لم تعد الأمور خافية على مطلع بالشأن العراقي الكويتي أو( قضية العراق
والكويت) أن أراد الإحاطة بأبعادها؛وما تأجيج الأمور في هذا الوقت إلا
تعبيرا عن حاجة في نفس يعقوب؛لقد تصاعدت وتيرة المواجهة الكلامية بين
ليلة وضحاها حتى بات دخان التصريحات أعلى من صوت المفخخات التي تحصد
أرواح العراقيين جراء الموت الذي تصدره أمريكا وإيران للعراق مابين
مفخخة وأخرى.
أن المشكلة القائمة منذ عقود طويلة لاتمر حقبة من الزمن إلا وتم تأجيج
أوار نيرانها نحو توسعة الخلاف مابين الشعبين العراقي والكويتي وبواعث
الحقد لاستمرار تأزم الحالة المتوارثة على الحدود تارة وعلى أشياء
غيرها تارة أخرى؛ البند السابع وقرارات الأمم المتحدة تم اتخاذها كصيغة
(مسمار جحا) نحو استمرار إيذاء العراق وأهله دون رحمة على الرغم من أن
ليس للكويت من عمق تاريخي وقومي إلا العراق وأهله لو تم التعامل من قبل
الكويت وحكومتها بأسلوب يتماثل والعلاقات الدولية سيما في الفترة التي
سبقت مؤتمر جدة والذي حضره المرحوم سعد العبد الله بتشنج واضح وعلى
الرغم من الحق العراقي الواضح حينها إلا أن الإصرار الكويتي على
التصعيد ومواصلة الهجمة الشرسة على العراق وأهله ؛دون الركون إلى مبدأ
العقل والحكمة وإنما تطبيقا لأجندة أمريكية بحتة تدفع نحو التشنج مما
يضفي إلى خلق حالة من التوتر تؤدي بالنتيجة إلى تصادم محتمل بل مؤكد
وهو ما حصل في الفترة التي سبقت تحرك الجيش العراقي نحو الكويت .
تلك صفحة قد انطوت لها مالها وعليها ماعليها ولا نحمل من تبعاتها إلا
الضرر الذي أصاب العراقيين على مدى السنين الماضية والتي دفعوا ثمنها
من أعصابهم ظلما وقتلا وعدوانا ؛وفتحت الباب على مصارعيه لتدخلات شتى
في الشأن العراقي حتى تفكك المجتمع ككل وانهارت الدولة برمتها؛والسبب
في كل ذلك الكويت وأهلها؛ ولازال الكويتيون يصرون على نهج الشر وكأنهم
لم يتعظوا من ندب الماضي وأحداثه؛وكأن الذي جرى في العراق لايعتبر درس
على العاقل أن يتخذه عبرة يستخلص منه الحكمة؛ومازال الأخوان في الكويت
يصرون على رفع وتيرة الأحداث نحو الأسوأ غير مبالين بما قد تنتج عنه
الأمور من مآسي ربما لاتستثني أحدا إن هي أخذت مداها نحو دروب لايعرف
أمدها إلا الله الباري ؛ثم وكأننا بحاجة إلى مآسي أخرى تكمل ما كان قد
بدأ منذ عام التحرك العراقي هناك في الكويت ولازالت مستمرة إلى يومنا
هذا؛أن من يأمن ردة الفعل يكون واهم؛وأن من يدعي العلم ببواطن الأمور
يكون واهم أيضا؛ولا تحسب كلفة المآسي إلا لمن يعانيها ؛وباللهجة
الكويتية(لاتحرك النار إلا ريل واطيها)؛وأي نار يراهن الكويتيون على
تأجيجها من جديد بأفعالهم التي يقترفون؛والى أي مدى يريدون الوصول.
لقد غاب التعقل وفقدت البصيرة وجانب الصواب التصرف؛فمنذ العام الذي فرض
فيه الحصار المجرم على الشعب العراقي والكل قد فقد عقله محاولا
الانتقام من العراق وأهله ؛لماذا والله لانعرف؛تقولون النظام السابق هو
المشكلة؛وهذا قد سبق وأن تغير منذ السنوات الست الماضية ؛وبذهابه يفترض
أنكم قد انتهيتم من عقدة الخوف التي تدعون ؛على الرغم من أن الأحداث قد
أثبتت أن الجميع كان يمارس الكذب والخديعة والتهكم على نظام صدام حسين
رحمه الله؛وأولهم الكويت ومحمد باقر الحكيم ؛والأيام التي تلت التحرير
الأمريكي الظالم بينت كذب من أدعى ولا نقول صدق الآخرين؛بل أن الأمور
أخذت مداها إلى أبعد الحدود وبانت نوايا الجميع تجاه العراق وأهله؛وإلا
ماذا نسمي أن مبعوثا شخصيا من لدن أمير الكويت يجول الدول الكبرى
والصغرة محاولا شراء الذمم للإبقاء على البند السابع خيمة شؤم تلف
العراقيين بجهود كويتية عربية؛ونحمل من جهة أخرى(قناني مياه الروضتين
وأكياس طحين) لنساعد بها الشعب الجائع في وسط وجنوب العراق؛أي مفاضلة
تلك وأي مقارنة.
لقد دعا اللامي يوم أمس إلى التعقل والتهدئة؛وليس أكثر منا هدوءا
وعقلانية تجاه الأهل في الكويت لكن شعبنا غالي وأهلنا هنا وهناك أغلى
والعراق من شماله إلى جنوبه أغلى وأغلى؛فلا يحاول من يحاول أن يخلط
الأمور ويعود ليتوسل الهدوء وعدم التصعيد؛سيما وإنا نقول أن التصعيد
لايخدم أحدا في مثل هذه الظروف التعسة التي تمر بها الأمة ؛والتي بيع
من خلالها العراق ولا من مغيث؛واليوم وبعد الذي كان؛ نقول كفانا
وكفاكم؛لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبا؛فالكويت كويتا وبإرادة
أمريكية؛والتعويضات ستدفع أن آجلا أم عاجلا وفق ما رسم لها؛وهذا البند
اللعين سيزول مثل زوال الليل ليظهر الصبح ؛وأن من قصر تجاه العراق
وأهله سينكشف وستظهر الشمس من كان يدبر بليل؛ساعتها سيكون الحق قد حصحص
؛وحين ذاك نعرف كل الحقائق ؛ويعرف الكويتيون معنا أنهم كانوا أحجار
شطرنج تحركها أصابع من له غرض دنيء ونعي إننا كنا حطبا للنار التي
أحرقت أهلنا على الجانبين؛ومن هذا نظم صوتنا إلى صوت اللامي لنرفع سقف
المطالبة بالهدوء والتروي لكي لايؤخذ علينا مآخذ ربما لايعود بالنفع
على العراق أو الكويت؛وربما أيضا تستغل الأمور وما يكتب نحو تأجيج نار
الفتنة التي لم يتمكن المعنيين حينها من إطفاءها سواء بإرادتهم أم
بتدخلات خارجية؛ ولنقول مرة أخرى (الرأي قبل شجاعة الشجعان)؛ ولنا في
رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم حين قال؛(أعطي أخيك سبعون
عذرا)؛صدق رسول الله.
وها نحن نمنحكم الأعذار فهل بعد ذلك من فروسية؛السكين في خاصرتنا وأنتم
أخواننا؛ ولا تثريب عليكم اليوم؛فهل أنتم موقنون؛ ولكن واعصبوها برأسي
؛هل تكتفون من هذه؛يقيني أن لا؛ وستطالبون بما هو أكثر؛ولكن مرة أخرى
سندعها للأيام وأعود لأذكركم.
|