|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
سنحتفل بيوم تطهير العراق مثلما نحتفل اليوم بتطهير الفاو من الانجاس الفرس الخمينيين الكسرويين |
||||
|
||||
شبكة المنصور |
||||
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا | ||||
هذا اليوم درة على رأس كل عراقي... تضاف إلى الدرر المزينة لرؤوس العراقيين جميعا... ففي تاريخنا المشرف العظيم عشرات الذكريات التي يجب أن نفتخر ونعتز بها.... ونرفع رأسنا عاليا حينما يقول الواحد منا عن نفسه: أنا عراقي... وحدث هذا اليوم من الاحداث المشرفة للعراق وللعرب جميعا... إنه اليوم الذي طهر فيه رجالنا الاشاوس النشامى الشجعان قطعة من أرضنا الغالية المقدسة..... طهروا الفاو العزيزة الغالية على قلب كل عراقي... طهروها من نجاسة الفرس الكسرويين الخمنيين الانجاس... بعد أن عاثوا فيها دنسا وفسادا ورجسا...
في يوم تحرير الفاو هرب الفرس الخمينيين مثل الخنازير الهائجة التي ترى الاسود والذئاب... فمعلومكم أن الخنازير حين تتواجد في أرض... فإنها تسرح فيها إلى أن تسمع زئير الأسد وعواء الذئب..... وحين تسمع أصوات الاسود والذئاب تهرب مذعورة لا تلوي على شيء... فإنها تعلم أن ساعتها أزفت... وأنه ليس لها مكان حين قدوم أولئك... وهكذا فعل الفرس الخمينيين في يوم تحرير الفاو... هربوا مذعورين... وكان أولهم الخنزير الأكبر... علامة الشيطان الكبرى.... حجة الكفر والضلال... رفسنجاني.... الذي رفسه العراقيون بنعالهم من الفاو.... فأضمر شرا في نفسه الخبيثة الشيطانية... ودبر أمرا بليلة اختفى فيها القمر مع شياطين التلمود... وقرر مع زبانية الكفر المجوسية الخمينية القابعة في حوزات الدعارة الصفوية أنه إذ اردنا أن ننتقم من العراقيين والعرب جميعا على هذه الهزيمة النكراء المذلة التي ألحقوها بنا، فما علينا سوى التحالف مع أبناء عمنا الصهاينة من أجل الاجهاز على العرب الذين أذلونا وأذلوهم من قبل.... وطالما أن الصفويين والصهاينة قد هزموا من قبل العرب عبر التاريخ، فالتقت الارادتان الشريرتان مع الادارة الامريكية الممثلة بتحالف المحافظين الجدد الاجرامي الشرير وشنوا حربا على حاضرة العرب وجمجمة الوطن العربي... العراق العظيم.... وكانت نهاية هذه الحرب العدوانية هي احتلال بلاد الرافدين العظيمة وتدنيسها... فتحقق مؤقتا لمكعب الصاد الاجرامي ما أراد...
في ذكرى هذا اليوم العظيم... يوم تحرير مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم... ذكرى تسطير آخر سطر من فصول القادسية الصدامية المجيدة... لنقرأ بعض ما كتب عن المعركة من قبل ضابط عراقي ساهم في تلك المعركة وفي غيرها من معارك الجيش العراقي العظيم.... جيش الامة العربية... الجيش المقدام... جيش المهمات الصعبة... جيش البطولة والفداء والنصر والتضحية... جيش أسد بابل...
طبعا كما يعرف القراء جميعا، صاحب هذا المؤلف (قبل أن يغادرنا التاريخ) هو الفريق الركن رعد مجيد الحمداني، الذي كان يقود فيلق الفتح المبين – الحرس الجمهوري البطل - ...
قرأنا كثيرا عن الفريق رعد... وقرأنا عما يقوم به... وأنا شخصيا لا أقول إلا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن لايقع في خطأ يجعله يمحو تاريخه المشرق المشرف الذي قضاه مع جيش العراق العظيم لأجل عرض زائف ومال زائل... فالخدمة في العراق وللعراق شرف وفخر وعز ووسام يعلق على الصدر ودرة على رأس تبقى مع صاحبها إلى قيام الساعة... ولا يمحو هذا الشرف إلا الخيانة والعياذ بالله...
يقول الفريق رعد عن هذه المعركة ما يلي:
في 7/4/1988 طلب مني رئيس أركان الحرس الجمهوري اللواء الركن ابراهيم الآغا الحضور إلى دائرته... وإذ به يطلب مني أن أقسم على المصحف الشريف بكتمان التخطيط لمشروع عمليات تحرير شبه جزيرة الفاو بالتعاون مع الفيلق السابع، والقوة الجوية، والقوة البحرية، وطيران الجيش...
وكان مجمل تخطيط الحرس الجمهوري يقوم على الهجوم بجبهة فرقتين وعمق فرقة ثالثة مع الاحتفاظ بفرقة رابعة كاحتياط.... كنت العضو الثالث في فريق التخطيط الذي ضم بالاضافة الى ضابط استخبارات الحرس الجمهوري العقيد الركن حازم مهدي، والعقيد الركن نظام طه، إضافة للقائد ورئيس أركانه... كان عملنا مضنيا... لكنه كان مرغوبا لسببين: الثقة التي حصلنا عليها، والرغبة بالمشاركة في اعداد المشروع الكبير لتحرير جزء عزيز من الوطن....
بدأنا بهيكل الخطة العامة (فكرة العمليات)، ثم جدول محاور الاستحضارات، مع جدول زمني لخطة التحشد وخطة المخادعة، وكان اجمالي الالوية المخصصة عشرين لواء مختلفا، و44 كتيبة مدفعية وصواريخ، بالاضافة الى آلاف الاطنان من مواد تموين القتال، وخمس كتائب هندسة... مع قيامنا بالاستطلاعات الرئيسية والتفصيلية لبعض المحاور والاهداف... وكان الموضوع حساسا جدا، وعليه كان يجب على قواتنا تحقيق النصر المنشود...
وإلا...
فسوف نخسر الحرب لامحالة... لقد كان قرار الشهيد صدام بابقاء مركز ثقل الاستراتيجية العراقية في أدنى الجنوب قرارا شجاعا مبنيا على حسابات دقيقة..مع مجازفة كبيرة في ظل ظروف قاسية.... ورافق ذلك خطة مخادعة سوقية (استراتيجية) أعدت بدقة عالية... حتى ان رئيس أركان الجيش الفريق نزار الخزرجي كان يعتقد ان تلك الخطة هي الحقيقة... وفقا لما سمعناه من مدير الاستخبارات العسكرية... وكان أمرا غريبا فعلا ان يستبعد رئيس أركان الجيش من المشاركة والاشراف على أخطر عملية في الحرب، في حين أشرك معاونه للعمليات الفريق الركن حسين رشيد التكريتي، ومدير الاستخبارات العسكرية اللواء الركن صابر عبد العزيز الدوري، ومعاونه ((الخائن الساقط الذي باع نفسه ووطنه بحفنة من الدولارات والدنانير والريالات)) وفيق السامرائي...... (سبحان الله.... وكأن من استبعد الفريق نزار كان يعلم بمستقبله.... بينما بقي الاسيرين البطلين، حسين وصابر على العهد..... تحاكمهما طغمة الفرس المجوسية الخمينية الكافرة على دورهما البطولي في القادسية الثانية العظيمة)... وهذا بالتأكيد أحرج رئيس الاركان وأثر على نفسيته وولائه للشهيد...
وفي غرفة عمليات الحرس الجمهوري وحال تحرير الفاو، قال الشهيد لرئيس أركان الجيش بالحرف الواحد: لقد دخلت التاريخ يا فريق نزار من أوسع أبوابه في هذه المعركة... لأنك رئيس أركان هذا الجيش العظيم... فرد عليه: شكرا سيدي.. مع نظرة فيها الكثير من العتاب.. فسرتها وأنا اراقب ملامح وجهيهما بأن ذلك نوع من الترضية لرئيس أركان الجيش...
(ثم كشف الزمن فيما بعد حقائق مثيرة تحتاج الى الكثير من التفسير... فهرب نزار والتحق بما يسمى المعارضة... وهرب وفيق السامرائي الذي كان حاصلا على دعم ورعاية مميزين من الشهيد... وقد أشيع أن الخائن للشعب الكردي..... السكير جلال طلباني قد أغواه للعمل لصالحه منذ عام 1982.... وهناك حادثة غامضة تقول ان وفيق السامرائي أعاد وبدون أمر رسمي أهم ضابط استخبارات فارسي ضمن عملية تبادل الاسرى المرضى... وحين وصل ذلك الضابط الى بلده اوشى عن مصدر معلومات مهم يعمل لصالح استخباراتنا، ومقرب من القيادة العسكرية الفارسية (يعني مجند من قبل المخابرات العراقية يوصل لها المعلومات) فأعدم ذلك المصدر على الفور... وهو ما أغضب الشهيد صدام من وفيق... فنقله الى منصب أدنى... لكن بعد فترة اعيد الى منصبه.....
((ثم لا يخجل هذا الخائن الساقط الرخيص من الظهور على الفضائيات المستعربة ليفتري، وبكل وقاحة وحقارة ووضاعة نفس.... على الشهيد رحمة الله عليه، وليؤلف القصص والروايات التي لا هدف لها الا الحصول على المزيد من دنانير ال الانبطاح وريالات ابن سعود وشهرة قنوات الدعارة مثل ام بي سي والعبرية)).....
كان للقرار الاستراتيجي بتحرير شبه جزيرة الفاو له ما يبرره:
- 70% من قدرة العدو تعمل في ساحة العمليات الشمالية. - 60% من القوة المدافعة في قاطع شبه جزيرة الفاو المحتل قد تحركت شمالا. - توفر معظم قوات النخبة في الجيش العراقي في قاطع الجنوب، ومنها قوات الحرس الجمهوري..مركز ثقل الجيش.. - اصبحت الفاو اكثر من هدف سياسي ووطني وشكلت حاجزا نفسيا صعبا للغاية.. وتحريرها سيشكل ولاشك منعطفا خطيرا لصالحنا..
وكان "كبير السحرة الدجالين" المنافق خامنئي، وعند احتلال الفاو، قد صرح "إذا ما تمكن صدام حسين من استرجاعها، فإنني سأذهب بنفسي إلى بغداد لتهنئته"... لكن صدام ورجاله حرروا الفاو وغير الفاو ودعسوا على رقبته وعلى رقبة الخميني وجرعوهم كأس السم الزعاف...ولم تتدنس شوارع بغداد بالحاخام الخامنئي....
كانت المعلومات المحصلة عن الفاو جيدة... فآخر تصوير جوي للقاطع كان بتاريخ 30/3/1988 احتوى على تفاصيل دقيقة جدا عن توزيع القطعات والاسلحة والعقد الدفاعية والاسلحة الساندة... وتم اعداد مسرح قتال مشابه لمسرح قاطع العمارة، وتدربت معظم الوحدات والتشكيلات على طبيعة الارض، وثابر قائد الحرس الجمهوري على رفع قدرة قواته لبلوغ المستوى الذين يؤمن لها الظفر بالمعركة لتحرير الفاو...... وهي المهمة التي أقسم على تحقيقها حين استلم مسؤولية الحرس الجمهوري، وكان الشهيد صدام موفقا في اختيار هذا القائد المثابر والشجاع جدا ((اللواء إياد فتيح الراوي)).......(( لاحظ أخي القاريء من هم قادة الجيش العراقي الذين تحاكمهم طغمة المجوس المتسلطة على رقاب الشعب العراقي المجاهد الصابر.. إنهم أبطال القادسية الصدامية المجيدة الثانية....))
كانت مهمة تحرير الجزء الغربي ملقاة على عاتق فرقة المدينة المنورة، حرس جمهوري، والذي يبدأ من خور عبد الله الى نصف قاطع المسؤولية، وبالعمق الى المشروع 81 (مشروع قديم لصواريخ البحرية العراقية)، أما مسؤولية فرقة بغداد، حرس جمهوري، فكانت على الطريق الاستراتيجي الذي يحد قاطع مسؤولية الفيلق السابع إلى الحدود الفاصلة مع فرقة المدينة المنورة حرس جمهوري وبالعمق الى نهاية منطقة المملحة.... أما مهمة فرقة حمورابي حرس جمهوري فكانت الصفحة الثانية، وهي تحرير الفاو بالتعاون مع جهد الفيلق السابع والاندفاع الى رأس البيشة، أي الى رأس المثلث البري العراقي المطل على الخليج العربي... أما فرقة نبوخذ نصر حرس جمهوري بقيادة العميد الركن أزهر عبد الله فهي فرقة احتياط....
وبعد العرض جرت تعديلات على خطتي فرقة المدينة المنور بقيادة العميد الركن أحمد حماش، وفرقة حمورابي بقيادة العميد الركن ابراهيم عبد الستار... أما خطة فرقة بغداد حرس جمهوري بقيادة العميد الركن عبد الواحد شنان فكانت مستوفية... وكانت أعقد الاعمال والمهام هي الجهد الهندسي الذي كان يتمحور على فتح الممرات والمجازات وتأمين اكساء المنطقة الرخوة لتسمح باندفاع الدروع والعجلات عبر فرش حصر معدنية، وكذلك اكساء الممرات بمادة السبيس والحصى، علاوة على تأمين الجسور الصغيرة وتهيئة وسائد الاحذية العريضة لمنع غوص أرجل قطعات الصولة... وكانت الهمة عالية والحمد لله... وكانت ضمن واجباتي كضابط ركن عمليات عرض ما نتوصل اليه على معاون رئيس أركان الجيش، ومنه الى الشهيد صدام، حيث كنت استقل طائرة مروحية الى مديرية الاستخبارات العسكرية برئاسة اللواء صابر عبد العزيز الدوري لاطلاع الشخص المخول على الخطة، وهو وفيق السامرائي... ثم استقل احدى عجلات ديوان الرئاسة الى مبنى القيادة التي اتخذت آنذاك من أحد قصور الضيافة مقرا لها (قصر بغداد)....
يوم بدء العمليات تأخر الى يوم 17/4/1988 لعدم تكامل استحضارات الفيلق السابع بقيادة اللواء الركن ماهر عبد الرشيد، وكان هذا اليوم يصادف أول يوم رمضان، فأطلق الشهيد صدام على هذه العملية مسمى عملية رمضان... وكانت عناية الله سبحانه وتعالى لصالحنا... حيث ساءت الاحوال الجوية مما حد من إمكانيات الرصد المعادي... حيث كان للعدو أكثر من 70 برجا كبيرا للمراقبة...
ليلة الهجوم الكبير حضر الشهيدان صدام وعدنان خير الله الى مقرنا....وأدارا جزءا من المعركة من غرفة عمليات قوات الحرس الجمهوري... وقد كلف نجليه (الشهيدين عدي وقصي) بمشاركة قائدي الحرس الجمهوري والفيلق السابع... فعدي كان مع الحرس، وقصي مع الفيلق السابع ((تزوج الشهيد قصي من ابنة اللواء ماهر وأنجب منها شبلا بلغ مبلغ الرجال اطلق عليه اسم مصطفى، وقد استشهد الفتى مع ابيه وعمه اثر معركة بطولية استمرت ست ساعات خاضوها مع عشرات العلوج الامريكان في الموصل بعد تدنيس العراق))....
في الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم 17/4/1988 أطلقت أكثر من ألف فوهة نيران القصف التمهيدي المركز... ومن ضمنها ضربة بالسلاح الكيماوي... وبدءا من الساعة السادسة شاركت الدبابات المخصصة لتدمير النقاط الحصينة الامامية من على منصات صنعت لها... وشاركت القوة الجوية وعدد من زوارق البحرية في مرحلة القصف التمهيدي... وفي تمام الساعة السادسة والنصف انطلقت وحدات الصولة لاقتحام الحاجز النفسي الكبير... سرعان ما بدأنا نستمع من خلال الاتصالات البشائر الاولى للنصر... لم تتأخر القطعات المعقبة الاخرى من زف أخبار النصر الواحد تلو الاخر ونحن غير مصدقين من سرعة ذلك النجاح...
وبعد مرور ست ساعات كانت كل التشكيلات الامامية في أهدافها عدا قاطع لواء القوات الخاصة السادس عشر حرس جمهوري، الذي كان بإمرة العقيد الركن طلال القيسي.... حيث كان المانع المائي كبيرا وعميقا... وقد تركزت أمامه قوة معادية كبيرة جدا... ومن خلال مواطيء النجاح الاولى، تم دفع القدمة الثانية من الصولة، ومن خلال قاطع اللواء السادس بقيادة العقيد الركن رعد رشاد تم الالتفاف حول مقاومة اللواء السادس عشر... فتم تدميرها بالكامل... وانطلقت الالوية المدرعة بالاندفاع نحو العمق... ومع حلول ليل ذلك اليوم اكملت كافة تشكيلاتنا اهدافها للصفحة الاولى بكل مراحلها.... كذلك وردتنا أخبار النصر في قاطع الفيلق السابع الذي كان يقاتل في القسم الشرقي....
في ليلة 17-18/4/1988 وبعد أن اكملت فرقتنا احتلال أهدافها وكذلك فرق الفيلق السابع، قام آمر مدفعية هذا الفيلق اللواء نايف قصب جنديل بزيارة مقرنا على ضوء توجيه الشهيد صدام بضرورة تكثيف اجراءات التنسيق... فاطلع على موقفنا واطلعنا على مواقف قوات فيلقه.... كان هناك تنافس شديد لكسب شرف دخول الفاو بين الفيلق السابع وقوات الحرس الجمهوري...
بدأت الصفحة الثانية بقصف تمهيدي ونار ساترة، فدارت معركة شديدة... وفي تمام الساعة الثانية عشرة أعلن اللواء 20 حرس جمهوري تتقدمه كتيبة دبابات الفارس التي يقودها المقدم ركن سالم حافظ من اللواء السابع عشر المدرع حرس جمهوري دخول الفاو... وتم رفع العلم العراقي... وتداخل ذلك أيضا مع دخول قطعات اللواء 30 المدرع من الفيلق السابع... فزفت البشرى الكبرى..
وهنا أمر الشهيد صدام حسين بدمج وتداخل الصفحة التالية دون انتظار مرحلة ترصين الهدف، حيث اندفعت فرقة حمورابي حرس جمهوري لتحقيق واكمال الصفحة الثالثة... فواصل لواء المشاة 23 حرس جمهوري بقيادة العقيد الركن صالح يوسف الى رأس البيشة... فأمر الشهيد صدام بالسماح للعدو المهزوم بعبور شط العرب على جسر الانابيب المقام من قبلة لاشاعة روح الهزيمة في قطعات العدو في الضفة الشرقية لشط العرب... ثم وبناء على رجاء أعضاء القيادة العامة، وخاصة الطيار الحكم التكريتي، اكتفينا بتدمير ذلك الجسر بالقوة الجوية... ذلك أن الشهيد تساءل فيما لو كان لنا امكانية العبور الى الاراضي الفارسية لتأكيد الاقتدار العراقي.... وفيما بعد كتب الشهيد صدام بيان النصر العربي المبين وأملاه بالهاتف على وزير الاعلام يومها لطيف نصيف جاسم، واذيع البيان على الشعب العراقي العظيم.. فكانت البشرى عظيمة والفرحة أعظم وكان حدثا عربيا عراقيا عظيما....
قلب هذا النصر موازين القوى، فارتفعت معنويات قواتنا وشعبنا الى عنان السماء، وحصلت الصدمة بالعدو الفارسي، وكأنه لم يصدق ما حدث... وعصر ذلك اليوم حلق الشهيدان صدام وعدنان بالمروحية فوق الاراضي المحررة... وكانت آثار القصف المدفعي والصاروخي احدى الملاحظات التي تحدث عنها الشهيد صدام فيما بعد.... لقد تفوق مركز الثقل العراقي الذي نفذ الهجوم على قدرة الخصم... فلم تبد منه ردة فعل نظرا لبعد مركز ثقل قواته المتواجد في أقصى الشمال.... وكانت تضحياتنا مقبولة نوعا ما... فلم تتجاوز الف شهيد.. في حين عند احتلال الفاو خسرنا حوالي الخمسين الف شهيد... ولا شك ان العدو خسر الالاف المؤلفه من جنوده في تلك المعركة الميمونة المظفرة... لقد دلت هذه المعركة على حب الوطن وقدرة قواته المسلحة وعلى استعداد الشعب للتضحية من اجل كرامة الوطن وطهارة ترابه...
لقد حدث ما توقعه الشهيد صدام في أن معركة تحرير الفاو هي بوابة النصر الكبير، وانها معركة المنعطف لكسب الحرب... وهنا ادعى الاعداء الفرس ان كسب معركة الفاو كان نتيجة تحالف امريكي عراقي، وان جنودا امريكيين شاركوا بالمعركة الى جانب الجنود العراقيين!!!! وذهب بعض التافهين والناعقين والمتفلسفين والمستعربين والمدعين أنهم محللين الى الزعم ان تخطيط هذه المعركة يعود الى ضباط ركن مصريين!!!! وفي الحقيقة كان كلا الادعائين باطلين.... فمعركة تحرير الفاو من الالف الى الياء كانت معركة عراقية مائة بالمائة... لم يتدخل فيها لا الامريكان ولا المصريين ولا غيرهم.....
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم الشهيد صدام واخوانه الشهداء جميعا... عدنان، برزان، عواد، طه ياسين، محمد حمزة، هشام صباح فخري، وكل ضابط عراقي، وكل جندي عراقي، وكل عراقي ارتقى شهيدا في سبيل الله والدين والوطن... إن في حرب تشرين أم في حرب القادسية الصدامية البطولية أم في أم المعارك الخالدة أم في الحواسم البطولية... أم ارتقى شهيدا جراء العدوان الامريكي الصفوي المجرم... أسأل الله أن يتقبلهم جميعا شهداء وأن يسكنهم في مقع صدق عند مليك مقتدر.. مع النبين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا....
إن شاء الله لن يكون بعيدا ذلك اليوم الذي سنحتفل فيه بطرد الغزاة الصفويين والصهاينة والمغول الجدد من أرض الرافدين المقدسة... ولن يكون بعيدا هذا اليوم الذي نطهر العراق منهم ومن رجسهم ونجاساتهم... ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله... إلا إن نصر الله قريب... |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||