تعطلت سيارتنا ونحن نتوجه الى بغداد  في منطقه يقال لها تلول الباج ولحسن الحظ ان الليل لم يخيم حتى راينا من يسحب سيارتنا وينقلنا الى اقرب مدينه ( بيجي).وصلناها والاذان يرفع في جامع الفتاح فقررنا ان نصلي العشاء فيه

غادر الجميع سوايا فتوجهت الى اقرب مطعم وهناك جلس بقربي شخص في الستين من عمره وشعرت اني اعرفه فسالني من اين انت فقلت له من مدينه الحله فقال لي وجهك غير غريب عني. فقلت له ربما التقينا في ايام العسكريه فتلك الايام كم جمعت ناس وكم قربت بين العراقيين بل كم كانت خلال ايامها الزيجات بين مختلف طوائف العراقيين فقربت الطوائف وجعلت العراقيين اهل بحق وحقيقه .

وهنا دار الحديث عن امر لوائي العقيد الركن سلطان هاشم والذي اصبح لاحقا وزير الدفاع العراقي فابتسم وقال لي الاخ الجالس معي واسمه ابو زيد لقد عملت مع السيد الوزير مرتين مره كنت ملازم اول ومره كنت عميد فقلت له اذن انت عميد يا ابو زيد؟ فقال لي انا لواء متقاعد احلت للتقاعد قبل احداث الاحتلال . فدار الحديث في عده مواضيع وكان كل من اساله عنه من الرجال المتميزين من القاده والضباط الكبار وعلماء التصنيع العسكري يبتسم ويقول لي  فلان خارج العراق او معتقل او استشهد او... وحينها شعرت ان العراق  قد فرغ من  رجاله وحينها فهمت لما لا تستطيع حكومه العراق الحاليه ان تنهض بنفسها والشعب. فكيف لها ذلك  وهي لا تملك العقول المفكره والرجال المنفذون بفكر وتعقل من من يعرفون الاوضاع ويفهموها ويعرفون كيف يضعون كل امر في مكانه... انتهى اللقاء وكانت الساعه تقترب من الثامنه حينها قررت التوجه الى مدينة تكريت كي اجد لي فندقا اقضي به الليله .

هاي هي الامور تتازم وباتت صعبه جدا وللاسف ان رجال العراق وعقوله يستفاد منهم خارج الوطن او يعانون  معاناة الاعتقال في سجون الحكومه او المحتل لربما لانهم فقط ابدوا رايهم بالحكومه العميله او اعلنوا رفضهم للاحتلال والا فكيف يسجن مهندس خبير فقط لانه كان مسوؤل في الدوله وليس الحكومه الوطنيه او يهجر طبيب لانه كان كفوء ويعمل في مستشفى للرئاسه او القاده العسكرين ؟ ان هذه الحكومه انما تعاقب الشعب لانها حرمته من رجاله وابنائه ولعل هذا ماتريده ايران الملعونه وتوجه رجال مخابراتها في اداره العراق بهذا الاتجاه وهذا مانراه في افعال الجلبي وموفق الربيعي والحكيم والمالكي واسفا ان نكون بهذا المستوى الملعون.

نعم فا انا قد شعرت بالم اهلي في العراق خلال زيارتي للوطن التي ستستمر لشهر اخر  وتاكدت من زيف وكذب الفضائيات التي تتحدث عن استقرار الامن وعن الديمقراطيه المزيفه وعن ارتياح الشعب المدمر  ولا اخفيكم اني قمت باستبيان عن اراء الشعب في كردستان الذي ابدى استياءا من الوضع السياسي اكثر من اهالي بابل وقمت بتسجيل اقلام وتوثيق صور لافضح هذه الحكومه العميله الخسيسه.وحسبي الله ونعمه الوكيل.