|
||||
|
||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
---|---|---|---|---|
![]() |
![]() |
|||
|
||||
|
||||
مدارس بلا اسوار من اسرار تطور الغرب |
||||
شبكة المنصور |
||||
د. محمد رحال / السويد | ||||
لم اكن اتخيل اطلاقا عندما قدمت الى السويد منذ مدة طويلة , لم اكن
اتوقع ان هذه الابنية الفخمة جدا وذات الشكل الجميل انها مدارس ,
والشيء الذي لم اكن اتخيله اطلاقا ان تكون تلك المدارس بلا اسوار ,
وحينها حضرتني مناظر المدارس في بلداننا والتي هي صورة عن القلاع
الضخمة , بل وان اسوار بعض المدارس هي اكثر حصانة من اي قلعة قديمة ,
والتي تكون في العادة محمية ومراقبة بشكل ممتاز حيث يمثل الاعتداء
عليها اعتداء على الذات المقدسة للرب الحاكم في تلك البلاد , وهذا
السور العالي جدا يمثل همّا لدى الطلبة الدارسين حيث ينحصر تفكير
غالبية الطلاب في الكيفية التي يقفزون فيها خارج هذا السور , فالاسوار
لاتقام الا للسجناء , وحتى السجناء في الغرب لم يعد لهم سور , والاعداد
الكبيرة التي تسجل في حالة لكسر الرجلين او اليدين او الشلل بسبب هذا
القفز هي اعداد وحالات كثيرة, ومه ذلك فان حالات الهروب والتسرب من هذه
المدارس المحصنة تشهد تزايدا وتصاعدا , في الوقت الذي تكاد نسب التسرب
ان تنعدم في المدارس الاوروبية الغير مسورة والمفتوحة من كل الجهات ,
وهذا يدل دلالة واضحة على ان هذه الاسوار والتي في العادة تكلف اربعة
اضعاف المدرسة الاصلية وتزيد , هيء عبء في المصاريف , وفشل في التفكير
, ونقص في خبرات التعليم والذي تصر قيادات البلدان التعليمية في
البلدان العربية على انها اساليب متطورة , وان الاساليب المستخدمة في
هذه المدارس هي اساليب في الغالب مترجمة حرفيا من الاساليب التعليمية
والتربوية في بلدان الغرب مع تغيير الاسماء الاجنبية الى عربية, ومع
هذا الفشل الشديد في الارقام فان الاجهزة الحاكمة غير مستعدة ابدا في
دراسة تطوير التعليم الفاشل في بلدان البط السعيد , وهو امر لااعتقد
انه سيكون في يوم ما وذلك لان فاقد الشيء لايعطيه , وذلك لان الفشل في
التعليم ليس قاصرا على المناهج العرجاء التي ترجمت من الغرب والقيت على
رؤوس ابناء امتنا دون مراعاة للثقافة التي يتلقاها الطفل في المجتمع
والتي تختلف عن تلك الثقافة المترجمة ولهذا فان المتلق لهذه الثقافة
سيحس بالفارق المباشر , مما يخلق لديه نوعا من انواع ازدواج الشخصية
منذ بداية تكوينه العلمي , وانتشار الفساد التعليمي في هذه المدارس كان
سببا هاما في عدم وصول اصحاب المؤهلات ووضعهم في مكانهم الطبيعي , ولن
ننس ابدا ان المقعد الدراسي والذي يحتاج من الطالب ان يجلس عليه سجين
هذا المقعد فانه يحتاج الى عامل الجذب الذي يجعل من هذا المقعد كرسي
راحة واستقطاب وليس كرسي تعذيب يتوق للدقيقة التي يغادر فيها هذا
الكرسي , ولهذا فقد تفننت الاجهزة التربوية الغربية ومن ورائها الدولة
في التطوير الدائم والمستمر , وابحاث تطوير التعليم متوالية لاتنقطع
واحدث طرق تجريب كافة صنوف هذه الطرق تجرب في مخابر طلابية خاصة , وطرق
اغواء واغراء التلميذ متنوعة , ولهذا فليس غريبا ابدا ان تجد الطفل
الاوروبي هو من يسعى لهذه المدارس , فتراه يصحو باكرا بالرغم من ان
درجات الحارة في بعض البلدان قد تنخفض الى مادون الثلاثين درجة تحت
الصفر , ومع هذا فان النشاط وحب الذهاب الى المدرسة هو هاجس الطلاب ,
ومن المؤسف ان نجد ان مستوى العطاء لدى المعلم العربي قد يتجاوز مستوى
العطاء لدى المعلم الغربي واحيانا باضعاف مايمنحه المعلم الغربي , ومع
ذلك فان نسب الهروب والتسرب هي في ازدياد , ولقد ساهمت وسائل الايضاح
والالعاب ووجبات الطعام المدرسية في الحفاظ على الطفل في مدرسته حتى ان
دولة كالسويد تجعل وجبات الاغذية من اشهى الوجبات ,ومعها الحليب كوجبة
شبه اجبارية توضع في غالبية المدارس السويدة في براميل ضخمة, فيفتح
التلميذ صنبور الحليب ليشربه بدلا من الماء , في الوقت الذي مازالت فيه
قيم العصا لمن عصا هي القيم السائدة في مجتمع البط السعيد , ليعامل
اطفالنا في تلك المدارس على انهم مجرمين ليس لهم الا العصا لانها وكما
يقول خبراء التعليم في بلدان البط السعيد ومعهم رجال الشرطة ان العصا
خلقت من الجنة , وحشروا في سجون كتب عليها وزارة التربية مرافقة لأسم
شهيد او زعيم , وكان من المفروض ان تسمى الاسماء بمسمياتها ليكتب عليها
سجون وزرات التربية ومعها اسم لشارون او بيرز او ليفني او ايهود باراك
او بوش او بريمر او جواد المالكي او صولاغ جبر .
|
||||
تحرير العراق وفلسطين واجب ديني ووطني وانساني فساهم في هذا الشرف الرفيع والذي لايدانيه شرف من اجل تحرير العراق وكل ارض مغتصبة |
||||
globalrahhal@hotmail.com |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||
![]() |
![]() |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |