جمهورية العراق

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية

الوطنية العراقية

 

 

العـــدد :
التاريخ :  ٠٨ / ٠٤ / ٢٠٠٩
 

مع وزير الداخلية ليلة ٦ / ٧ نيسان نستطلع الميدان

 

 

شبكة المنصور

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية الوطنية العراقية

 

اجتاحت بغداد العروبة يوم 6/4/2009 موجة من التفجيرات زاد عددها عما اعلنته اجهزة السلطة ووسائل الاعلام وكذلك كان عدد الضحايا من الشهداء والجرحى اكثر مما اعلن من قبل الاعلام والجهات الحكومية التي سبق لها وان اصدرت تعليمات مشددة بصدد عدم اعطاء الاحصائيات الدقيقة عن عدد العمليات المسلحة وخسائرها التي تحدث في بغداد والمحافظات .

 

ونتيجة تلك الموجه من التفجيرات التي هزت بعنف السلطة واجهزتها الامنية بمختلف مسمياتها فقد خيم جواً من الهلع والخوف والارباك والذهول عليها ، فأصبحت عاجزة لا تدري ما تفعله لتدارك الموقف الامني المطلوب  ، وماهي الكيفية المناسبة التي ينبغي تداركها للمحافظة على مواقعها الوظيفية على اقل تقدير  , وكذلك الحال مع الاجهزة المدنية الاخرى التي اصابها الارباك  والتخبط .

 

ان ماجرى يوم 6/4/2009 هو يوم دامي فضح تخرصات (المسؤولين) الدجالين الكذابين وادعاءاتهم عن الوضع الامني  (المستقر) في العراق فهم في حيره من الامر رغم التعتيم الاعلامي المفروض على واقع الحال لامتصاص غضب المواطنيين والضحايا  .

 

ولكي نسلط الضوء عن كثب على ما يجري في بغداد والمحافظات فلابد ان نكون على مقربة من وزير الداخلية لانه الاقرب في هذا المضمار  . ونقف عن كثب لما يجري في اروقة الوزارة ونتعرف على الفاعل الحقيقي الذي دبر موجة التفجيرات ونسمع من افوه المعنيين   وتتاح لنا الفرصة لكي نقلب اوراقهم وملفاتهم  ...

 

لان هؤلاء لا ينطقون بالصدق ولا يقولون الحقيقية ولايقدرون شرف المسؤولية ...

  فقد هيئنا الفرصة المناسبة ووفرنا الغطاء المناسب لهذه ( الصحبة ) ومرافقته بعد ان أنهى اجتماعاً امنياً في المنطقة الخضراء وكان يروم الذهاب الى مقره في بناية وزارة الداخلية المسمى  ( المقر 2000 ) المقر الخاص جداً للوزير بعد ساعات الدوام الرسمي  .

 

صعد وزير الداخلية سيارته في المنطقة الخضراء ضمن رتل طويل يزيد على اربعون سيارة منها المصفحة ومنها الاعتيادية وقبل ذلك ارسل المعنيون عن حمايته  اشارات ونداءات لمجاميع اخرى لغرض تأمين الطريق من المنطقة الخضراء الى مقر الوزارة مروراً  بجسر الجمهورية ثم ساحة يونس السبعاوي فمبنى الوزارة ، كان الرتل المدجج بالاسلحة المختلفة وبعناصر حماية مدربة يحتمل انها تابعة لاحد  الشركات الامنية مهيىء للحركة  ...

 

انطلق رتل  السيارات بسرعة نحو الوزارة وماهي الا دقائق حتى وصلنا الى مكتب الوزير ( المقر 2000) والكل كان يترقب بحذر شديد ما سيحصل بهذا او بذاك فالوضع متوتر تخيم  الهواجس على نفوس من كان معنا في الرتل او هنا في المقر الخاص .

 

 وفور  دخول الوزير مكتبه  أجرى مدير مكتب الوزير والعاملين معة اتصالات مكثفة للتأكيد من ان الاوامر الانذارية وزعت على تشكيلات الوزارة ووضعت موضع التنفيذ ومنتسبي الوزارة ودوائرها بالانذار من الدرجة (ج) ، كما جرى التأكيد على كافة الوكالات المرتبطة بالوزير من انها اتخذت كافة الاجراءات التي تلزم عناصر الوزارة بواجباتهم خشيةًً من التملص والتهرب من اعمالهم لان الوضع الاداري على مايبدو غير منضبط بين المادون والمافوق  .

 

كان جو العام بين الحاضرين في المكتب يتسم بين صمت مطبق وبين ضجيج عال وارباك واضح ،  وفي هذا الجو حضر مدير عام العمليات الوطنية والناطق الرسمي بأسم الوزارة اللواء الركن عبد الكريم خلف وهو يحمل معه عدة ملفات ...

 

بعد مداولة استمرت بحدود خمسة عشر دقيقة داخل غرفة الوزير ، وصل  شخصين امريكيين يظهر انهما مسؤولان عن اعمال وزارة الداخلية ودخلا مباشرة غرفة الوزير ايضاً وكان الوضع مشحوناً بالتوتر ...

 

 بعد برهة وجيزة صدرت التعليمات الى مدير مكتب الوزير والعاملين معة بالاتصال برؤوساء الاجهزة الامنية ممن يسمونهم  ( قادة الشرطة وامروا الوية الشرطة الوطنية من المغاوير في جانبي الرصافة والكرخ ومدير عمليات بغداد ومديري عمليات الرصافة والكرخ ومدراء تشكيلات الشرطة الاخرين ) وطلب منهم الحضور الى مقر الوزارة حالاً ، في هذا الوقت كان صوت الوزير يخرج من غرفته وهو يتحدث مع اخرين ويبدي انزعاجه الى درجة كبيرة من تصرفات بعض السياسيين في احزاب السلطة المتنفذة  ومما سمع من الحديث فقد وجه تهماً محددة الى مجاميع كانت لوقت قريب في حاضنة تلك الاحزاب وهي وافدة من ايران بعلم احزاب السلطة ورعايتها اليومية  وقد استنتجنا من تلك المكالمات اضافة للحديث الذي دار في غرفة مدير المكتب ومن حضر من ( مدراء الشرطة ) ان الاشخاص الذين تحدث معهم الوزير هم علي الاديب من حزب الدعوة و حميد رشيد معله من المجلس الاسلامي الاعلى  .

 

في هذه الاثناء بدء وصول المدراء الذين تم استدعائهم الى مقر الوزارة وكانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل وقد بدت على هيئتهم حالة الارباك والوهن والخوف والتردد وهم يحملون معهم اجندتهم الشخصية و ملفاتهم وبعد وقت قليل وصلت اشارة لمدير المكتب حول ادخال هؤلاء حسب اسبقية وصولهم الى غرفة الوزير وبعد برهة سمع صوت الوزير منفعلاً وخرجت عبارات التعنيف والتوبيخ وقسم اخر صدرت بحقه اوامر اعتقال فورية اقتيد على اثرها الى المعتقل او مكان الحجز وصدرت ايضاً اوامر اخرى بتشكيل مجالس تحقيقية بحق عدد من( مدراء الشرطة وضباطهم ) ولاسيما من الذين وقعت في مناطقهم تفجيرات سواءً بالسيارات المفخخة او العبوات الناسفة .

 

وفي خضم هذا الجدل والاخذ والرد كان هناك من يدخل ويخرج ويحمل ملفات او يقدم برقيات عن مواقف معينة من مختلف محافظات القطر وكأن هذه الليلة قد جرى فيها ما جرى ( هل هناك ثورة شعبية ام عصيان مسلح ام ماذا جرى في مناطق العاصمة بغداد ) .

 

ولكن عندما تتفحص وجوه من يتواجدوا حولك ترى الجميع مهزوزين مرتبكين الا قليلاً اصطنع رباطة الجأش والمحافظة على توازنه الشخصي وقد تستنتج من هذه الحالة التي تعيش ادق تفاصيلها يبدو لك انهم مجرد جنود شطرنج لا يستطيعون القيام بأي فعل مميز وهم دمى تحركهم اوامر من خارج مقر الوزارة او وحداتهم التي ينتسبون اليها وان الوزير يقع بين سندان السلطة والاحزاب المتنفذة ومطرقة القوات الامريكية وضباطها الذين يديرون الوزارة في واقع الحال ولكن على الرجل ان يداري وضعه الوظيفي حيث يبدو من خلال المعايشة الميدانية ان الرجل  ماهو الا اداة تنفيذ لا اكثر ...

 

في هذا الوقت سمع اذان الفجر ليوم 7 /4 /2009 وهو يرتفع في الافاق وهنا شعرنا بالتعب والنحول  وما بقى لا نتمكن من متابعته وما علينا الا ان نؤدي صلاة الفجر ونخلد الى النوم بعض الوقت فغادرنا المكتب بهدوء وصمت نبحث عن مكان مناسب في مبنى الوزارة ... 

 

رابطـــة

ضبـــاط ومنتسبـــي الاجهـــزة الامنيـــة الوطنيـــة العراقية

بـغــــداد - الـعـــراق

 

 
كيفية طباعة المقال
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م