|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
التصدي والثبات نصرة للوطن والعباد |
||||
شبكة المنصور |
||||
عنه / غفران نجيب | ||||
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً). ﴾ سورة الأحزاب: 60-62 (
لا يخفى على المتتبع لتفاصيل الوضع القائم في العراق ، حجم الخوف والهلع الذي يعيشه عملاء الاحتلال وخاصة أولئك الذين حكموا على أنفسهم الحبس بمنطقتهم المسماة بالخضراء ممن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا واجهة طيّعة للاحتلال ، يأتمرون بأوامره وينفذون كل ما يطلب منهم ولو كان من قبل جنديا من جنوده بكل خسة ووضاعة مقابل مال سحت ، على حساب النجباء من أهلنا وأبناء شعبنا ، تصوروا ، لمّا كان من نصّب كرئيس للدولة أو كرئيس للوزراء وهم بكل هذه الغطرسة التي تحيط بهم والسلطة التي لديهم هم غير قادرين (وبعد هذه السنوات من عمر الاحتلال )أن يتحركوا بحرية في أي من شوارع بغداد أو محافظات العراق، فما بالكم إذن والمحتل زعم سحب قواته من العراق ، فأين يذهبون ..
بداية .. لم يكن تجميع ما يسمى بأطراف المعارضة العراق قبل الاحتلال نتاج موقف وطني أو نتاج حالة كارثية ألمت بشعب العراق لا سمح الله ، بل كان أساس التقائهم باطلا وبإيعاز وتمهيد وترتيب مجموعة أجهزة استخبارية معادية للعراق كانوا قد ارتبطوا بها ، على رأسها وتقودها المخابرات المركزية الأمريكية، للضغط على النظام الوطني ، والعمل على خلق المبررات والذرائع كي تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من التعامل مع نتائجها بما يخدم مخططاتها لاحتوائه أو القضاء عليه ،وقد حفلت العلاقة بين أطرافها بكل التناقضات ، سواء على الصعيد الشخصي أم على صعيد الفكري والتنظيمي ، أم على الصعيد الطائفي والعنصري ، وكانت السمة البارزة بين عناصرها هي التشكيك والتخوين والطعن بالشرف والعرض ، عدا استثناءات ضعيفة ، وظلت العلاقة بينهم موسومة بالتذبذب والتنافر أغلب الأحيان ، لا يهدئ من شدة حساسيتها أو نوازع تصعيدها غير الإذعان إلى أملاءات المخابرات الأمريكية وإجماعهم هم على طاعتها وتنفيذ أوامرها . وبعد الغزو الظالم واحتلال العراق وتمتع هؤلاء بالمحرّم من المكاسب ثمنا لخيانتهم ( على الرغم من إدراك الإدارة الأمريكية الجدي ضحالة كل منهم على الصعيد الشخصي أم على الصعيد التنظيمي ) ،فأن هذه المكاسب أضافت بعدا جديدا لأسباب التأزم في العلاقة ما بين أطرافها وشابها الشيء الكثير من التوتر والتباعد جراء التسابق على جنيّ ثمار عمالتهم ، امتيازات خاصة بهم ولذويهم ولأعوانهم على حساب الشعب والوطن وحتى على حساب تنظيماتهم ، وزاد من عمق الشرخ فيما بينهم سلوك المحتل الأمريكي في كيفية التعامل مع أي منهم بما يوفر له عناصر كسب آنية ومستقبلية على صعيد إعادة صياغة هذه الوجوه بما يضمن تبعيتها المطلقة ومنع أي ضرر قد يفاجئ به ، أو من خلال إيجاد البدائل ، لقناعته إن مرحلة هؤلاء الخونة قد انتهت أو كادت ، وان الظرف محكوم بإيجاد وجوه جديدة ، توفر له فرصة التعامل من خلالهم تضفي جوا ديمقراطيا وان كان زائفا ، ومن دون أن تسبقهم تهمة المجيء على ظهر الدبابات الأمريكية على اقل تقدير.
ولما كانت هذه الوجوه الكالحة على إدراك كامل أن استمرار الحال في ظل أي إعادة انتشار أو انسحاب لقوات العدو من العراق من المحال ، لتوفر شروط الاحتدام والتصادم بين أطرافها أكثر من التوافق ، ذلك لانعدام الثقة من جهة ، وطمعا بتثبيت مكاسب أو إضافة الجديد منها ، ولمسعى الإدارة الأمريكية الجدي لتقديم واجهة تكون مقبولة ولو بالحد الأدنى عراقيا وعربيا وسعيا منهم في محاولة للتسابق استئثارا بالرضا الأمريكي ، والتشبث بما حصلوا عليه ولوضع المحتل أمام خيارات تخدم أغراضهم في الإبقاء على كل ما جنوه ، بات لزاما عليهم كل من جانبه على افتعال التصعيد و إعادة إعداد مسرح الأحداث بما يفضي إلى هذه النتائج ، ولا ننسى إن لإيران كامل المصلحة فيما يهدف له هؤلاء العملاء ويتم ذلك بتخطيط وتوجيه منها ،ولما كان التوافق ليس غير قناع رضوا به مجبرين ، فأنه بات بحكم المؤكد إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها المزعوم من العراق ، قد فرض على هذه الأطراف إعادة رسم توجهاتها بما يؤمن لها وقبل كل شيء استمرار حضوتها بالمكاسب وجنيّ الجديد منها على حساب الشعب والوطن ، ولما تمثله عملية الانسحاب أو إعادة الانتشار من خسارة أكيدة لهؤلاء الإمعات ، ولما تحمله من نتائج سلبية تشعر بها كافة الأطراف ، ومن بين أهمها تداعي التوافق الهش بين هذه الجهات ،وما يفرض ذلك من حضور للمصلحة الخاصة لكل تنظيم على حدة ، وحتى حضور المصلحة الشخصية بين قيادات التنظيم الواحد ومحاولة فرضها بالقوة إن لزم الأمر ، ونكاد نجزم إن الإدارة الأمريكية ليست على انزعاج مما يجري ، بعد أن فضح هؤلاء العملاء أنفسهم بأنفسهم وبات وضعهم يشكل ثقلا شديدا على كاهل الإدارة الأمريكية لانكشاف درجة سؤهم محليا وعالميا ، مما حمّل المحتل محصلة لم يدرك كنهها على مستوى الخسائر العسكرية والمادية والمعنوية جراء غزوه واعتماده على هذه الحثالات ، عبرت عنها نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة وفوز اوباما ، وإعلانه المستمرة لتبني شعار التغيير ، كبديل لابد منه قد يسعف الإدارة الأمريكية الجديدة ، وقد يرفع من سمعة الولايات المتحدة الأمريكية التي انتهت إلى حضيض .
لذا إن أي من الأطراف التي شاركت المحتل تدمير الوطن غير مستعد أن يتنازل عن ماحصل عليه من مكاسب وان أدى ذلك إلى التقاطع مع الآخرين بصرف النظر عن رضا الإدارة الأمريكية من عدمه والسعي كل من جانبه على تعظيم هذه المكاسب استثمارا لتدني الاندفاع الأمريكي ، واستباقا لأية تغييرات جوهرية قد تضطر لها الإدارة الأمريكية جراء نمو فعل المقاومة صعودا ، أو إذعانا لأصوات الداخل الأمريكي والرأي العام العالمي ، وان عملية التصعيد المفتعلة هذه إضافة لما ستوفره من غطاء لجني المكاسب ، فانه بالنهاية لابد أن تؤدي إلى إجبار المحتل على تأجيل سحب أو إعادة انتشار لقواته كحد ادني ، وهي ما تهدف إليه أساسا كي تضمن الحفاظ على ما هي عليه ، وإنها ستلجأ لها وفقا لمعطيات ستعمل على فرضها على الأرض على خلفية عدة عوامل من بينها :
* الغياب المطلق للثقة بين ما يسمى بأطراف العملية السياسية وحضور التناحر والتنافس غالبا على مستوى الأشخاص والتنظيمات ، وضعف السيطرة على ميليشياتهم المجرمة وتنظيماتهم الأخرى ، بعد أن عملت المصلحة الخاصة إلى تآكل الكثير من تنظيماتهم وإمكاناتهم على صعيد مناصريهم .
* عدم حسم ولاء ما يسمى بالقوى النظامية من جيش وحرس وشرطة وأجهزة متعددة ، إذ أن هذه التشكيلات لا يجمعها أي جامع وان أفراد أي تشكيل نافذ من هذه التشكيلات لا يربطه بمرجعه المهني أي رابط بحكم الانتماء والولاء الشخصي أولا ، أو التنظيمي تاليا ، عدا التشكيلات التي ضمت أعدادا من المتطوعين ، فأن ارتباط هؤلاء ليس أكثر من مادي وقد خبرهم أبناء شعبنا إذ حيث ما اشتدت المنازلة فأنهم يلوذون بالفرار . وبالتالي فأن مقومات التصادم المسلح (البيّني ) قائمة وبقوة ، وان كانت قوات المحتل قد أعاقتها ، فأن أي سحب لها من شأنه أن يفجر الأوضاع فيما بينهم .
* استمرار تصاعد المقاومة الوطنية وتفاعل جماهير شعبنا معها إيجابا ومدّها بمقومات النصر وديمومتها ، يشكل حالة مرعبة لخدم المحتل الذين يعانون من الاحتقار والنفور الجماهيري منهم جراء عمالتهم وخنوعهم الرخيص للمحتل ،وما الحالات التي تمني النفس بها حكومة الاحتلال من تزايد عدد المتطوعين في سلك الجيش أو الشرطة وغيرها من مصالح اضطرت البعض من أبناء شعبنا اللجوء أليها طمعا في سد رمق وستر عريّ ، غير حالات لا تضيف لهم أي شيء من القوة والمنعة ، وما نفذه العديد من الأبطال ضد عناصر جيش الاحتلال وهم على ملاك الجيش والشرطة الحكوميتين إلا دليل على حجم الرفض للاحتلال الذي يسود ضمير أشراف شعبنا . وان أبطال الجهاد والحالة هذه لهم اليد الطولي بتصحيح الأوضاع ، وإزاحة قوى الخسة والغدر والعمالة بعد طرد المحتل .
* الفشل المريع بكافة النشاطات ( عدا النشاطات الإجرامية ) وهم بكنف المحتل من عسكر ومستشارين وشركات متعددة المهام والوظائف ، وشيوع الفساد بدرجة طغت على عموم العمل الرسمي وما ارتبط به إلى الحد الذي بات فيه العراق يحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث الفساد ، وان أي تغيير بنمطية هذا التواجد من شأنه أن يعجل برد فعل جماهيري لا يحمد عقباه ولا يدرك مداه .
إذن وبغية استدراج المحتل للخضوع لهواجسهم وتخوفاتهم لجأ هؤلاء العملاء بالعمل على تسريب كم من الأخبار والممارسات الني يراد منها تحقيق ما اشرنا إليه ومنها :
1ـ تصعيد التحريض ضد حزب البعث ومناضليه ومحاولة إعادة تحشد تنظيماتهم من خشية ما يقوم به البعث من أعمال ( إرهابية) أو سعيه العودة للسلطة من خلال توافقه مع الإدارة الأمريكية وغيرها مما يوفر مناخا يقلل من حدة الاحتكاكات القائمة بين أطراف العمالة، ويفرض على أتباعهم كل حسب تنظيمه ، الانتظام مجددا والتكاتف لصد المخاطر التي تنتظرهم ، وتعيد لهم فرصة لالتقاط الأنفاس ولو تنظيميا ، بعد أن فقدت الثقة بهم حتى من فبل مريديهم، وابتعدت جماهير شعبنا (البعيدة عنهم أصلا) مسافات طويلة جراء حجم ما اقترفوه من تجاوزات وانتهاكات بحق الجميع بلا استثناء وحتى بحق مواليهم اللذين غرروا بمنطقهم الكاذب سواء دينيا أم سياسيا .
2ـ وفقا لهذا التصعيد ، أخذت السلطة وأزلامها التلويح باتخاذ إجراءات رادعة شاملة تطال ليس الفرد وإنما العائلة والزقاق والمحلة ، الهدف منها إرباك أبطال الجهاد ،ظنا منهم إن من شأن ذلك أن يؤدي إلى دفعهم لمغادرة مواقع نشاطهم ، والضغط عليهم من خلال دفع ذويهم لمغادرة الحي الذي هم فيه ، أو حتى مغادرة البلد ، وخلق حالة ترقب مباشرة على حساب تنفيذ المهام المطلوب تنفيذها ، وليس عبثا أن تعمل بعض الدول بهذه المرحلة بالذات على تسهيل إجراءات دخول العراقيين إليها .
3ـ العودة لعمليات القتل العشوائي ورمي الجثث في الشوارع والمداهمات الغير معرّف عائديتها ، كأسلوب لهم لتعزيز قناعة المواطنين وتكريس حالة الخوف والهلع لديهم ، وصولا لما يهدفوا إليه في أعلاه .
4ـ إجراء المداهمات والتفتيش العشوائي لمناطق بعينها لما يعزز في أهدافها أعلاه ، والتجاوز بقصد على كرامة المواطنين وممتلكاتهم لإشاعة الرعب بين صفوفهم .
ما تقدم يمثل حال قوى الاحتلال وفي مقابل هذه الصورة القبيحة، برزت لنا العديد من التطورات الايجابية التي تدخل بمصلحة الوطن بشكل مباشر أو غير مباشر ، منها على سبيل المثال :
# ـ الانفضاح الصارخ للكذب الأمريكي وما قدمه من مسوغات للاحتلال ثبت بطلانها أو عدم وجودها بشهادة الأمريكيين قبل غيرهم ، مما يحمّل المحتل قانونيا وأخلاقيا تبعات كل ما جرى للعراق من تدمير لبنيته ومجتمعه وبشره ، ويفرض عليهم وفقا لنصوص القانون الدولي والأعراف المرعية تحمّل النتائج الكارثية التي حلت بالعراق وشعبه جراء حماقاتهم التي اقترفوها مهما بلغت .
# ـ الانفضاح الصارخ للمخطط الإيراني الطامع بالعراق والمنسجم كليا مع المخطط الأمريكي والصهيوني الهادف لتدمير العراق وتجريده من جميع عناصر قوته ، والهادف من خلاله لإضعاف الأمة وإخضاعها بكل يسر للاملاءات الأمريكية وبما يصب بالمحصلة لمصلحتها الدائمة في السيطرة على مكامن النفط فيها بلا منازع والتلاعب به وفقا لإستراتيجيتها، وضمان امن إسرائيل .
# ـ تهاوي الأقنعة والانهيار المريع للأشخاص الذين خنعوا ذلا وخذلانا لرغبة الأجنبي ومّد اليد له استقواءا به على بني جلدتهم ، لتحقيق مكاسب ضيقة وان غلفوها بالوطنية، وانكشاف الجميع كإمعات لا يعنيهم من أمر الوطن غير حجم المكاسب التي يدرّها عليهم وان كان عن طريق تدميره أو الالتحاف بالطائفية أو القومية أو الدينية ، أو تسليمه للقوى الطامعة فيه بكل ود وسهولة ، على غير عادة أي كائن حي ، والتي فطرها الله على حماية بيوتها وأولادها بكل حيلة وشراسة .
# ـ الانحسار الشديد للورقة الطائفية التي روج لها المحتل وتبنتها الجماعات التي جاءت به أو جاءت معه ، بفعل وعي أبناء شعبنا الباهر بدرجة خطورتها على المجتمع ، وأنها لا تخدم غير المحتل وخدمه ، خلاف شعب العراق الموحد والمشهود له بقوة الأواصر والمحبة التي أوجدها الله في نفوس أبناءه على مختلف الأديان والقوميات والطوائف . والتي وضعت كل من تعاطى معها سلبا موضع الدفاع اليائس الغير قادر على النجاة بنفسه أو منطقه الطائفي ليعلو بسبب ذلك صوت نبذها جهارا نهارا وان كان بعضهم مجبرا عليه ولكن تجنبا لغضب شعبنا وتحسسه من تداولها .
# ـ نجاح المقاومة الوطنية في فرض وجودها ميدانيا وبكافة الأصعدة على الرغم من حجم الآلة العسكرية المهول للعدو مشفوعة بعدد من الأجهزة الاستخبارية أمريكية وحكومية والتي من أخطرها تنظيمات وميليشيات الأحزاب العملية لقدرتها المرنة في التحرك توغلا في المجتمع خدمة للمحتل . واستقطابها ( أي المقاومة ) واسع النطاق لأبناء شعبنا مما وفر لها العديد من مستلزمات النجاح والديمومة .
# حجم الفشل السياسي الأمريكي والحكومي العميل في الترويج لمشروع الاحتلال ورفضه عربيا ودوليا ، وان حصل أي قبول نسبي به فهو بفعل الضغط الأمريكي ليس إلا ، وبصرف النظر عن مبررات هذا العزوف الذي منيّ به ، فأن ممانعة دولية لهذا الاحتلال قد مكّن شعوب العالم من الاستقواء به ، واستمرارهم بالضغط على الإدارة الأمريكية، بالعمل على تصحيح مسارات سياستها الخارجية بما يتوافق مع حاجة الشعوب لتبادل المصالح بشكل ودي وسليم ودون أي إكراه على إتباع منهج معين .
اليوم وفي ظل كم المتغيرات الحاصل والذي يسير لصالح شعبنا الصابر البطل ومجاهديه ، وفي الوقت الذي يعاني فيه الاحتلال من أسوأ أوقاته في العراق ، وحكومة الاحتلال تتهاوى بين غضب الشارع العراق والعربي والإنساني وبين غضب الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي والتي عدت عنوانا لاستدراج المحتل الأمريكي لورطة بهذا الحجم كابد فيها من الخسائر الغير مسبوق تاريخيا على الصعيد المعنوي أولا بالنسبة للشعب الأمريكي ، وعلى الأصعدة العسكرية والمادية ومقتل ألاف الجنود الأمريكان بحرب عبثية أرادتها إدارة مجرم الحرب بوش وتعويق آلاف مضاعفة منهم ، وفي الوقت الذي يفرض علينا واجب المواطنة والإنسانية استثمار جميع تلك المفردات كمقومات حركة لنا نحو شعوب العالم لحشدها معنا بالضغط على الإدارة الأمريكية في التسليم لحقائق الأشياء وإحقاق حق شعب العراق والإذعان لمطالبه بالحرية والسيادة والاستقلال وان يتولى أبناؤه المجاهدين إدارة شؤونه من غير أي وصاية أو تدخل ، نجد للأسف إن البعض من أبناء شعبنا قد سارع ومن دون وعي أو إدراك تجاوبا مع إعلام خدم المحتل وأخذ ينادي ( وان كانت النوايا سليمة كما يدعيه مطلقوها )محذرا من ما ستقدم عليه قوات الحكومة العميلة بجميع أصنافها ،من عمليا ت اعتقالات ودهم للمنازل في بعض مناطق بغداد والمحافظات الأخرى بحق أبناء شعبنا وبما تصفهم هي بالمطلوبين قانونيا ،(وبئس له من قانون يكون بيد محتل أو بيد غاصب للأرض والمجتمع ) وبما لا يتوافق مع منطق الأشياء ، وبما لا يفسر غير إنها دعوة للفرار من مسؤوليات الفرد اتجاه بيته ومحلته ومدينته ،وقبل ذلك اتجاه وطنه. وكي لا تلتبس الأمور أمام البعض من أبناء شعبنا ويكونوا سببا في تمرير ما يراد به أن ينفذ من خطوات إجرامية بحق الوطن والشعب ، من حقنا أن نسأل من سبق له أن غادر العراق ، ما هو حجم الخسائر التي منيت بها العائلة العراقية جراء هجرتها غير المبررة عن الوطن ، وما هو حجم الخسائر التي مني بها الوطن جراء تسهيلنا انجاز مخطط إفراغه لتتولى حكومة العملاء وأحزابها المنحرفة بتوظيفه خدمة لإغراضها وأغراض أسيادها ممن هم خارج الحدود . وما هي حجم المكاسب التي جنتها العائلة العراقية من رحلة العذاب هذه ، وان كانت النتائج بالمحصلة هي ليست بصالح المواطن أو الوطن ، فهل إذن هناك مبررا لترك الوطن عرضة للنهب وترك العائلة العراقية والبيت العراقي عرضة لكل المخاطر ، والتي يتربص لها المجرمون ممن امسكوا بدفة الحكم بأمر من المحتل الذي دمر البلاد وفرض على العباد الظلم والاضطهاد ،
ووفقا لكل المعطيات التي اشرنا إليها فأن ثباتنا سيسهل عمل المجاهدين في مهمتهم تحرير الوطن ، وسيكون سبب إعاقة رئيسي يحول دون تنفيذ مخططات خدم المحتل ، وسيكون عامل حاسم لدعم صمود كافة أبناء شعبنا أمام مصاصي دماؤه الجدد المرتبطين روحيا بكل قاذورات دول الاحتلال . وسيسرع من دنو اجل يوم التحرير بأذنه تعالى ،بل هي دعوة لكل الوطنيين العراقيين للعــودة إلى الوطن لتعديــل خـط الانحراف الذي يسـير عليـه مشـاركة بالتصدي والثبات أمــام هذه الريــح النتنة،
(عدا من تعني عودته خطرا جديا ماثلا له أو لعائلته ) وان أي تصرف خلاف ذلك من غير ما يكون له ما يبرره حقاً لا يعد إلا تسهيلا لتنفيذ برامج المحتل وعملاءه ، وبما يضيف عناصـر إعاقـة أمام المشـروع الوطني الذي ينتظر بزوغ فجره كافـة الأحرار بالعالـم .
عاش العراق وطنـا محررا ســيدا يرفل وأبناءه بالعز والشموخ والكبرياء المجد والخلــود لشــهدائنا في ســبيل الحرية ودحر المحتــل وأذنابــه الحرية لأسرانا الشجعان لدى دعاة الحرية ، الصامدين في سجون المحتل وسراديب الأذناب . وما النصر إلا من عند الله . |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||