|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
عراقيون مستقلون أم عراقيون متسلقون ؟ |
||||
شبكة المنصور |
||||
عصام الياسري - كاتب عراقي يقيم في المانيا | ||||
يتشدق بعض العراقيين جزافاً بإحترام حرية التعبير، مثلما يتشدق بالديمقراطية وحرية الرأي والفكر العراقيون المسؤولون الذين تأصلوا بالعملية السياسية منذ احتلال العراق عام 2003. ومن باب 'إبداء الرأي' الذي ننعم به في المهجر ونحلم أن يتحقق يوما في بلادنا، وإصرار موظفي الأحزاب الطائفية والعقائدية في الخارج للمجاهرة برأيهم وتصنيف الناس على هواهم دون أي اعتبار. أبحر في جوهر قضيتنا الوطنية وتأرجحاتها لتسليط الضوء على بعض المواقف والسلوكيات السياسية والاجتماعية التي تدعو للسخرية.. يشير الديالكتيك إلى أهمية الصراع الفكري لتحديث الممارسة السياسية بما يتناسب ومصالح الأمة، لكن ما يلجأ إليه بعض العراقيين ممَن تآلفوا في كثير من الأحيان مع النفاق السياسي الذي أفرزه الاحتلال والطائفية، لا يعبر عن صدق في المواقف تجاه ما يجري في بلاد الرافدين ومواجهة تردي الأوضاع على كل المستويات بقدر ما يشكل اتجاهاً ممنهجاً يقوم على تضليل الناس بهدف إيجاد سبل انجع للحاق بركب الأثرياء الجدد للحصول على مكاسب وامتيازات سياسية واجتماعية كما يعتقدون.
إتجه إهتمام الــــقوى والشخصــــيات الســـياسية العراقية في الآونة الأخيرة نحو دعوة منتسبيهم وأنصارهم في الخارج للبحث عن أطر جديدة لكسب متعاطفين جدد بعد أن أخفقوا سياسياً وإفتضحت أساليبهم في الفترة المنصرمة. وأعدَّ هؤلاء المؤيدون أنفسهم تارة لعمل لقاء هنا وآخر هناك يدعي أنه 'مهرجان ثقافي' لا يتعدى الأنس وكيل المديح لابتكار دكاكين جديدة تحت مسميات دينية وطائفية وإجتماعية وحزبية كـ'مستقلين' ديمقراطييـــن، إصلاحيين، أحرار، يسار، حسينيات مؤتمرية، مساجد وفاقية وإلى ما مِن ذلك من أسماء سقطت ورقة التوت عن تداعياتها. من حيث أن المستور في سوق العهر السياسي قد تكشف فكرياً واجتماعياً، وأصبحت الأمور مع مرور الزمن في عالمٍ متفسخٍ كهذا أكثر وضوحاً، ولم تعد هناك منعة أدبية وأخلاقية تستر انتهازية وتقلبات هؤلاء الطامعين إلى أهدافهم النفعية بأي وسيلة. أنه بات من الواضح أن احزاب السلطة المهيمنة على العراق قد نشطت في الآونة الأخيرة في استهداف تأسيس منظمات جديدة في الخارج لتكريس خطابها، فراحت تجند مَن جف مخزونه الوطني ويبحث في عالم السياسة التي لا يفقه منها شيئاً عن موقع عله يستفيد.
وإذا كان ثمة من يتحدث عن 'الاستقلالية' عليه أن لا يخلط بين هذا والحياد، فقضية الوطن، لا تقبل المساومة تحت أي ذريعة أو مزاج. فأي استقلالية اذن، هذه التي تضع قدر الأمة على المحك من نافل القول: 'إن الناس تغير مواقفها وفق ما تفرزه المراحل ويتغير إيمانهم وانتماؤهم' أنه سخف وكذب ونفاق، أنها الانتهازية والتضليل بعينه، وإلا لماذا يصعد الأبطال إلى المشنقة وهم يهتفون باسم الشعب والوطن!!
السؤال على أي سند تستند استقلالية من ينادون بها، وفيهم مَن هو متورط في أكثر من مرة في خدمة الاحتلال وقبض المال وأجور السفر للعراق ليعمل في مؤسساته هناك ؟. ومنهم مَن تقلب في صفوف الطائفية والعنصرية القومية يكيل المديح اليوم ويلعن غداً لأجل موضع قدم.. الجديد ما الذي توفره هذه الجماعات وسط اضطراب سياسي وفساد مالي واخفاق إقتصادي وتنموي مس مشاعر المجتمع العراقي برمته حتى نثق بنواياها وأهدافها تحت أبجديات هزيلة الحضور والمقام. |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||