) او الصين
او بتحالف كل هذه الكيانات ضدها ،ولكنها خسرت وانكشفت على يد رجال
اشداء سلاحهم العزم والايمان والتصميم قرروا الوقوف بوجه الاحتلال
واذنابه وشكلوا شيء اطلقوا عليه المقاومه العراقية ، هذه المقاومه التي
سيبقى العالم باسره ومدى الحياة مدين لها بإنقاذه من هذا الغول الكاذب
والنمر الورقي الذي اتضح انه لا يملك اكثر من سيناريوهات الخيال العلمي
والقتل البهلواني التي يتم انتاجها في ستوديوهات هوليوود .. فقد ارتأت
ادارتها المتخلفه ان تطبق ادوار رامبوا الخياليه على ارض الواقع وعلى
حساب دماء وارواح ابناء الشعوب المسالمه البريئه فاصطدمت بحقيقة غابت
عنها بسبب وباء خيالها وعقم ادارتها وهي ان الخيال لا يمكن ان يتحول
الى واقع لأنه ...خيال
خسارتها العسكرية في قياسات القوة العسكريه وتكنولوجيا السلاح تعتبر اكبر خسارة لحقت بدولة في التاريخ الحديث اذا ما تمت المقارنه بين اسلحتها واسلحة المقاومه العراقيه ، وهذا يعتبر سقوط ما بعده سقوط وانهزام يشكل لها فضيحة وخزي وعار سيبقى يلازمها مدى الحياة .
وخسارتها السياسيه اثبتت فشلها وهزالتها بشكل متلاحق مما دفع الرأي العام الأمريكي الوقوف ضد سياسة بوش الرعناء الذي ادخل ادارته النتنه في مستنقع سوف لن تخرج منه امريكا إلا بعد اصابتها بالكثير من الامراض والآفات والتي ستضعها في دائرة العجز والتراجع ... وهي كذلك الآن .
مقابل هذه الخساره الواضحه وهذا التراجع المتزايد كان بامكان النظام العربي ان يعيد النظر في كثير من الحسابات المتعلقه بالعلاقات العربيه الامريكيه ليس من باب الوقوف بوجه امريكا عسكريا او اقتصاديا ولا من باب ضرب مصالحها في الوطن العربي لاننا نعلم ان ذلك محال بالنسبة لانظمتنا العربيه ، ولكن من باب تجديد المواقف ازاء التحديات المحيطه بالامه والنهوض بها بثوب جديد ومواقف جديدة تشطب وتمحو الكثير من الانتكاسات التي يمر بها الزمن العربي ومحاولة تحقيق نقلات نوعية جديده في ادارة وسياسة الانظمه العربيه تجاه قضاياها المصيريه الراهنه والمستقبليه المعدة ضدها .
لابد ان يكون النظام العربي بمستوى مسؤولياته تجاه الامن القومي العربي الذي بات مهددا في معظم معطياته وبدلا من تقلص ابوابه ومنافذه الخطره ازدادت تلك الابواب والمنافذ وتعددت مصادر الخطر والتهديد بدلا من ان تتقلص ، وهذا يعني ان استهداف الامه وثرواتها وارضها وشعبها قد اخذ شكلا ونموذجا جديدين للامبريالية العالميه وهي ماضية برسم خارطة جديدة للمنطقه تزيد من ضعفها وتسحب ما لديها من خيوط للاستقلال وتقلص من حريتها وسيادتها على اراضيها وثرواتها وكرامتها .
المحزن ان جزيء كبير من النظام العربي مستمر في في تصوره الخاطيء بأن التخاذل والاحتماء تحت سوط الجلاد هو السبيل للبقاء وحقيقة الامر التي غابت عن ذلك الجزيء المتخلف هي ان البقاء لا يكفله ولا يحافظ عليه إلا الصراع من اجله .
وهكذا نرى النظام العربي لا زال في حالة من العجز غير مبرره تقود به الى التراجع عن حقوق مشروعه ومستحقات قانونية وشرعيه .
ان ما يبعث بارقة الامل في نفوس ابناء الامه هي ان يتنبه النظام العربي بأسره الى الخطر الذي سيطال الجميع ، ويندفع الى التقارب ومغادرة كافة الافكار والمصالح الشخصية والمشاريع الفردية للوقوف بوجه الخطر مما سيحقق نتائج تاريخيه ومذهلة تزيل الكثير من التهديدات والهموم ، أما اذا بقي الاستغفال واستمرت الغفلة فليتهيأ نظامنا العربي الى استقبال الاخطار والتهديدات الكثيره والمتنوعه القادمه من كل الاتجاهات والتي سوف لن يقدر عليها . |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||