وكل هذابسبب الضعف في الثقافة والتربية الثوريتين واساسهما يعودالى الافتقار للعقيدة الراسخة والايمان الصحيح , وتغليب المصالح الذاتية على المصالح العامة وتغليب الجاه والسلطة على المبادىء العامة التي أسست عليها الثورة فكرا وتنظيما والتي قامت من اجله الثورة ,والحقيقة ان ليس كل الذين يساهموا في الثورة هم ثوارا مناضلين بل هنالك افرادا أو مجاميع خدمتهم أو حتمت الضروف ان يلتصقوا بالثورة بحكم ضرفا موضوعيا احاط بالثورة أوالثوار أو بحكم رابطة ما قربتهم من سياجات الثورة أي بغير رابطة الثوار المناضلين,وان هذه المجاميع تعتبر حصولها على مركزا قياديا أو على وضعا ماديا أو معنويا مريحا بعد نجاح الثورة ,هو جزءا من مكافئة لها في مشاركتها الثوار الحقيقين،وقد تفوت على الثورة وقيادتها ان المناضل الحقيقي الذي يضع قضية الثورة والمشاركة بها على مستوى الحياة والموت ومن اجل تحقيق اهدافا سامية و ترتقي في بعضها الى مستوى الخلود من اجل الجماهير والامة هو نتاج معاناة نضالية,فلا يمكن ان يخلق ضرف المشاركة بالثورة والذي فرضته الاوضاع أو دفعته في المشاركة بالثورة ان يرتقي عن النظرة الى الذات والانا بسهولة ويصبح في يوم وليلة مناضلا, فالايمان بعقيدة الثورة واداتها ( حزبها أوائتلاف جبهوي) أولا من ثم الفعل الثوري ثانيا,

أمرتحتمه التربية الثورية للمناضلين ليكونوا ثوريين حقيقين وقادرين على المشاركة الوجدانية اولا في الافعال الثورية,وفي الاداء الثوري الصحيح ثانيا  ,فصعب جدا ان يحول أي دور ثوري أو اية مشاركة ثورية من لم تساهم الايدلوجية الثورية في بناء شخصيته الفكرية والسلوكية,وليتحول  الى مناضلا ثوريا مؤمن بالايديولوجية الثورية وخاصة اذا كان الامر يتعلق بالايديولوجية العربية الثورية لانها ترتقي في معالجتها الافقية من الذات بل من المجموع القطري ايظا والى المجموع الكلي أي الامة العربية,وايظا في معالجتها العامودية والتي تتلخص في انطلاقة الاهداف من الحدود الستراتيجية الى الافاق الخالدة وهذه لا يمكن ان يتحمل مسؤوليتها حزب ثوري من انماط الاحزاب الثورية العاديةالتي كانت ولاتزال في العالم,

ولكن البعث حملها وبكل جدارة وقدرة ,وما الكبوات التي تعرض لها والعداء الذي واجهه ويواجهه والذي لم يسبق لاي حزب ان واجهه وحتى اي من الاحزاب الماركسية اللينينية لم تواجه تحالفا امبرياليا صهيونيا رجعيا ومغلف بادق اطار واكثره حساسية في الشرق هو الاطار الديني السياسي, وهذااعطى دليلا على حقيقة تمثيل هذا الحزب الثوري للخندق الجماهيري والمعادي لهذه القوى, فنظرة سريعة الى جريمة غزو العراق مثلا وتحليل عناصر التحالفات ضد البعث وقراءة منصفة الى المتحقق من هذه الجريمة وبعدستة سنوات من التخبط والتيه في اختيار النموذج السياسي للحكم ,انا أقول وبعقلية كل منصف ومستقل ان البعث جدير بقيادة الامة والامة جديرة باهدافه العظيمة,

وانها ليس نظرة أو تقويم نرجسي بل هذه التجربة في العراق وهذه حجم الجريمة وشكلها ومسبباتها الحقيقية ,وهذه نتائجها هما الكفيلان بوصف أي نمط هو البعث الخالد . ففي هذا المعنى يقول القائد المؤسس للبعث الخالد((فطريق المناضلين صعب في الظاهرسهل في حقيقته,لانهم يحاربون ليس بقواهم وحدهم,ليس بعددهم المحدود الضئيل,وانما يحاربون ايضا بمصلحة العدد الاكبر من الشعب العربي الذي يوقظه تقدمهم في الطليعة فيستكشف ذاته ومصلحته وطريقه,يحاربون بالارادة الكامنة التي تجيش في صدر الامة جمعاء,هذه الارادة التي يعوزها المثل و القدوة الجريئة حتى تنتقل من حالة السكون والغفوة الى حالة اليقضة و الفعل.)*..وفي نفس الحديث يقول مفكر الامة(فالانقلاب الذي يدعو اليه البعث العربي لا يستطيع أن يدعو اليه أي حزب أخر,انه أوسع من أن يكون برنامجا أو خطة سياسية أو اجتماعية,واكثر من أن يكون اسلوبا أو وسيلة لتحقيق مبأدئ الحزب, أن الانقلاب هو سر هذه النفسية الجديدة في حياة العرب..)*.هذا هو البعث العربي الاشتراكي,في حقيقته واهدافه السامية والخالدة وهذا هو نمط مناضليه ,ومن غير هذه الحقائق الذي ذكرها مؤسسه لا يكون بعثا ولا نكون بعثيين,واما ازاحة نظامه أو الانقلاب عليه أو قوانين سخيفة(اجتثاثية )من عقول مريضة حاقدة.. لا, ولن تستطيع اطفاء خيط واحد من جذوة البعث الخالد... امين