هذه المقولة التاريخية للقائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله واسكنه فسيح جناته تنم عن ادراك حقيقي لامة العرب ودورهم الريادي في الاسلام الحنيف ، بل ووعي وادراك لجوهر الاسلام العظيم ايضا ، فهكذا ينظر مؤسس البعث وكل بعثي اصيل ..  للعرب والاسلام  .  وحدة واحدة غير متضادة ، انما متلازمة بعمق واندماج تام عدى ذلك فليس من العرب والعروبة بشئ .

فلأمة العرب دور حضاري وانساني كبير فضلا عن دورهم المحوري والرئيسي في الاسلام .. وكيف لا .. !!!
وهي الامة التي اختارها الله عزوجل هي دون غيرها لحمل رسالته الخالدة الخاتمة ..

وكيف لانحب العرب ..!!!
ومنهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ..

وكيف لانعتز بامة العرب (( حتى وان كان بعضنا من غير العرب )) و القرأن الكريم قد نزل بلغة العرب ..

ولماذا لانفتخر باخلاق العرب الذي زكاهم الله عزوجل حينما كلفهم برسالته الخالدة الخاتمة فالعرب لايعرفون العنصرية والتعنصر ولو كانوا عنصريين ومتعاليين عن باقي الامم لما اختارهم الله عزوجل لحمل رسالته ..

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) وهو صلى الله عليه وسلم كان عربي واخلاقه عربية وفي وسط امة العرب افليس اخلاق الرسول هي عربية ..!!!

ان العرب هم من نشروا الاسلام لسائر الامم ولم يحتكروه لهم وحدهم ..

ولم يتعامل العرب قط مع الامم التي ادخلوها للاسلام باسلوب عنصري او متعالي او بالظلم والاستعباد انما اهدوا لهم الاسلام بدماءهم الزكية وعرقهم وعملهم الدؤوب وفتوحاتهم العظمية ..

ان الله عزوجل قد بين في كتابه الكريم قيمة العرب واخلاقهم ودورهم الرئيسي في الاسلام ..

بسم الله الرحمن الرحيم

( وأنذر عشيرتك الأقربين ) الشعراء214
( انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون  ) يوسف 2
( وهذا لسان عربي مبين  ) النحل 103
( قرانا عربيا غير ذي عوجا لعلهم يتقون ) الزمر 28
( كتاب فصلت اياته قرانا عربيا لقوم يعلمون ) فصلت 3
( وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا  ) الاحقاف 12
( نزل به الروح الامين .على قلبك لتكون من المنذرين .بلسان عربي مبين ...ولو انزلناه على بعض الاعجمين ،فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين  ) سورة الشعراء الايات 199.198.195.194.193
( وكذلك انزلناه حكما عربيا ) الرعد37

وكذلك اوحينا اليك قرانا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها  ) الشورى 7

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حب العرب ايمان وبغضهم نفاق ) ،اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ص156

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
 ( أن الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم ، فأنا خيركم نفسا وخيركم نسبا )
ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى

فضلا عن ان التاريخ يثبت لنا وبما لايقبل الشك ان الدولة الاسلامية اقامها العرب وعندما انتهت لم تتمكن اي امة غير امة العرب ان تنهض بالامة الاسلامية باستثناءات محددة في عهد الدولة العثمانية .. والتي لم تكن تحوي كل الامة الاسلامية ولم تعمل لصالحها كما عملت الدولة الاسلامية في عهد العرب .

وعمر الفاروق رضي الله عنه يشير الى العرب بالخير ويمتدحهم وخاصة اهل العراق منهم حينما يقول ((العراق جمجمة العرب و كنز الايمان ورمح الله في الارض )) وهكذا نفهم لماذا استمر العراق وعلى مدى مئات الاجيال يدافع عن العرب وحبهم ومصالحهم وعروبتهم فالعراق هي الجمجمة التي تحافظ على (الدماغ ( العرب .

ان العيب والخطئ والمنهي عنه شرعا ان يتعالى عربي ما على اعجمي بحجة انه عربي .. او ان يعمل العربي لمصلحة نفسه وامته فقط ولايعمل لمصلحة الامة الاسلامية كلها .. لان العربي هو صاحب الرسالة وهو المسؤول عن نشرها للعالم بتكليف من الله عزوجل .

اما الامة .. امة العرب ، ككل فليس لها من التعصب او التعالي شيئا .. انما قد يكون بعض افرادها وليس كلها كامة ..

و العربي الكافر او الخائن لا يفضل على المسلم وان كان امريكيا .. ولكن العربي الغير المسلم والذي يناصر المسلمين بعتبارهم عربا مثله افضل من المسلم العميل او الخائن الذي يعمل في المخابرات الامريكية ..

ان نهضة امة العرب ما هي الا تمهيد لنهضة امة الاسلام .. ويجب ان تكون هكذا وليس شئ اخر .. فان وجد عربي ما يريد نهضة العرب فقط فهذا لايمثل روح العرب واخلاقهم وتاريخهم انما فكر وتوجه دخيل على افكار ومناهج امة العرب ..

ان حفظ امة ما هو بحفظ لغتها .. وحينما يقسم الله عزوجل بحفظ القران الكريم فهو حفظ للغة العرب ايضا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .