في ربيع عام 1979 فتح العراق ذراعه وقلبه للثورة الإيرانية ورحب بإقامة
علاقات يسودها الاحترام والتعاون والتضامن والتي كان من أهداف الثورة
كما زعم الخميني تحرير فلسطين ... إلا أن ذلك الترحيب قوبل بمزيد من
العداء والاستحضارات التآمرية في داخل العراق وعلى حدوده ..
واتسعت دائرة التأمر حتى وصلت الى إعلان الحرب في الرابع من أيلول عام
1980 والتي استمرت ثمان سنوات كلفت العراق الآلاف من الشهداء ومئات
الآلاف من الجرحى والمعاقين وتأخير نهضته الشاملة والتي ابتدأها عام
1975 والتي قطع فيها أشواط على طريق التقدم الحضاري بكل مجالاته والتي
لا تزال أثارها شاخصة لحد الآن رغم الدمار والخراب الذي ألحقته
المؤامرات الأمريكية الصهيونية الفارسية الظالمة على العراق وقيادته.
ومنذ انتصار العراق في الثامن من أب عام 1988 والحقد الفارسي والصفوي
يدبر المكائد للنيل من العراق العظيم وثورته العملاقة فامتدت أيادي
الملالي إلى الشيطان الأكبر وتقاسموا الأدوار وخططوا لإطفاء جذوة
التجربة الأولى لأمة العرب فكانت عدوانيات أمريكا المتكررة بحجة الكويت
وبحجة حماية الأكراد في شمال العراق منذ عام 1991 وحتى معركة الحواسم
في ربيع 2003 وإيران لا تتوانى من توفير التغطية اللازمة لتمرير تلك
العدوانيات حتى نزلت بنفسها لاعبا رئيسا مهد للعدو الأمريكي – الصهيوني
باجتياح العراق فكان الصفو يون جنبا الى جنب معهم يقتلون ويدمرون
ويحرقون وينشرون الفوضى والتفرقة فظهرت في الشارع مسميات وشعارات لم
تكن يوما في ثقافة العراقي الأصيل ومنهجه الذي كان قلعة شامخة وملاذا
لكل أبناء العروبة والإنسانية الذين يدافعون عن نهج الحق ويتصدون للشر
وأهله ، ومنذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا بدأ التدخل في شؤون العراق
جهارا بعد ان كانت المؤامرات تحاك في الدهاليز المظلمة .. فهم يتفاوضون
على امن العراق وهم يقررون كمية النفط المصدر من جنوب العراق وهم الذين
ويرشحون للمناصب الوزارية والأمنية وهم الذين يقتلون من العراقيين
ماشاؤا بالسيارات المفخخة والعبوات والاغتيالات وهم الذين يسقطون
مايسمى بالقيادات العراقية الرسمية منها والحزبية من خلال التصريحات
المتناقضة لأنهم يرتبطون بأجهزة استخباراتية متعددة في ايران والدعم
هناك يكون بحسب المد والجزر من المواقف الآنية على الأرض والكل يعمل
بمبدأ( مبدأ التقية ) والمقبل من الايام سيشهد تدخلات الصفوية الجديدة
والتي لازالت يد المحبة للشيطان لتدمير ما تبقى من قلعة الإيمان .. إن
استطاعوا الى ذلك سبيلا .
|