أن تمتلأ الساحة الإعلامية العراقية صحف بهذا العدد الهائل والمفرح
والواعد بحرية النشر ولهم ما يقولون وما يكتبون دون رقابة فذلك مؤشر
حرية وديمقراطية وبركة على اتساع رقعة الانفتاح في هذا الحقل الذي يعول
عليه كثيرا في حمل راية الكلمة الشريفة الموثرة والصادقة نحو آفاق رحبة
من الثقافة البناءة والتنوير............
لكن الموسف والعجيب في الامر ان نجد هذا الكم الهائل من الصحف لا
تحوي في طياتها غير الثرثرة الفارقة لسد الفراغات في صفحاتها ونشر صور
كبيرة تسد حاجة الصحيفة لتكتمل وتجهز للطبع ومن ثم التوزيع ولا يهم ان
كانت فاقدة للجانب النوعي الذي هو الاصل والغاية المتميزة المتوخاةفي
الرسالة الاعلامية السامية الهادفة في وحدة الصف عندما يتعرض الوطن
للاحتلال فالتسابق المحموم وبجنون لكثير من الصحف الصادرة في جو
الاحتلال لا يهمها نوع النشر والكلمات والجمل والعبارات والتقارير التي
تنشر بقدر اهتمامها الكبير في عدد النسخ التي تطبعها ولا يهم ان كانت
تباع او تهمل على رفوف المكاتب او ترمى في شوارع بغداد
وازقتها........ مما سهل من مهمة هذا التسابق المحموم لكثير من الصحف
الطائفية الهابطة في شق طريقها ليس نحو اعلام صادق مؤثر في لملمة جراح
الوطن وانما نحو مستنقعالكذب و الخيانة والعمالة تلهث كالكلاب الجائعة
وراء فضلات موائد الاحزاب العميلة والبعيدة عن هموم
الوطن........... هذه المفردات والمفاهيم وجدت طريقها وتسربت إلي
الإعلام العراقي داخل الوطن واستخدمت خارج سياقاتها الصحيحة أو بعيدا
عن حقيقتها الموضوعية.
وهذا يدعو إلي التساؤل ما هي حقيقة السياسة الإعلامية الاحتلالية؟،
وكيف ترد على تلك المفردات والمفاهيم التي تسوق كبضاعة تنطوي على خزين
كبير من معاول الهدم التي تعمل في تزيف الحقائق الموضوعية لتستقر في
ذاكرة الشعب..........
فالاعلام يجب ان لا يفقد مصداقيته وحيادته إزاء الحقيقة المطروحة في ظل
الاحتلال للوطن بكل مضامينها الواقعية والإنسانية. إنما يضع هذه
الحقيقة في إطارها الصحيح دون تضخيم أو تشويه أو تحريف
..................
بيد إن الحديث عن الحيادية في السياسة الإعلامية حيال ما يواجهه العراق
من تهديدات احتلالية ومن كل الجهات........تلك حيادية مشبوهة تميل نحو
الانتهازية و النفاق السياسي فالبعض يضخم عناصر القوة لدي العدو المحتل
علي أساس إن هذا العدو هو قوة خرافية تفعل ما تريد. والبعض الأخر ينقل
سيناريوهات أمريكية وايرانية ويقوم بنشرها وهي تحمل جملة من الاكاذيب
البائسة لتشويه جهاد المقاومة الشريفة في العراق......خسيئوا وخاب
ظنهم...... وصوروا هذا الإحتلال على انه يهدف إقامة دولة العدالة و
الحرية و الرفاهية و التقدم.
فهي بهذا الإعلام تمارس أسلوب التظليل اليائس وتحطيم
المعنويات بعصى مطبخ الإعلام السياسي الأمريكي
والايراني..............
اتمنى عليك عزيزي القارئ ان لا تصاب بالدهشة والحسرة والالم وانت تبحث
في ثنايا الصحف ان لا تجد فيها ما يدعوا الى الجهاد والمقاومة ضد
الاحتلال الذي افسد الارض وهتك العرض وملئ السجون بالابرياء
والاحرار......فلا هم لهم غير الكذب والافتراء والترويج للعملاء
والخونة والاحتلال ولا تجد سوى فرقعة فارغة ومهاترات تصدع الراس حتى
يعتريك الياس وانت مثقل بالهموم .فلا هدف لهم سوى بلبلة الرأي العام
وتشويشه . فعندما تريد ان تصفهم فلا وصف يليق بهم الا وصف الكذابون
والمنافقون والمنتفعون والعاجزون والغير الموهوبين والجهلة والحمقى ،
ينتهجون فيها فن الكذب وادارة الازمات والترويج لفلسفة القوة ، ولعبة
الرعب ، وتحريك المنافع واغراء المصالح ، واستثمار اللحظة وفلسفة الفرص
وانتاج الام الانسان ، واغراء العداوة وزرع الفرقة والتفريق.
كم هو معيب ومخزي أن يتعرض الوطن والمواطن في تناولات هذه الصحف التي
تدار بايادي التبعية المقيتة الى الاستغلال السيئ لقضايا الوطن والحق
والحقيقة والمتاجرة والانتهازية الرخيصة والتجييش الإعلامي الاعمى
المصحوب بمزاعم كيدية تجهش بالنباح والعويل الكاذب تجاه قضايا وهمية
تنتجها دوائر الكذب والتظليل و صناع الكيد السياسي التي دهزالدهر عليها
وركل.......ذلك خير دليل على الاستمرار الخاطئ المعيب من قبل البعض في
التمسك بهذا الخيار الأهوج للسير بهذا الوطن العظيم نحو بؤر الفوضى
وعدم الاستقرار،فهذا ،السلوك الاستغلالي مشين بقدر ما يسرق من القارئ
ثقته بكل ما يقرأه في ثنايا تلك الصحف الرخيصة فإن الواقع أثبت أن هذه
الصحف وهي تثير باستمرار قضايا وهمية مفبركة في بثها لكثير من الوباء
الاعلامي لن تنقلب إلا على ذاتها ولن تجني منها غير الخزي والعار
والمهانة ......................
والشيء الذي يحز في النفس أكثر أن بعضا من دخلاء البيت الصحفي وأدعياء
الفكر والثقافة قد أساؤوا كثيرا إلى نبل الرسالة الإعلامية وخانوا
الامانة واعتمدوا المؤامرة و زيفوا الصدق ولعبوا على اذكاء الطائفية
المقيتة ، فكل ذلك يعتبرونه عرفا وذكاءا اعلاميا وهم يعرفون تماما انها
من اخطر الممارسات في العالم الاعلامي الذي تمزق وطن وتدمر وحدة شعبه
وتطيح بمستقبل اي سياسي مخلص وطني يتطلع لخدمة شعبه ووطنه .
فعمدوا إلى تسخيرالرسالة الاعلامية وتطويعها لخدمة نزواتهم وأطماعهم
الشخصية الضيقة ،شيء أشبه بالإستجداء الخاضع لسيطرة قوى الكذب
والاحتيال الشريرة ،فماذا يعني أن يتجرد الإنسان من قيمه ومبادئه في
سبيل الحصول على دولارات او تومانات أو عبارات ثناء رخيصة وما الفائدة
التي تُرجى من أناس لا هَم يشغلهم سوى التهريج والتلفيق لاهداف سياسية
ترفع من شان اللسوص والمجرمين وقطاع الطرق وبالمقابل تتهم الخيرين
والمخلصين والوطنين بالخيانة والعمالة ...... والسلام عليكم
|