|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
مركب القنوط |
||||
شبكة المنصور |
||||
احمد النعيمي | ||||
أن تسير خلف وهم ، وتجري وراء سراب ، وتتوه مركبتك في صحراء التيه
الأبدي ، وتبقى طوال حياتك تخرج من مصيبة وهزيمة لتقع فريسة لهزيمة أشد
منها وأمر ، وتخرج من حفرة لتسقط في أخرى ، وأن تجري خلف كل ناعق ،
وتكون مطية ً للآخرين مستحمراً من قبلهم يستخدمونك ليصلون منك إلى
أهدافهم شعرت بهذا أم لم تشعر ، أدركت هذا أم لم تدرك ، كنت خلية ً
نائمة ً أم لم تكن ، فالمهم أن تحقق أهدافهم وما يصبون إليه بدون جهد
منهم أو تعب ، اللهم إلا لقيمات يرمونها لك كأي كلب أو عبد ذليل .
وأن تصنع المعروف في غير أهله ليكون جزاءك جزاء مجير أم عامر ، فإن مركباً مثل مركبك الذي أنت راكبه لهو مركب للقنوط والتيه ، فما بالك أيها التائه ما بالك أيها القانط ما بالك أضاعوا منك إيمانك وسلبوا منك عقيدتك فبات حالك كالأنعام بل أضل !؟ أين ذهب عقلك !؟ تدعو الناس إلى الرشد وأنت لست منهم ، تدعو الناس أن يصلوا إلى بر الأمان ومركبك أول الغارقين !؟ .
عد أيها التائه إلى رشدك وتفكر ، ما بالك تحسبهم جميعاً وتخافهم وتخاف قوتهم وترتعد فرائصك جزعاً وخوفاً فتسرع فيهم تمدحهم وتمرغ انفك تحت أقدامهم من حيث لم يدعوك لهذا أو دعوك إليه مقابل كسيرات ، ولسان حالك الكذب والتملق والخوف والوجل : " فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ " المائدة 52 ، فنحن أدرى الناس بهم واعرفهم بحالهم فهم الآن يتشبثون بالمحتل للبقاء في بلادنا لأنهم يدركون أن نهايتهم مع نهاية المحتل وان مصيرهم بات كمصيرهم ، وأنهم ليسوا سوى أصحاب قلوب شتى ، عد إلى رشدك فأين ستذهب من الله أولاً ومن ثم أين ستذهب من الدماء التي سقطت في العراق ، وأين ستذهب من الشعوب والمجاهدين الذين قال الله فيهم " عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ " الذين حملوا أسلحتهم واعدوا ما استطاعوا من عدة لمواجهة عدو الله وعدوهم وما هابوا وما خافوا ، رماهم الناس عن قوس واحدة فما ضعفوا وما استكانوا لما أصابهم في سبيل الله وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، يتوقون في هذا إلى نصر من الله وفتح قريب يُبشر به المؤمنون ، يشف به صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم .
أما آن لك أن تستيقظ من هذه الأحلام الزائفات أيها التائه وتدرك أن الأمريكان واليهود وإيران كلهم أعداء للإسلام أحدهم أشد خطراً من الآخر ، فنحن لا نريدهم ولا نريد من يتهم أم المؤمنين عائشة بالزنا ويلعن أبا بكر وعمر ويحكم على صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالردة ، نحن نريد أن يعاد للإسلام عزته نريد أن يظهر فينا قائداً مسلماً كصلاح الدين يوحد المسلمين تحت راية الإسلام النقية التي يقول أصحابها " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " ويطهر هذه الأمة من دولة الرفض المبتدعة الكاذبة التي تدعي الإسلام وهي أشد أعدائه ويحرر بلاد المسلمين اليهود والصليبين ويردهم إلى كيدهم خائبين ، عد إلى رشدك قبل أن تدعو الناس إلى هذا ، وكن رشيداً كما تدعي فإن مركباً مثل مركبك ليس إلا مركباً للقنوط والتيه ، وإن شخصاً مثلك لن يكون جزائه إلا جزاء مجير أم عامر . |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||