كلنا يعرف ان هيئة الامم المتحدة ولدت على انقاض الحرب العالمية الثانية من اجل ان يعم السلم والامن الدوليين في العالم وينتهي عصر الحروب والاجتياحات والغزو الذي يعقبه احتلال البلدان واستعباد الشعوب والسيطرة على ثرواتها ومقدراتها واصدرت ميثاقها الذي تضمن القواعد الامرة والناهية التي تنظم الحقوق والواجبات للدول المنضوية تحت رايتها ، الا انه وللاسف استخدمت هذه المنظمة لتحقيق اهداف الدول الكبرى في التوسع والعدوان تحت باب الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة بدون سبب مبرر يعقبه الاحتلال بكل ما يعني من سيئات واثار ضارة لشعوب ودول تمتلك السيادة والاستقلال الكاملين وهذا ماحصل في العراق وافغانستان ،

كما ساهمت هذه المنظمة ومن خلال مجلس امنها بالسكوت تارة ومباركة العدوان تارة اخرى على امن دول هي اعضاء في هذه المنظمة وهذا ما حصل في فلسطين والجولان وجنوب لبنان عندما شنت اسرائيل حربها التوسعية الظالمة في الاعوام 1947و1967 واحتلت اراضي دول عربية بالقوة ورغم صدور قرارات مجلس الامن 242 و338 و425 واخرى غيرها لم تكترث اسرائيل بتلك القرارات وبقيت دون تنفيذ وعلى مدى العقود الاربعة الماضية وللوقت الحاضر ،

وبما ان الجمعية العامة للامم المتحدة تمثل قول الفصل في رسم سياسة المنظمة واتخاذ التدابير واقرار المقترحات والقرارات التي تساهم بشكل جدي في احلال السلام والحفاظ على حقوق الدول والشعوب ، فأن خطاب الرئيس القذافي في اجتماعها الاخير يعد مساهمة جادة لعودة صياغة الاحكام وتنفيذها بشكل يتطابق مع روح الميثاق والهدف الذي انشات من اجله هذه المنظمة لأن ذلك يوفر ويساهم في تحقيق الامن والاستقرار واشاعة مبدا احترام الحقوق والواجبات لاي طرف منتمي اليها ، ولقد شخص السيد الرئيس القذافي النقاط الجوهرية في كيفية اصلاح هذه المنظمة وجعلها اداة حاسمة في رسم السياسات والعلاقات وحسم المنازعات بين الدول والقضاء على سياسة الفوضى الخلاقة التي تمارسها الدول الكبرى تحت حجج واهية وباطلة وذات اهداف ومرامي سياسية بحتة تصب في مصلحة تلك الدول ،

ان حركة الدفاع عن عروبة العراق تحيي وتشيد بالموقف الشجاع للرئيس القذافي وتعتبر حديثة اسهامة وصوت عربي كبير في كشف وبيان عجز وفشل المنظمة الدولية والتي تمثل اداة بيد الدول الكبرى الممثلة في مجلس الامن الدولي ، وتطالب جميع الرؤساء والملوك العرب وفي المعمورة ان يساندوا هذا الصوت المعبر عن تطلعات الشعوب في الحياة الحرة الكريمة ، كما تطالب الشعب العربي في جميع اقطاره ومنظماته وحركاته واحزابه ان يقفوا مع هذا الصوت ويعبروا عن مساندتهم بالتأييد والتظاهر وعقد المؤتمرات والخروج من على الفضائيات ورفع برقيات التضامن ،

فتحية للاخ الرئيس معمر القذافي وهو يطلق صوت الحق والعدالة الغائب منذ نصف قرن من الزمان وتحية للمقاومين اينما كانوا وهم يدافعون عن اوطانهم في الحرية والاستقلال ، وعاشت الامة العربية المجيدة ، عاشت الامة الاسلامية الخالدة ، عاش العراق وعاشت فلسطين ، عاش صمود شعب سوريا امام الهجمة الامريكية الصهيونية الجديدة ، وليسقط الاحتلال والعار والذل لعملائه .