يقال ان الافعى تغير جلدها ولونها تبعا للظروف ، و العميل يغير توجهاته
تبعا لمن يدفع اكثر، والانتهازي يهتف للقوي ، والعبد يتبع السيد حتى
وان كان هذا السيد جائرا ومتجبرا، والجبان .........الخ ، اما البعثيون
فلهم حكاية اخرى ، فهم السادة وغيرهم العبيد وهم الصقور الذين يجدون
الافعى مهما تغير لونها وجلدها ، وهم من هتف لهم الانتهازيون وتذلل لهم
الجبناء صاغرين على مدى الزمن الممتد منذ تأسيس هذا الحزب العظيم الى
يومنا هذا ، اقول ذلك استنادا الى تجربة حياتية عايشتها وعايشها غيري ،
فاسم البعث وحده يعني ارتعاد فرائص العملاء والخونة ويعني الامل في
الحرية والسيادة والكرامة والامان بالنسبة لابناء شعبنا الشرفاء ، تحية
والف تحية للبعث والبعثيون في ذكرى التاسيس.
عرف العالم البعض من التسميات التي اطلقت على الديانات السماوية جريا
وراء التسميات التي اطلقت على الديانات الاخرى مثل البوذية والزرادشتية
...الخ ، حضت تلك التسميات بموافقة البعض واعتراض البعض الاخر وبالذات
في العالم الاسلامي الذي اعتبرها ذم وقدح وتصغير بحق تلك الديانات ،
فالموسوية تعني الديانة اليهودية والمسيحية فتعني الديانة النصرانية
وتسمية المحمدية تعني الديانة الاسلامية والتي يتداولها الغربيون على
نطاق واسع، استنكر المسلمون على مختلف طوائفهم تلك التسميات للاسباب
المذكورة وغيرها يعرفها رجال الدين ، اما ابناء الديانات الاخرى فلا
اعرف ان كانوا قد اعترضوا على تلك التسميات ولاننا نعرف ان ابناء
الديانة اليهودية اطلقوا على انفسهم اسرائيل والتي تعني نبي الله يعقوب
عليه السلام، لم يعترض ابناء الديانة الاسلامية على ان تطلق تسميات
الفقهاء الاجلاء على المذاهب الاسلامية التي يتبعوها والتي فسرت
الاسلام الحنيف فقهيا بالاوجه التي عرفناها وهي الجعفرية نسبة الى
الامام الصادق والحنفية نسبة الى الامام النعمان والشافعية نسبة الى
الامام الشافعي والحنبلية نسبة الى الامام حنبل والمالكية نسبة الى
الامام مالك.
ان العصر الحديث حمل لنا تسميات متعددة لقادة اطلقت اسمائهم على
الاحزاب التي قادوها ، فاعضاء الاحزاب اعتقدوا ان هؤلاء القادة هم
الاقدر والاجدر على ترجمة افكار الحزب الى الواقع العملي اي نقل
النظرية الى التطبيق العملي ومن هذه التسميات ، الناصرية التي اطلقت
على القائد العربي جمال عبد الناصر واللينينية نسبة الى فلاديمير لينين
والاستالينية نسبة الى جوزيف ستالين والماوية نسبة الى ماو
تيسونغ...الخ وقد تقبل الناس هذه التسميات بدون اي نوع من انواع
الاعتراض على اعتبار انها تسميات في مكانها الصحيح ، وهنا لابد ان نذكر
بأن القادة السياسيون والدينيون من قبلهم الذين اطلقت تسمياتهم بجانب
مذاهبهم واحزابهم للدلالة على احزابهم او مذاهبهم ولانهم كانوا قد حضوا
بمكانة رفيعة في مجتمعاتهم وفي الزمان الذي عاشوا فيه وفي وسط المريدين
، وعلى العكس من ذلك القادة الدينيين والحزبين الفاشلين والمجرمين
الذين قادوا شعوبهم عبر الخيانة والعمالة فأنهم مروا على الدنيا
كالفقاعات ولم تذكر اسمائهم والمثال على ذلك هتلر وموسوليني ...الخ
فاالنازية تطلق على الحزب الذي قاده هتلر والفاشية تطلق على مجموعة
موسوليني.
اعتراض المسلمين على ان تنسب الديانات لانبياء الرحمة جاءت بسبب انهم
لاينطقون عن الهوى اي انهم ينقلون الكلام الذي اراد الله جل جلاله ان
ينقلوه الى عباده وبالتالي فهم لم يقوموا بالتفسير والترجمة كما يفعل
العلماء في الازمنة المتأخرة وهذا هو اعتقادي الشخصي فالانبياء عليهم
السلام لايحرفون او يزيدون او ينقصون من كلام الله وبالتالي فالديانات
هي من عند الله وتنسب اليه ، اما ماهو دنيوي فينسب الى البشر ولكن اي
بشر هذا الذي يطلق اسمه على الاعضاء المنتمين الى الفكر الذي امن به
واتبعه ، لابد ان يكون هذا القائد متميزا عن غيره من الاعضاء الاخرين
في الحزب ، وجاء بشيء جديد مبدع وهذا ماينطبق على الرفيق المؤسس احمد
ميشيل عفلق رحمة الله عليه وقائدنا الشهيد فهما من القادة القلائل في
العصر الحديث من الذين قدموا ماهو مبدع متميز في مجال النظرية والتطبيق
ولكن انصارهم ومريديهم لم يفكروا بأن يقولوا بانهم عفالقة او صداميون
واعتقد ان السبب في ذلك هو ان اعضاء حزبنا العظيم حزب البعث العربي
الاشتراكي لم يطلقوا هذه التسميات ايمانا منهم بأن المباديء هي الاساس
وليس بالاشخاص ولانهم ورثوا هذا عن التراث العربي الاسلامي المجيد، ان
القائد عندما يناضل ويكافح ويجاهد في سبيل تحقيق ما امن به لايقوم بذلك
لهدف شخصي او حبا بالذات او ليخلد نفسه بل لانه يتفانى في الافكار التي
امن بها كما هو الحال بالنسبة للعربي الذي يذوب في حب القبيلة والدفاع
عنها ايام الخطوب.
اطلق الاعداء من الخونة والعملاء الاقزام على ابناء البعث العظيم تسمية
العفالقة اوالصداميون وهم على حق في ذلك رغم ان حزب البعث العربي
الاشتراكي لم يعرف الاجنحة كغيره من الاحزاب ،( حمائم وصقور دجاج وديكة
يسار ويمين محافظين وغير محافظين) ، فتجربة العمل الحزبي في صفوف البعث
العظيم علمتنا ان العضو الذي يحيد عن المنطلقات النظرية للحزب ومشروعه
العروبي النهضوي والايمان بالكفاح الشعبي المسلح طريقا لتحرير الارض
والانسان يسقط كما تسقط الاوراق الصفراء من الشجرة الخضراء اليانعة وهي
تواجه رياح عاصفة ، مر علينا الكثير من اعضاء الحزب الذين انتهت حياتهم
الحزبية غير مأسوف عليها ولان الايام اثبتت انهم كانوا مرضا سرطانيا
لولا استئصاله لما وصلت القيادة الشرعية للحزب الى ماوصلت اليه من موقف
رجولي شجاع لم يعرف عالم اليوم مثيل في وقوفها بوجه قوى الشر والجبروت
والصلف الامريكية وحلفائها ومن قبلهم المجوس الجدد والكيان الصهيوني
فقيادة البعث لم ولن تساوم على المباديء رغم كل المغريات التي قدمت
ورغم كل المخاطر والخطوب التي تعرضت لها والتأريخ يشهد لها وسوف يشهد
لها بذلك رغم انوف الحاقدين الاقزام فموقفهم يذكرنا بموقف المصطفى
صلوات الله عليه وهو يرفض عرض قريش عليه عبر عمه وبالحسين عليه السلام
وهو يواجه جيوش يزيد بقيادة عبيد الله بن زياد وطارق بن زياد عندما حرق
السفن والذي بات معروفا ، والشاعر يقول (اما حياة تسر الصديق واما ممات
يغيض العدا) ، فهذه القيادة البعثية تستحق الخلود . .
الكل يعرف الدور الذي قام به الرفيق احمد ميشيل عفلق والشهيد صدام حسين
عبر مسيرتهما النضالية في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ومن لم يعرف
نذكره بقرار تأميم الثروات النفطية في العراق وبيان الحادي عشر من اذار
ومحو الامية وفي دك الكيان الصهيوني بصواريخ الحسين والعباس وبالتنمية
الشاملة في كل الميادين وبناء الجيش العراقي الباسل بناء استطاع من
خلاله ان يشارك العرب حروبهم مع الكيان الصهيوني وانقاذه لشرف دمشق من
دنس والمنجزات تطول ومن الصعب علينا احصائها ، لكل ماتقدم يستحق ان
نطلق على من اسسس البعث ومن التزموا بنهجه ومنجزاته وتطلعاته
المستقبلية ( العفالقة ، الصداميون ) ، وهنا نذكر بأن العفالقة هم من
استلهم فكر القائد المؤسس والصداميون هم من استلهم فكر القائد الشهيد
صدام حسين لذلك فأنهم لايساومون على المباديء كما كان ولايزال قادتهم .
ان رجال البعث هم رجال عفلق ورجال الشهيد صدام حسين وهم اليوم رجال
المجاهد عزة الدوري وهم ابناء الصولات الجهادية العزوم الذين يكبدون
المغول الجدد وعملائهم السم الزعاف بالوقت الذي يتحدث العملاء عن
المصالحة والمساومة التي تجري خلف الكواليس وهم يعرفون جيدا ان رجال
البعث العفالقة ، الصداميين ابعد مايكونوا
عن هذه التفاهات التي يتحدث ويروج لها الامريكان وعملائهم، وان طريقهم
الذي رسمه القائد الشهيد والمجاهدة عزة الدوري اطال الله في عمره واضح
ولم يحيدوا عنه، فاما النصر او الشهادة .
ان النهج البعثي الذي وضعه القائد الشهيد للمقاومة التي يقوها البعثيون
في العراق لمواجهة المحتلين والعملاء والجواسيس الذين ارسلتهم
المخابرات الصهيونية والفارسية لقتل ابناء العراق بكل مشاربهم ولتدمير
البنية الاجتماعية في العراق، فالبرنامج المرسوم هو التصدي بكل الوسائل
العسكرية والاقتصادية لهؤلاء ولم تعرف الخطة الموضوعة والتي تنفذ بدقة
لاتعرف المساومة والخنوع او التنازل عن اي من المباديء التي جاء بها
حزب البعث العربي الاشتراكي ، رغم تخرصات الخونة واعلامهم المشبوه .
اخيرا وليس اخرا فليعرف العالم ان البعثيون ، العفالقة ، الصداميون
كلمات نفخر بها نحن ابناء العراق الاصلاء ، والبعثيون ابعد مايكونوا عن
المساومات الرخيصة ، والبعثيون عاقدين العزم على احدى الحسنيين اما
النصر او الشهادة
، والبعثيون هم من سيعلم العالم مامعنى المقاومة كما علمهم حامورابي
القوانيين ومامعنى المباديء كما علمهم الحسين على ارض العراق ومامعنى
الوفاء للقائد ومامعنى الرجولة والشهامة فالبعثيون يلتزمون بقول الله
جل جلاله ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من
ينتظر ومابدلوا تبديلا )، النصر قادم
وهواقرب لنا من تخيلات الخائبون المريضة ، والايام بيننا
( وسيعلم الذين كفروا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ).
|