لم يحلم العرب في كل تاريخ كينونتهم الانسانية بشيء قدر حلمهم بالوحدة.
ولم يشهد تاريخ العرب تآمرا متواصلا على شيء في حيثيات حياة العرب قدر
التآمر على فكرة الوحدة والسياسات الوحدوية والتجارب الوحدوية. ولذلك
كانت أكبر مؤامرة على وحدة العرب هي تلك التي جلبت اليهود
والايديولوجية الصهيونية لتدق اسفينا في قلب العرب والعروبة تاريخا
وجغرافية وطوبغرافيا بتاسيس الدولة الصهيونية المسخ.
لذلك فوحدة اليمن تُستهدف اليوم ليس لتقويضها لا سمح الله كتجربة اعادت
تشكيل الجسد اليمني الواحد منتصرة على التمزيق الموجع لهذا القطر
العربي الكريم والهام بكل معايير ومقاييس الاهمية للوجود العربي بكامله
فقط, بل لغرس سكين اخرى في روح الوحدة وتوجهات العرب اليها ولحفر نفق
مظلم آخر في الوجدان العربي يعمق مأزق الوحدة فكرا وتطبيقا ويزيد
الايحاء الظالم بعبثية التفكير والتطبيق الميداني للوحدة. فوحدة اليمن
هي التجربة الانجع والاعمق والانجح في تاريخ العرب الحديث والتي تصلح
للقياس الميداني المتألق بمباهج النجاح والديمومة باذن الله .
وحدة اليمن أمُُ عربية مسلمة متفردة الفضل والفضيلة على ابناء اليمن
قاطبة وابناء العرب عموما, ان يتغنوا بعظمتها وجلال هيبتها وان
يعاملوها على اساس انها أُمْ ..كائن حي قد يصاب بالزكام حينا وقد يقصّر
هنا او هناك .. قد يزدهر ويتألق بالعطاء زمنا وقد يخفق هنا او هناك في
بعض وحدات زمن آخر فتلك هي سنة الحياة بكل روافدها ... غير انه كيان
يقوم على راسيات جبال اليمن الحبيب وسهوله المزروعة بالموز واليوسفي
والطماطم والبر وطيبة الاهل وحكمتهم وحرية الانسان التي لا يقدر احد
على التجاسر عليها.
نحن نتمنى وواثقون بان اليمن بكل ابناءه دونما استثناء يتعاملون مع
مشاكل البلد وظروفه المختلفة على انها اطار حياة طبيعية وهم جديرون
وقادرون على احتواءها وعبور بعض مطباتها. وهم يدركون بعمق ان ثمة اياد
تمتد من خارج الوطن اليمني المفدّى لتعبث بأمنه واستقراره على امل ان
تنال خاسئة من وحدته او ان تنال من ثوابت وجودها الازلي باذن رب العزة
. واطراف الفتنة هنا معروفون وثمة تشابه كبير وكبير جدا بينهم وبين
اؤلئك المنحرفون المرضى الذين جاءوا بالاحتلالات والتمزيق البغيض عرقيا
وطائفيا للعراق . وابناء اليمن وقيادته الحكيمة يفقهون اللعبة واطراف
الربط بينها وهم من الشجاعة والحكمة الكافية والجديرة على قبر المؤامرة
مع الجهد الضروري للتغلب على مصاعب الحياة الطبيعية والتي يواجهها
اليوم كل العالم بما فيه الدول الغنية . ويقينا ايضا ان ابناء اليمن
الاجاويد الكرام يعرفون ان وحدتهم قد صارت نبضا عربيا مسلما يعز عليهم
ان يفجعوننا ببعثرة انتظامه الحياتي.
ونحن كعرب نعشق الوحدة العربية ونفتخر ونتباهى بوحدة اليمن الحبيب،
نستنكر اصوات واقلام الانفصال المقيتة وندعو اعلام الامة وكتابها
ومثقفيها الى الوقوف بوجه موجة التآمر على وحدة اليمن وندعوا اقطار
الامة وانظمتها مساعدة اليمن على تخطي الصعاب والمشاكل الاقتصادية
والاجتماعية التي يحاول البعض الضرب على اوتارها لدق طبول الانفصال.
لكي تبقى وحدة اليمن الحبيب نموذجا يقتدى به وبرهانا اصيلا على ضرورة
وامكانية تحقيق حلم العرب المسلمون.
تحية لكل ابناء اليمن السعيد بأعياد الوحدة والدعاء صادق الى المولى
العلي القدير ان يحفظهم بكل احزابهم ورؤاهم وتوجهاتهم المؤمنة باليمن
الواحد. وان يحفظ تجربتهم الديمقراطية المتفردة.
تحية الى قيادة اليمن الحكيمة بمناسبة احتفالات الوحدة العظيمة واصدق
المنى بالتوفيق في تنفيذ ارادة الشعب اليمني العظيم في الازدهار
والتقدم.
|