مرت يوم أمس الذكرى التاسعة والعشرون على الرد العراقي على العدوان
الإيراني على العراق في الرابع من أيلول 1980 بعد وصول خميني إلى
السلطة وقيام ما سميت بالثورة الإسلامية التي استبشر بها الكثيرون خيرا
بعد إن عانت من السياسات التي انتهجها شاه إيران حيال العرب عموما
والعراق خصوصا المتمثل بالتدخل في شؤونه الداخلية ودعم التمرد الكردي
في شماله والعلاقة المتميزة مع الكيان الصهيوني ولعب دور الشرطي في
الخليج العربي إلا إن العراقيون فوجئ بموقف قادة إيران الجدد من بلادهم
ونظامه السياسي صيما بعد الرد المتغطرس وغير اللائق بروتوكوليا على
رسالة التهنئة التي بعثها الرئيس الراحل احمد حسن البكر إلى الخميني ثم
توالت التصريحات العلنية من قادة إيران وهي تحرض على الثورة على نظام
(البعث الكافر) في بغداد والفتاوى التي صدرت من كبار علماء طهران ومن
خميني تدعو إلى قتل البعثيين واستباحة دمائهم والتصريح بان طهران تريد
تصدير ثورتها إلى العراق وتدعو إلى تأجيج الطائفية في المجتمع العراقي
وإعلان شعار تحرير القدس عبر بغداد والإعلان بان العراق تابع لبلاد
فارس والتدخل السافر في شؤون العراق الداخلية وتأسيس أحزاب طائفية منها
حزب الدعوة وبقيادة إيرانية ومنحه مقرا في قم ودعمه بالسلاح والاعتدة
والأموال والمسدسات الكاتمة للصوت لتنفيذ عمليات الاغتيال رغم أنها من
الأسلحة المحرمة دوليا وفعلا نفذ حزب الدعوة الكثير من الجرائم في
العراق واستهداف المؤسسات العراقية خارج العراق نستذكر البعض منها :
- تفجير انتحاري في قيادة القوة الجوية العام 1983
- -تفجير بناية وزارة التخطيط العام 1987
- -تفجير السفارة العراقية في بيروت
- -محاولة اختطاف طائرة مدنية عراقية وإجبارها على التوجه إلى إيران
إلا أنها تحطمت في الصحراء السعودية بعد معركة بين الخاطفين وحماية
الطائرة أودى بحياة معظم ركابها المدنيين
- محاولة تفجير مبنى الإذاعة والتلفزيون
- -محاولة اغتيال عدد من القادة العراقيين منهم لطيف نصيف جاسم ومحمد
زمام عبد الرزاق وعزيز صالح النومان وحمد حمزة الزبيدي وكريم الملا
- -تفجير في احتفالية طلابية في الجامهة المستنصرية العام 1980
- -محاولة اغتيال طارق عزيز إثناء تشييع ضحايا تفجير المستنصرية بقنابل
يدوية ألقيت من القنصلية الإيرانية في منطقة الوزيرية
- تفجير مراب لعاوي الحلة
- محاولة اغتيال الشهيد عدي صدام حسين
- إما الرئيس الراحل صدام حسين فقد تعرض لثلاث محاولات اغتيال من عناصر
حزب الدعوة في الدجيل والخالص والفاو
- ووصلت التحرشات الإيرانية ذروتها في 4/9/1980 عندما بدأت القوات
الإيرانية بالقصف المدفعي المكثف للمناطق الحدودية في هيلة وخضر وزين
القوس وزرباطية وتحشيد القطعات العسكرية الإيرانية قرب الحدود العراقية
في شماله واستمرار دعم التمرد الكردي في الشمال كما قامت طائرات السلاح
الجوي الإيراني باختراق الأجواء العراقية في مناطق عدة كما قامت
السلطات الإيرانية بنقل الطائرات المدنية المخصصة للنقل العسكري إلى
مناطق بعيدة عن حدود العراق في نية عدوان شامل مبيت وقد تمكنت القوة
الجوية العراقية من إسقاط طائرة إيرانية إثناء خرقها للحدود العراقية
وذلك في القاطع الأوسط من الحدود .
- ومع استمرار المناوشات بدأت بعض القطعات الإيرانية البرية باختراق
الحدود العراقية في المنطقة الشمالية وقد عالجت القوة الجوية العراقية
المتواجدة في قاعدة الحرية الجوية هذه الخروقات وقد استطاعت القوات
الإيرانية من إسقاط طائرة سوخوي عراقية مما دفع القيادة السياسية
العراقية التفكير جديا لوضع حد لهذه الخروقات وإيقاف العدوان الإيراني
على الأراضي العراقية .
- وفي يوم 22/9/1980 قامت القوة الجوية العراقية بشن ضربة جوية شاملة
على كل القواعد الجوية الإيرانية ومطاراتها حيث عبرت جميع الطائرات
العراقية التي بلغ عددها (156) طائرة الحدود العراقية باتجاه الأراضي
الإيرانية في الساعة (12) ظهرا حسب توقيت بغداد ووجهت ضربات مباشرة في
التوقيت المحدد لكل سرب من الطائرات وكانت الغاية منها تدمير مدارج
الطائرات وطرق درجها دون استهداف الطائرات الإيرانية وكانت الغاية منها
تحييد القوة الجوية الإيرانية وبعد مرور ساعتين على تنفيذ الضربة
الجوية الأولى شنت القوة الجوية العراقية ضربة ثانية لنفس الأهداف ولكن
بعدد اقل من عدد طائرات الضربة الجوية الأولى وقد استطاعت الطائرات
العراقية الوصول إلى العمق الإيراني ووجهت ضرباتها إلى مطارات اصفهان-
شاروخي-سنندج-بوشهر-الاحوازالمختص للطائرات السمتية –ديزفول- كرمنشاه-
ميناء ديلم –إضافة إلى المطارات القريبة من الحدود العراقية وبسبب عنصر
المفاجأة وكثافة الطيران وخبرة ودقة وبسالة الطيارين لم تكن للدفاعات
الجوية الإيرانية ثم اندفعت القوات البرية العراقية إلى الأراضي
الإيرانية ولامساك بالأهداف المرسومة لها وفي يوم 28/9/1980 أعلن
العراق وقف إطلاق النار وعرض على الجانب الإيراني إنهاء العمليات
العسكرية واللجوء إلى التفاوض لإنهاء كل المشاكل العالقة بين البلدين
ومنها قضايا الحدود والكف عن دعم التمرد الكردي وعدم التدخل في الشؤون
الداخلية للعراق واحترام خيارات الشعب في كلتا الدولتين مع الاستعداد
للانسحاب من الأراضي الإيرانية إلى الحدود الدولية العراقية إلا إن
تعنت حكام طهران دفعهم إلى رفض كل المبادرات العراقية والعربية
والإسلامية والدولية لتستمر الحرب لثمانية سنوات فلجا حكام طهران إلى
الكيان الصهيوني للحصول على السلاح في الفضيحة المعروفة ب(إيران –
كونترا)واستمرت العمليات العسكرية سجالا بينهما حتى العام 1988 حيث
استطاعت القوات العسكرية العراقية الأخذ بزمام المبادأة مرة أخرى
واستطاعت تحرير مدينة الفاو من دنس القوات الإيرانية بعد إن تبجح حكام
طهران عند احتلالهم الفاو بان قوتهم أصبحت على حدود دول الخليج العربي
في رسالة تهديد مباشرة لها وبعد سلسلة من الانتصارات على كافة الجبهات
اظطرالخميني إلى تجرع كاس السم يوم 8/8/1988 كما ورد في رسالته إلى
الإيرانيين والقوات المسلحة الإيرانية ووافق على وقف إطلاق النار
.وإثناء العدوان الثلاثيني على العراق بقيادة الولايات المتحدة في
العام 1991 عرض العراق على إيران إنهاء كل إعمال العداء بينهما وأطلق
سراح عشرات الآلاف من الأسرى الغيرانين كبادرة حسن النية والعودة إلى
اتفاقية الجزائر لعام 1975بخصوص تقاسم مياه شط العرب وقام وفد عراقي
رفيع المستوى طهران وعرض على طهران إيداع طائرات السلاح الجوي العراقي
لدى إيران (أمانة) لتفادي تدميرها من سلاح الجو لدول العدوان وكان
عددها (143)طائرة منها:
- -5اسراب من طائرات ميراجq6
- -3اسراب من طائرات سوخوي 23
- -2سرب من طائرات ميك 29
- طائرات مختلفة تضم ميك 21 وطائرات مواصلات
- علما إن السرب يتكون من (16)طائرة
- وبعد وقف إطلاق النار في آذار 1991 رفض حكام طهران إعادتها إلى
العراق لتنطبق عليهم صفة المنافق (إذا اؤتمن خان) بل وقاموا بدفع
الآلاف من حرس خميني وما يسمى بفيلق القدس (الجناح العسكري )لما تسمى
الثورة الإسلامية في العراق بقيادة محمد باقر الحكيم إلى الأراضي
العراقية فقاموا بإعمال القتل والسلب والنهب وتدمير المؤسسات العراقية
وقتل العسكريين المنسحبين من الكويت بل وصل الإجرام فيهم أنهم قاموا
بقطع أصابع الأطباء الذين عالجوا الجرحى العسكريين في المستشفيات وشملت
إعمال التدمير كل المحافظات التي تقطنها غالبية شيعية وبعض مناطق بغداد
إلا إن تدخل القوات العسكرية العراقية وطيران الجيش وضع حدا لإعمال
التخريب وأعاد الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق .
- لقد أسفر حكام طهران عن حقيقة حقدهم الدفين للعراق والعرب واستمرار
تأمرهم على العراق الذي تجلى بأوضح صورة بدعم الولايات المتحدة في
غزوها واحتلالها للعراق العام 2003ليعترف قادة إيرانيون بان لهم الفضل
على أمريكا في احتلال العراق وافغانستان كما اعترف عسكريون أمريكيون
بان الطائرات الأمريكية كانت تخترق المجال الجوي الإيراني لتدمر العراق
وتقتل أهله دون أي اعتراض إيراني إضافة إلى دعم حكومات الاحتلال
المتعاقبة ونشر الفوضى وقتل ضباط الجيش العراقي وطياريه وعلمائه
وأطبائه والاكاديمين وبقوائم ترد من طهران تنفذها عملائها من حزب
الدعوة وفيلق غدر وجماعة الجلبي ومهوسوا الدماء في جيش المهدي وهو منهم
ومن أفعالهم الشنيعة براء وتصفية البعثيين لتفريغ المجتمع العراقي من
هذه الكوادر وإحلال عملائها من حملة الشهادات المزورة والأميين محلهم
وتجفيف حاضنات المقاومة العراقية بالقتل والتهجير والإغراء المادي في
الوقت الذي يدعي فيه حكام طهران أنهم يحاربون الشيطان الأكبر وأخرها
جريمة الأربعاء الدامي في 19/8/2009 التي نفذها فيلق القدس الإيراني
باعتراف قادة أمنيين يحكمون العراق المحتل واتهام سوريا بذلك وطلب
عملائها تشكيل محكمة دولية للتحقيق فيها وإلقاء التهمة على البعثيين
الذين لجئوا إلى سوريا لأسباب إنسانية للتخلص من إعمال القتل المنظم
لهم الغاية منها خلط الأوراق على القيادة السورية التي استطاعت بحنكتها
السياسية فك العزلة المفروضة عليها عربيا واوربيا وامريكيا والتقارب
الاستراتيجي مع تركيا كل هذه السياسات لم تعجب حكام طهران فأوعزت إلى
عملائها في بغداد لاتهام سوريا .
- إن الشعب العراقي بغالبيته والشرفاء في الأمة والعالم مع تشكيل محكمة
بل ومحاكم دولية تتولى التحقيق في كل الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب
العراقي منذ غزوه واحتلاله في 9/4/2003 وتعويض العراق شعبا ومؤسسات
واثأر عن الإضرار التي لحق به جراء الغزو والاحتلال المنتهك لميثاق
الأمم المتحدة والقانون الدولي والدولي الإنساني إما السياسة
الانتقائية لعملاء طهران في بغداد فلن تنطلي على احد بعد اليوم وهم
وليس غيرهم من أوائل الجناة الذين سيدخلون قفص الاتهام عن الجرائم التي
انتهكوها بحق الشعب العراقي .
- ومن المحزن حقا إن نرى بعض العرب ولا تزال الغشاوة على أعينهم ولم
يقفوا إلى ألان على حقيقة حكام طهران المعادية لكل ما هو عربي فنرى
البعض منهم وخاصة البعض من الفلسطينين يرفعون الإعلام الإيرانية
ويمجدون بقادتها المتلطخة أيديهم حتى النخاع بدماء العراقيين الذين
دفعوا وطنهم ثمنا عن موقفهم المساند لقضية فلسطين منذ النكبة في العام
1948وحتى احتلال العراق في العام 2003 بينما يحتفل الجنود الصهاينة
الموجودون مع قوات الاحتلال الامريكي بأعيادهم في بغداد المحتلة من
الامريكين والغيرانين والمحكومة بعملاء إيران ونسي هؤلاء إمام السحت
الإيراني ما قدمه لهم العراق فمتى يعي هؤلاء حقيقة حكام طهران ومتى يعي
حكامنا العرب إن خيارهم الوحيد هو دعم المقاومة العراقية بكل أطيافها
ليتخلص العراق من الاحتلال الامريكي الإيراني ويعود العراق كما كان سدا
بوجه الإطماع الإيرانية وقبل إن يقع (الفأس الإيراني على رؤوسهم)كما
يقول المثل العراقي الدارج ومتى تعي المقاومة العراقية إن تشذرمها يطيل
أمد الاحتلال ويقوي عملاء طهران .
|