قال لي وهو يحدثني : انظر إلى الاستقرار وقد عاد من جديد يخيم على المشهد العراقي وبعودته انحسرت معه كل الأعمال القتالية والإجرامية من قتل وخطف وتدمير واستهداف بالباطل لأرواح البشر, انتظرت و لم أعقب لاستشف فحوى كلام صديقي , فاستطرد قائلا لقد مالت كفة القوى لصالح حكومة الاحتلال وأمسكت قوات العملاء بزمام الأمور ويبدو أن قوات المقاومة المسلحة قد اندحرت أو وصلت لحالة يرثى لها لا تستطيع من بعدها التأثير في الساحة العراقية ,قلت ما دليلك قال لم نعد نسمع بعملياتهم كالسابق ,ثم أنهى كلامه بالسؤال العراقي المختصر ( مو ؟) يبتغي تأييد كلامه قلت : تعال لنحلل ما قلت قاطعني قائلا نحلل ماذا ألا تسمع ألا ترى الأخبار ,قلت رويدك يا صديقي ودعنا نخرج من حالة التلقي والخنوع التي تحاول القنوات الإخبارية العميلة للمحتلين والخونة أن تدسها في عقول البشر ..أولا غالبية القنوات التلفزيونية العراقية مسيرة وموجهة من قوات الاحتلال والخونة عملاء إيران من عنصريين و عقول تربت منذ الصغر لتكون أدوات تنفيذ  عمياء  وهؤلاء لا تلومهم كثيرا لان الملام هم آبائهم كما يقول نبينا الأمين (ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ) فهؤلاء تربية مجوسية,, المتعة لديهم  كانت حتى في قتل إخوانهم من العراقيين ولو أسهبت في  شي من التفصيل عنهم لخرجنا من موضوعنا  .. إذن فالسبب في أولا  انك لم تعد تسمع أخبار الفوضى الإجرامية من قتل وسرقات وخطف وانتقام ظالم هو قيام تلك القنوات تنفيذا وبأمر من المحتل للتوقف عن نشر مثل هذه الأخبار كي يتناغم مع الأوامر التي صدرت للمجموعات الخاصة المجرمة عملاء  المجوس من قتلة الشعب العراقي كي يقال ها قد عاد الهدوء للعراق , أما ثانيا فانك قلت إن قوات المقاومة المسلحة قد اندحرت والسبب  يعود لأنك لا تسمع أو ترى غير هذه القنوات العميلة وما عليك إلا أن تتصفح مواقع المقاومة المسلحة والرافضة للاحتلال لترى زخم المقاومة المسلحة الحقيقي وعملياتهم البطولية و قد توجهت إلى المحتلين وقيادات الخونة بعدما كان الطابع الثأري هو السائد في الشارع العراقي نتيجة القتل على الهوية وحينما انسحبت قوات الغدر والإجرام إلى قواعدها في إيران وفي جحورها وانتقل القتل على الهوية من يد تلك المجاميع الإجرامية ليسلم بيد الجيش والشرطة باسلوب آخر بحجة أنهم مطلوبين وباسم القانون تسمع إلقاء القبض على أشخاص لا تعرف مصيرهم ولا أين وماذا يفعل بهم وهم يمارسون هذه المرة  إجرامهم باسم القانون .! إذن المقاومة موجودة ومستمرة وأصبح هدفها الرئيسي التصويب على المحتل بصورة اكبر وبهذا فإنها وجهت عملياتها ضد المحتل ما دامت قوات العملاء لا تتعرض لهم ولكن إذا ما تعرضت هذه القوات العميلة للمقاومة ووقفت ضدها تحمي الأمريكان و المجوس المحتلين فلا يلومن المرء إلا نفسه ..

المقاومة المسلحة العراقية بخير ما دامت هي منيعة ضد مغريات المحتل والعملاء حكام السلطة الخضراء, وهذا هو الخطر الأكبر الذي ممكن أن تقع فيه المقاومة وهو الرضوخ للإغراءات التي يقدمها المحتل وخونة السلطة ولله الحمد الجميع يرى وقوف المقاومة موقف الند والرافض لتلك الإغراءات الجوفاء و المقاومة رفضت وضع يدها بيد الخونة والعملاء لأنها تعلم جيدا أن ذلك هو الخطوة الأولى لانحراف المقاومة عن هدفها واندحارها ومن ثم تحويلها إلى تابع ذيلي واكبر دليل حي على ما أقول هو ما يسمى بقوات الصخلة عفوا اقصد الصحوة كما يسمون كان غالبيتهم من المقاومين وحين سال لعاب أكثريتهم للمادة ومغريات السلطة تحولوا إلى قتلة لإخوانهم من المقاومين الرافضين للخنوع  للمحتل ولبسهم وسيلبسهم العار مهما  عاشوا ما لم يعودوا لجادة الصواب وهذا أول شرط سيتم طلبه من أي فصيل يركن لمغريات المحتل وهو أن يغدر بأبناء بلده الشرفاء ممن يقاتلون المحتل, لا عليك بما يدعون من أنهم أعادوا الأمن لمدنهم فكثير منهم كان هو من يقوم بهذه الأعمال وتم إسكاتهم مقابل مبالغ مالية تسمى رواتب ! و الهدوء لم يعد لمدن العراق إلا بعدما تم سحب قوا ت الغدر والإجرام عملاء المجوس  والأمريكان وتوقفهم عن الاستمرار بإعمالهم الإجرامية الشنيعة .. واذكر قوات الصحوة بشعر سطيح حين انشد يقول :

ولا تلبسوا صدق الأمانة بالغدر   عليكم بتقوى الله في السر والجهر
إذا ما عرته النائبات من الدهر    وكونوا لجار الجنب حصناً وجنة

و لا يمكن لأي مقاومة أن تحدد تاريخ معين للتحرير وتنجح في مسعاها 100% ولم نرى في التاريخ ذلك أيضا , لكن من حق المقاومة وفق نظرتها وتحليلها أن تحدد تاريخ فرضي للتحرير وفقا لمعطيات كانت تراها في وقتها إلا إن الإحداث  و الظروف قد تقلب الموازين فتؤجل من عملية التحرير إلى اجل مسمى آخر ..وذلك ليس عيبا تقع فيه المقاومة للأسباب التي ذكرتها وعلى ضوء ما قلت فالحمد لله على بقاء المقاومة المسلحة في العراق شامخة الرأس تقارع في علوها جميع مقاومات الشعوب الحقيقية التي عمدت لتحرير بلدها من المحتل إذا  لم نقل تعلوها بسبب الميزة الفريدة التي تكون وتشخص عملها .

قال ولكن تحرير العراق أصبح صعب المنال ..قلت يا صديقي العزيز الم تستمع إلى حكاية المعلم والطلاب قال لا هاتها قلت : في زيارة تفتيشية لأحد مدرسي اللغة العربية  وقف الطلبة موقف غريب من المعلم فقال احد الطلاب يا أستاذ , اللغة العربية صعبة جدا و لا نستطيع فهمها وما لبث أن أيده جميع الطلبة وكأنهم  حزب معارضة من نفس تربية المجوس الذين ذكرناهم أعلاه ,المهم قال المدرس حسنا لا درس اليوم للعربية وسنلعب لعبة بدله  وقف الجميع متحيرا ومتفاجئا وخصوصا المفتشين ,رسم المعلم زجاجة ذات عنق ضيق ثم رسم بداخلها دجاجة وسأل من يستطيع أن يخرج الدجاجة من القنينية من غير ما يكسرها أو يقتل الدجاجة ..احتار الجميع وباءت جميع المحاولات بالفشل ثم قال احد الطلاب أستاذ قل لمن وضع هذه الدجاجة في القنينة أن يخرجها بنفسه .. ضحك الجميع ولكن المعلم قال صح هذا هو الحل فمن وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها وكذلك أنت يا صديقي .. لأنك تستمع لتلك المحطات أدخلت في عقلك غير الحقائق كاندحار المقاومة وعودة الهدوء الزائف نتيجة القضاء على المقاومة  ومهما حاولت اشرح لك خطأ ما تقول فاني لن انجح وأنت وحدك تستطيع إخراج هذه الأفكار المسمومة من راسك لأنك من ادخلها بمساعدة تلك القنوات الفضائية ..  ففي قراءة مبسطة لما يجري في العراق نجد أن الفسحة الزمنية التي ينعم بها الشعب بهذا الهدوء ولو انه مصطنع فانه لن يدوم و لابد  أن يخرج من عقله الخضوع والاستسلام للمحتل وأذنابه  وأكاد أقول جازما بلا بد وان تعود الفوضى ولو بشكل آخرلانها من خصائص المحتل والخونة  ولا بد وان يكتشف الشعب  الإجرام الحاصل الآن باسم القانون ولا بد أن تتصادم  المصالح الأنانية بين من جاء بهم المستعمر وتظهر على السطح وسينكشف الجميع وللأسف سيقاسي الشعب مرة أخرى, من أمور ليست بالضرورة نفسها لكن رويدا رويدا سيخرج الجميع تلك الدجاجة من الزجاجة ويعود الإصرار لتحرير العراق بالوسائل العسكرية فيزيد زخم المقاومة المسلحة البطلة الصامدة  ويزداد التلاحم والوحدة فيما بينها وتكبر الروافد لتغرق المحتلين والخونة ويعود العراق حرا بشعبه الأبي آمين يا رب العالمين .