|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
لايمكن أن تؤازر طبقتنا العاملة الإحتلال وتُمَجِد أعوانه |
||||
شبكة المنصور |
||||
الدكتور محمود عزام | ||||
من مفارقات الحزب الشيوعي العراقي المشارك في السلطة الحالية في العراق والمؤيد للاحتلال قيامه بتنظيم تظاهرة للاحتفال بعيد العمال العالمي في بغداد الجريحة والمحتلة والحزينة والمدمرة والمنهوبة والمقطعة الأوصال رافعا شعارات تطالب (بالوحدة بين حلفاء الاحتلال والمشاركين في العملية السياسية الأمريكية) ..
وقيامهم برفع شعار الرأسمالية التي ناصبها الفكر الشيوعي العداء عقود نضالية طويلة عندما طالب (بضرورة تفعيل المشاريع الاستثمارية ) و(تشجيع القطاع الخاص ورأس المال الأجنبي) بدلا من المطالبة برحيل المحتل الأمريكي ومنفذي منهجه ورفع شعارات المطالبة بحقوق العمال وتطبيق المشاريع الحكومية التي تشرف عليها وتديرها الدولة حسب مفاهيم الإشتراكية التي يبدو إن الدهر أكل عليها وشرب لتظهر محلها كراسات حزبية حمراء اللون صفراء المحتوى تطالب بتمجيد أدوار المارينز الذي (أقصى الفكر القومي العربي من أرض الرافدين! ) وتتغزل بالمقاتلات الأمريكية من طراز F-16 التي (تفوق بجمالها وأدائها الميغ والسوخوي الروسي!) وتغني طربا لدبابات الأبرامز التي ( تغلبت على الدبابات ت – 72 الروسية الحمراء)! ..
نعم هم اليوم يوجهون التهم لمن صنع الأر بي جي -7 والكلاشنكوف لأن المقاومة العراقية تستخدمها في ضرباتها لأصدقاءهم وحلفائهم الجدد! ..
وهم يمتدحون بشغف كل من شارك المحتل وساعده وقدّم له العون وقام بتنفيذ أجندته بتهديم الدولة العراقية ومؤسساتها وسرقة ممتلكات الشعب وباع المصانع والمنشآت وقام بخصخصة الكيانات الإقتصادية الأساسية للدولة وتشريع القوانين التي تجعل من رأس المال الأجنبي حاكما مطلقا ومفوضا بسيادة وإرادة العراق وخلافا لتعاليم ماركس وإنجلز ولينين وفهد!..
ويرفعون شعارات دعم الحكومة وحمايتها من تسلل ورجوع ( البعثيين والقوميين والمقاومة الوطنية ) ..وهم يؤيدون التيار الديني المتطرف وعنصرية الحزبين الكرديين في العراق..
والغريب إن القائمين على هذه التظاهرة قد قالوا في كلماتهم في هذا الإحتفال في بغداد ومحافظات أخرى : ( ان اسوأ قرار اتخذته الحكومة الحالية هو القانون 8750 الذي وضع اليد علي ممتلكات العمال واموالهم والذي صدر في 8/8/2005 و ان الحكومة لا تنفذ مطالبنا علماً انها مشروعة ومؤكدة ويضمنها قانون الاتحاد العام)!..
و(نطالب الدولة بعدم تهميش دور العمال وعدم التدخل بأمورهم ومعالجة البطالة والغاء قرار 150 الجائر والامر الديواني الذي جمد ارصدة النقابات مضيفاً طالبنا ان تسهم الحركة النقابية في الدور السياسي للمرحلة الحالية لان تاريخها مشرف منذ عام 1911) !..
و( ان الطبقة العاملة في بلادنا وبسبب الاحتلال الامريكى وسياساته المقيتة فأن العمال ليسوا مهددين بقلة الاجور وانعدام الضمانات الاجتماعية وغياب قانون العمل بل انهم مهددون بوجودهم واستمرار حياتهم من جراء الاعمال المسلحة التي تستهدف اماكن تجمعهم)!..
لذلك ( فأننا نطالب بالاقرار بحقوق العمال والغاء القرارات المعادية التي صدرت ضدهم وتشريع العمل النقابي والمطالبة بتوفير الفرص وتشغيل المعامل المتوقفة وان تولى الحكومة الاهتمام الجدي بالعمال وحرية العمل النقابي وتشغيل العاطلين عن العمل وتخصيص وحدات سكنية لهم أسوة بشرائح المجتمع الأخرى داعياً الي بناء مسقفات في الساحات العامة لوقوف العاملين الاهليين )!..
ولم يسال منظموا هذا الإحتفال عن مَن المسؤول عن هذه التداعيات والسوء وتراجع الرعاية وفقدان الحقوق والجور والحرمان الذي طال الطبقة العاملة في العراق بشكل عام ومالعبته الطائفية في شق صف الطبقة العاملة وكيفية قيام سلطة الإحتلال والحكومات المتعاقبة بخلق نظام لايؤمن بحق هذه الطبقة ويخالف كل توجهات الأحزاب الإشتراكية وفاق في إستغلاله كل الأنظمة الرأسمالية ووصل الفساد الإداري والرشوة حدا جعل العراق في المرتبة الثالثة في العالم وخَلَقَ رأسماليين من السرّاق والمفسدين ما أساء لكل النظريات!..
وفي وقت لازالت الدولة وأحزابها مصرّة على تقليص مفردات البطاقة التموينية وحتى تسعى لإلغائها وهي واحدة من جوانب الدعم الأساسية للطبقة العاملة والفقيرة..
الأغرب من هذا وذاك إن دعاة حماية الطبقة العاملة في العراق والذين يساهمون في السلطة الآن يتبنون نهجا يخدم أعداءهم التأريخيين ويمجد (ببطولاتهم التي أطاحت بسلطة العراق الشرعية ونظامه الوطني) ولو إن (حلفاء اليوم) من الأمريكان والتيارات الدينية المتطرفة هم أشد كرها وعداءا للشيوعية من كل الأحزاب القومية مجتمعة.
وأخيرا.. سيبقى الأول من أيار عيدا ليس لطبقة العراق العاملة والمناضلة فقط بل عيدا لكل مقاومي الإحتلال ومنفذي مشروعه التآمري من خونة ووصوليين ..
وهيهات أن يصدق أحد أن طبقتنا العاملة في العراق تُمَجِد الإحتلال بعد الويلات التي ذاقتها على يد جلاوزته ومؤازريه ممن غاصوا في مستنقع العمالة والخيانة الى الدرجة التي يسعون فيها لشرعنة (وجوب خدمة المحتل والدفاع عنه)!.. |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||