( رهاب البعث .. هو الخوف من حزب البعث العربي الإشتراكي .. إسما .. حضورا وذِكرا .. رموزا وقيادات .. تأريخا ونضالا وإنجازات )..

تناقلت وكالات الأخبار ما ذكره (نائب برلماني من قائمة الإئتلاف في مجلس نواب الإحتلال ) والذي ذكر فيه وهو يرتعد بخوف أن :

(وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي كشف خلال استدعائه لجلسة البرلمان مع وزير الداخلية جواد بولاني عن مواقع وأرقام مثيرة للبعثيين في مفاصل وزارته وان هناك مناصب ومواقع وأرقاما مخيفة للبعثيين في مفاصل وزارة الدفاع اعلنها وزير الدفاع خلال استضافته في الجلسة السرية لمجلس النواب)!..

و: (إن الحال نفسه ينطبق على وزارة الداخلية، وهناك مسؤولون كانوا ينتمون الى تشكيلات فدائيي صدام والحرس الجمهوري الخاص وجهاز الامن الخاص، وقد وصلوا الآن الى مناصب امنية حساسة.واوضح ان وزيري الدفاع والداخلية طالبا أعضاء البرلمان بكيفية التعامل مع هولاء باعتبارهم مسؤولين مهمين، بينهم عبود كنبر قائد عمليات بغداد الحالي الذي حصل على استثناء من هيئــــة اجتثاث البعث لما قدمـــه من خدمات للبــلد، وكذلك مدير جهاز مكافحة الارهاب ومسؤولون اخرون مهمون جدا في الوزارتين.واضاف ان الوزيرين بينا للبرلمان ان اقالة واخراج اولئك المسؤولين سيحدث فراغاً كبيراً ينبغي سده لاسيما ان الوزارتين تعانيان من ازمة في القيادات العسكرية، اذ ان اغلب الضباط كانوا ينتمون الى حزب البعث)!..

من الناحية الطبية الرهاب هو الخوف ..

فالذي يخاف من المرتفعات يقال عنه إنه مصاب برهاب الإرتفاعات والذي يخاف من الأماكن المزدحمة يقال عنه انه مصاب بمرض رهاب الإزدحام..

والذي يخاف من حزب البعث يقال عنه أنه مصاب بمرض رهاب  البعث !..

والإصابة بهذا المرض ناتج عن (التربية ووجود شيء يطارد المريض في الذاكرة)!..

والتعريف العلمي للرهاب هو الخوف غير المبرر من شئ محدد ..

فوبيا الخوف تتميز عن الأنواع الأخرى من أمراض القلق اللامنطقي بأنها تحدث في مواقف متعلقة بأشياء أو ظروف معينة. وأعراضها غالبا ما تكون :

الخفقان السريع في دقات القلب، تقلب في المعدة، غثيان ، إسهال، التبول بكثرة وفي فترات متقاربة ، الشعور بالاختناق، احمرار الوجه (تدفق الدم بكثرة في منطقة الوجه)، التعرق، الارتعاش الشديد والإعياء

وعلميا ثبت انه : (من المثير للاهتمام ان الشئ الذي يخافه المصاب بالرهاب دائماً ما يكون شيئاً قابلاً للتجنب)!.

ففي نهاية الامر لن يجبرك أحد على التسلق لمكان مرتفع أو أن تحبس نفسك بإرادتك في مكان مغلق..أو بالتقرب من حزب البعث!..

وفي إعتقاد المصاب بالرهاب مادام هو يتجنب مصدر خوفه فهو في أمان تام وليس عليه القلق من اي شئ!..

اذاً لنأخذ حالة الانسان المصاب برهاب الاماكن المرتفعة مثلاً..

في حقيقة الامر انه لا يخاف من المرتفعات بحد ذاتها ولكنه يخاف من شئ آخر!..

وفي رهاب البعث فإن المصابين بهذه الفوبيا يخافون من شيء آخر !..وهو لا يريد الاعتراف بخوفه من الشيء الحقيقي  لذا استبدل خوفه من هذا الشيء بخوفه من إسم حزب البعث!..

وطالما انه يستطيع تجنب حزب البعث وسماع إسمه  فهو يتجنب مواجهة أكبر مخاوفة وهي حقيقة خوفه من تلك الأشياء التي تؤرقه !.

وبهذه المناسبة نقول:

إن هو درس جديد لمَن عَمل مع هؤلاء ولمَن يفكر بالعمل وعهم !..

وعلى الإدارة الأمريكية ومجلس النواب والحكومة بمختلف تشكيلاتها وأجهزتها والأحزاب التي ساعدت الإحتلال وسهّلت له سُبل تدمير وإحتلال العراق أن يؤمنوا بحقيقة ثابتة وهي :

إن الوسيلة الوحيدة لتجنب رهاب مواجهة أو سماع أو التعامل مع حزب البعث العربي الإشتراكي هو بالهروب من العراق وعدم التقرب من حدوده ..

لأن البعث موجود في كل مكان ..

في الماء والهواء..

في المدينة وفي القرية ..

في الأهوار والجبال والوديان..

في ضمير العراقي ..الشيخ والشاب ..المرأة والطفل ..

في السلطة وفي المقاومة ..

في الهرم من قمته الى قاعدته ..

على حدود العراق وفي عمق شعبه..

ولاسبيل لتجاوز عقدة الخوف منه إلا بالعلاج أو عدم التقرب منه ..

وعلى الجبناء ان لايتصوروا إن القوة والإغتيال والإعتقال والملاحقة والتشريد وحرمان العوائل من حق الحياة والعمل هو الذي سيجلب الطمأنينية للمجرمين ..

وإذا عزمتم على تدمير العراق ونسفه  وإلغاءه من الخارطة ..

سوف لن ينتهي البعث ..

ولن يموت..

وبموت  ملايين العراقيين .. كل العراقيين .. 

ستبقى أطلالهم تردد نشيد البعث الخالد..