تمر اليوم 17 جويلية الذكرى الواحدة والأربعون لثورة البعث التحررية
الإشتراكية، ففي مثل هذا اليوم سنة 1968 تمكن الرفاق أعضاء ومناضلي
حزبنا من تفجير ثورتهم المجيدة بالقطر العراقي في ملحمة بطولية اتحدت
فيها إرادة الرفاق وإيمانهم بعدالة قضيتهم ومبدئية الأهداف التي
يناضلون من أجلها مع إرادة التغيير لدى جماهير الشعب التي عانت ويلات
الإستعمار والإستبداد والعمالة، وويلات الهزائم التي منيت بها هذه
الأمة منذ النكبة وتوطين الكيان الصهيوني بالمنطقة الى اقتطاع سيناء
والجولان وتهجير الفلسطينيين في هزيمة 1967.
لقد مثلت ثورة جويلية إمتحانا حقيقيا لسنوات النضال الفكري والنظري حول
المسألة القومية والحرية والإشتراكية خاصة بعد فشل التجارب القومية
السابقة وتأثيراتها السلبية على جماهير الشعب العربي. فكانت الحدث الذي
إنتظرته هذه الجماهير وناضلت مع الحزب لتحقيقه.
أيها الرفاق البعثيون
يا أبناء أمتنا المناضلة
لقد أكد حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي ومنذ تسلمه زمام الأمور في
عراق التاريخ والحضارة أن مشروع ثورته هو أساسا الإنسان العربي فقاد
معركته الأولى ضد الأمية والجهل والتخلف فأنشأ المدارس والكليات
مستهدفا بذلك أولى قلاع الإستعمار الذي راهن منذ قرون على تخلف المواطن
العربي ليثبت أقدامه ومشاريعه بالمنطقة. ودعم مشاريعه النهضوية بإعلان
قرار تأميم النفط سنة 1972، قرار طردت على إثره كل الشركات الإمبريالية
التي كانت تستحوذ على خيرات الشعب العراقي وخيرات الأمة وقد إلتزم
الحزب بشعار " نفط العرب للعرب" وبهدف تحرير الثورة القومية من سيطرة
الإحتكارات الأجنبية كأهم الأهداف التي وضعها المؤتمر الثامن لحزب
البعث العربي الإشتراكي، وإنهاء مرحلة التبعية الإقتصادية والسياسية
للدوائر الإمبريالية والاستفادة من الثروة النفطية في تنمية وتمويل
القطاعات الصناعية الأخرى وفي تطوير القطاع الصحي وبناء مجتمع متطور
إقتصاديا قادر على الإبداع والإنتاج.
هذه النهضة التي قادها الحزب كانت محل متابعة من قبل الدوائر
الإمبريالية والصهيونية فعملت على الحيلولة دونه ومواصلتها فاستهدف
الكيان الصهيوني المفاعل النووي السلمي الذي كان العراق يشيده وقام
بتدميره بقصف جوي، وفي دعم حرب الوكالة التي خاضها النظام الملالي
الإيراني ضد العراق في 1980 ، و الذي ما استطاع رغم السنوات الثمانية
والعدوان الثلاثيني الذي تلاه في 1991 النيل من إرادة شعب آمن بثورته
وبمشروعه القومي التحرري التحريري. فجيشت الإمبريالية والحركة
الصهيونية جيوشها لتشن في 2003 عدوانها الهمجي البربري تحت ذرائع ثبت
زيفها لتضرب عرض الحائط بكل المواثيق الدولية وتحتل العراق وتشن قانون
إجتثاث الإنسان، الإنسان العربي المناضل من أجل وحدة أمته وتحررها من
نير الإستعمار ، فاستشهد الى الآن ما يقارب 130 ألف رفيق بعثي وعلى
رأسهم الرفيق القائد صدام حسين ورفاقه في القيادة ولايزال عشرات الآلاف
من منتسبي الحزب وحملة لواء المقاومة يقبعون في سجون الإحتلال والعملاء
.
أيها الرفاق في قطر العراق
إن منازلتكم ومقاومتكم التي لم تتوقف للحظة للإحتلال منذ وطأت قدمه
عراق المنصور هي التي جعلت المحتل يرتد الى الخلف ويعلن إنسحابه من
داخل المدن التي تكبد فيها آلاف القتلى والجرحى وخسائر مادية تسببت في
أزمة إقتصادية لأمريكا أهمها إفلاس 55 بنك وإنتشار البطالة وظاهرة
الهروب من الخدمة العسكرية.
كما أنكم تخوضون بمقاومتكم الباسلة معركة الكرامة ، معركة دحر المشاريع
الإمبريالية التي تسعى أمريكا لتطبيقها حماية لمصالحها ومصالح الكيان
الصهيوني الغاصب للأرض العربية كمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي خططت
له وكان الإعتداء على العراق وإحتلاله أولى بنوده فتكسر هذا المشروع
على بوابات العراق الذي مثل ولا يزال بوابة المقاومة العربية التي لا
تهدأ.
يا أبناء تونس العربية
أيها الرفاق البعثيون
لقد كانت ثورة حزبنا في جويلية 1968 إعلانا لمشروع نهضوي عربي لم
يستكمل بنائه بعد ومازال محافظا علي راهنيته وديمومته ما دامت الأمة
العربية وجماهيرها الكادحة تحت نير الإستعمار والتجزئة والتخلف وما
دامت الأنظمة القطرية العميلة تمارس طقوس إعلان الطاعة للقوى
الإمبريالية بقمعها وتنكيلها بكل مناهض لسياستها.
وإنها لثورة لا تنتهي
وإنها ثورة حتى النصر
عاش حزب البعث العربي الإشتراكي
عاشت نضالات الأمة
المجد والخلود لشهداء الأمة وشهداء البعث وعلى رأسهم الرفيق الشهيد
صدام حسين
الخزي والعار لكل العملاء والخونة |