|
||||
|
||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
---|---|---|---|---|
![]() |
![]() |
|||
|
||||
|
||||
الحركة الصدرية وأمية الوعي السياسي |
||||
شبكة المنصور |
||||
د. مثنى عبد الله / باحث سياسي عراقي | ||||
فجأة ودون أية مؤشرات مسبقة يحل التيار الصدري برموزه وقياداته المثيرة
للجدل ضيفا على تركيا. وان كان البعض قد رأى بان هذا الفعل يحسب للتيار
ودليلا أيجابيا له بالحفاظ على استقلاليته وتنويع علاقاته الاقليمية
وامتلاكه حرية القرار السياسي بعيدا عن التاثيرات الاخرى على الرغم من
ان قيادته تتخذ من أيران مقرا لها منذ عامين, كما انه دليل أخر على
سعيه لطرح نفسه كحركة أقليمية. الا ان المتتبع لتوجهاته ومواقفه يجد
ألامر مختلف تماما عما أشيع من أمال عريضة في نضج القرار السياسي لدى
قيادته , وابتعادها عن التحركات الانفعالية الغير مدروسة والتي كلفته
الكثير على نطاق سمعته وحتى تركيبته الاجتماعية وبنيته التنظيمية على
مدى الاعوام الستة الماضية من عمره. فما بين التنصل والبراءة من
الافعال المشينة المبرمجة التي ارتكبتها عناصر هذا التيار ضد المواطنين
الابرياء في بغداد وبقية محافظات العراق تحت غطاء جناحه المليشياوي(جيش
المهدي) وبين الالتزام بوحدة العراق أرضا وشعبا واستمرار مقاومة
الاحتلال كما يدعي, يستطيع أي مراقب سياسي محايد ان يجد اقوالا بلا
أفعال, وافعالا أرتدادية غير واضحة الابعاد والغايات كلما شعر هذا
التيار بانه مهمشا أو منسيا من قبل حلفاء الامس.
أن القراءة المتأنية لدعوة زعيم التيار كوادره للاجتماع في تركيا لتدارس الوضع الداخلي للتيار والظروف التي يمر بها العراق كما أشيع من قبلهم, ولقاءاته بقمةالسلطة السياسية السياسية فيها, أنما جاءت بعد فشل الجهود التي بذلها لعقد تحالفات سياسية بينه وبين المجلس الاعلى مرة ثم بينه وبين حزب الدعوة مرة اخرى, بعد الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات التي جرت مؤخرا, والتي على أثرها اعلن الناطقين باسمه بان الحكومة قد أخلت بتعهداتها لهم بالافراج عن كوادره المعتقلين لديها وفي السجون الامريكية, والذين أعتقلوا بتهم التعاون مع فيلق القدس الايراني وكذلك أثناء المواجهات التي حصلت بينهم وبين القوات الحكومية في مايعرف (صولات الفرسان), وانها عادت لاستهداف كوادره الاخرين ومطاردتهم, اضافة الى المشاكل الداخلية التي يعاني منها التيار على الصعيد الداخلي والمتمثلة بخروج بعض قياداته عليه ومحاولتهم شق طريق خاص أخر بهم.
أن بروز الدور الاقليمي التركي في المنطقة والرغبة الذاتية المدفوعة باحلام ماضية ومستقبلية وعزم الولايات المتحدة الامريكية على أيجاد قوة أقليمية تركية تعادل الاذرع الايرانية الموجودة هنا وهناك وخاصة دورهم في العراق , ولان بعض الاطراف السياسية التي تدعي تمثيلها لعرب العراق السنة قد أعطوا أشارات كثيرة الى ان الاتراك حلفائهم من خلال المذهب المشترك, وفي ظل غياب الدور العربي, فان قيادة التيار الصدري قد حاولت بهذه الزيارة اللعب بهذه الورقة, مدفوعة من قوى أقليمية كي تبعث رسالة لحلفاء الامس من أنها قادرة على تغيير تحالفاتها والتاثير على المعادلة السياسية التحاصصية من خلال الاعتماد على الاتراك في ايجاد قوة سياسية جديدة و التحالف مع العرب السنة بوساطة تركية, كما ان التيار حاول أيضاح ذلك أيضا من خلال الوفد الذي مثلهم والذي زار محافظة الانبار, وهذه كلها فعاليات أنتخابية مبكرة كما يمارسها الاخرون.
أما الرسالة الاخرى التي حاول المجتمعون في أسطنبول أرسالها فهي أنهم قادرون على تغيير الاجندة الحكومية وأثارت الغبار في الساحة السياسية أمامها من خلال عزمهم على أسقاط الاتفاقية الامنية الامريكية العراقية بالتحالف مع القوى العربية السنية في الاستفتاء القادم عليها في تموز, وعلى الرغم من أن ذلك لن يؤثر كثيرا من الناحية العملية كون أحد بنود الاتفاقية يمنح الولايات المتحدة فترة زمنية قدرها سنة لترتيب سحب قواتها في حال الرغبة برفض الاتفاقية , وبذلك يتطابق الزمن الذي حدده الرئيس أوباما لسحب قواته مع الزمن الذي يستغرقه سحب القوات في حال الغاء الاتفاقية بالتصويت ضدها, لكن من الناحية السياسية سيثير هذا الموضوع الكثير من الزوابع السياسية خاصة على الصعيد الداخلي, فالاكراد كانوا من أكثر المتحمسين لتمرير الاتفاقية وان الغائها سيمثل ضربة كبيرة لطموحاتهم السياسية وهزيمة لهم مما سيجعلهم يتشبثون بنقاط أخرى مختلفين عليها مع حكومة المنطقة الخضراء لتعويض الهزيمة فتتازم الامور على نطاق واسع بين الطرفين الحكومي والكردي , وهذا مايريد التيار تحقيقه, فهو تواق الان لرؤية حلفاء الامس يصطدمون بعضهم ببعض بعد أن جرى أستبعادهم وتهميشهم.
أن الرضى الايراني لدور تركي على الساحة العراقية من خلال زيارة الصدر الى تركيا , وهو القريب من أيران يعطي مؤشرات ايجابية أيرانية للامريكان بانهم قادرون على حماية المصالح الامريكية في العراق في حال ضمان مصالحهم, ولايهمهم من يحكم العراق سواء أكانوا سنته أم شيعته, كما أنها أشارة واضحة للاتراك الذين أراد الامريكان أن يكونوا قوة أقليمية في العراق تصد الطموحات الايرانية , بان الاتفاق فيما بينهم يمكن أن يضمن مصالح جميع الاطراف على الساحة العراقية أكبر بكثير من لعب دور الانابة في الازمة الايرانية –الامريكية, ومحاولته معادلة النفوذ الايراني في العراق. أن الدخول التركي الى الواقع السياسي العراقي الحالي , والمدفوع بنشوة الانتصارات السياسية التي حققتها الدبلوماسية التركية على أكثر من صعيد على الساحة العربية أبتداء من قيادتها المفاوضات السورية الاسرائيلية ودورها في محاولة ايقاف العدوان الصهيوني على غزة, واحلامها بالانطلاق بالانطلاق نحو العالمية, ووجود بعض القوى العراقية التي تعتقد بانها ستعادل النفوذ الايراني في العراق, سيزيد من تازم القضية العراقية ويلقي بظلال التشرذم وتعدد الولاءات وتقاطع الاجندات, وهو شد للخيمة العراقية بوتد أخر لتصبح ثلاثية الابعاد تركي-أيراني-أمريكي.
|
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||
![]() |
![]() |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |