يوما بعد يوم يتكشف للعرب حقيقة المثل الشعبي العراقي الذي يقول (اخوك
البيه خير احمل شره) ويبدو ان العقل العربي ما عاد يحسن التفريق بين
الاخ والعدو وبين الصديق والمنافق الاشر لا بل راح ابعد من ذلك ان عرض
بضاعته وهي من الذهب والفضة والماس والؤلؤ وفي سوق هرج لتروح بأبخس
الاثمان وهكذا تستمر المسرحية العربية المخجلة في عرض فصولها يوما بعد
يوم وفي كل مرة اسوء من قبلها ودون ملل او كلل بل ودون خجل من النفس
على الاقل.لا ادري ماذا دهى العرب وكيف وصلت بهم الامور لهذه الدرجة من
التدني ومن الانحدار المتسارع الذي ينذر بالهاوية السحيقة .ان افقر
دولة واحدثها في القارة الافريقية الموصومة بالتخلف لا تقبل ان تعيش
الحال العربي بل وتترفع عنه وعلى الذين يقودونه من الساسة ان كان
بالامكان تسميتهم ساسة لا موضفين يقبضون ثمن تمشية الاعمال مقابل
الليالي الحمراء التي حصلوا عليها بفعل الغباء او قل الاستغباء
والتغابي عن الحقيقة المخجلة المرعبة التي هم وشعبهم فيها ودون اثارة
لان جلودهم ما عادت تحس بل وفقدت الاثارة.ان من الطبيعي ان يثور
الانسان لكرامته ومن غير الطبيعي ان يولي الانسان الكرامة ظهر
التغاضي.ان من الطبيعي ان يحسب الانسان كل خطوة وان لا يخسر فيها ومن
غير الطبيعي ان يبسطها كل البسط وعلى طريق المثل الشعبي العراقي
القائل (اشبعني اليوم وجوعني باجر) وهو يضرب على هؤلاء من البشر الذين
لا يحسبون للمستقبل حساب ولا يخططون لما هو ات من مجاهيل الزمن
الغادر.
انظروا ماذا حصد العرب من تدمير العراق بالتعاون مع اعداء العرب
البينين للعرب على رؤوس الاشهاد معلنين عن انفسهم لنا نحن العرب لانهم
عارفون اننا اصبنا في العصر الحديث بداء البطئ بالتفكير وبداء البطئ في
التحسس لما يحصل حولنا ليؤذينا في النهاية لاننا نحن هدفه مستغلا الغنى
الذي نحن فيه وبالمقابل ما لا نمتلك من قوة الحماية وادراك حجم
المسؤولية في الحفاظ على عناصر هذا الغنى الفاحش الذي استكثروه علينا
اعداؤنا لشعورهم الكامل اننا لسنا في موقع امتلاكه من حسن الاداء
والشعور بالمسؤولية تجاهه وتقدير قيمته ونعمته التي خصتنا به دون
غيرنا من عناصر البشر .ان اول حصاد العرب من هذا الخراب الذي طال
العراق هو التلاعب باسواق النفط وبما يخدم عدو العرب من الغربيين
والصهاينة والشرقيين من الصفويين ومن تعاون معهم من الدول المجاورة
ومنها روسيا التي ما زالت تلعب على اوتار الطاقة النووية الايرانية
بالظاهر وفي الجواهر لها حصتها من جلد العرب مقابل سكوتها عند غزو
العراق وكذلك بالنسبة للصين التي اغرقت العراق اليوم بالمنتوجات ومن
اسوأ الاصناف ويكفينا ان نضرب المثل الاتي ان عراقيا يشتري بيكب حمل
صيني مستورد حديثا وبسعر مرتفع من الدولارات وقد لا يصل هذا المحرك
الى بيته سالما أي تتوقف ماكنته في طريق العودة من شركة السيارات.تلك
هي المواصفات التي قدرت للعراقيين مقابل الهدف السياسي والسوقي الذي
يخدم المحتل الغازي.
ثم ما الذي جنته فلسطين وهي قضية العرب الاولى كما كانوا يقولون ويغنون
وينشدون واليوم تباع تلك القضية في سوق النخاسة بعد هدم البوابة
الشرقية للوطن العربي لتستلمها ايران الصفوية وتنهيها والى الابد
بالتعاون مع شريكها في تقاسم غنائم العرب وهو الكيان الصهيوني.لو ان
العراق لم يدمر بفعل العرب وخيناتهم الكبرى التي تقوض امبرطوريات كبرى
بعظمتها لما استطاع خالد مشعل بالتعاون مع النظام السوري المتامر دوما
على القضايا العربية والمتربص لانشقاقتها والذي يعيش على فتاة احزان
اهله مثل القطط وبالتعاون مع النظام المللي الايراني وكذلك مع جيب
الملالي في لبنان حزب الله الصفوي الذي اجتاح لبنان بذكاء ودهاء
الملالي وبغباء وسبات العقل الرسمي العربي المتفوق في العصر الحديث على
اقرانه من اغبياء الدنيا.نعم لولا هذا وذاك لما استطاعت ايران ان تنهي
القضية الفلسطينية وتحولها الى قضية فارسية بعد ان نجحت في شطر
المقاومة الفلسطينية الى شطرين وكل شطر يريد ان يكون دولة والعرب ومنذ
ستين عاما على احتلال فلسطين ما استطاعوا ان يقنعوا جرذان العالم
بتكوين دويلة فلسطينية الى جوار الكيان الصهيوني ..فكيف دولتين يا امة
العرب كيف؟
ثم ما الذي جنته اليمن من تدمير العراق غير استباحة الصفويين لارض
اليمن ولبشرها من خلال الحوثيين لعنهم الله الذين تامروا على وحدة
اليمن السعيد فراحت انفس ما كان لها ان تموت من اجل الامبراطورية
الساسانية لو ان العقل العربي مفعلا بما فيه الكفاية ومدافعا عن قلبه
وسده الشامخ الذي يرد غائلات الكيان الصفوي في قم وطهران؟
ثم ما الذي جناه الخليج العربي من تدمير العراق غير الاستهانة بهم
واللعب بمقدرات وطنهم وشعبهم من قبل الكيان الساساني في ايران الذي
امتد واستباح باذرعه الشيطانية ارض العرب في الخليج ودون حياء بل ودون
ادنى اعتبار للعرب وهم امة من 300 مليون عربي على الاقل؟لقد تطرف
النظام الايراني في اجهازه على عرب الخليج لحد اعتقاده انه جزء لا
يتجزأ من منظومة اتحاد دول الخليج العربي وعليهم ان يقبلوا به عضوا
قائدا فعالا لا مراقبا ليسهم في صنع مستقبل المنطقة بما يشتهي وكأنه
بديل عن العرب على ارض العرب! فضلا عن تجاوزه على عروبة البحرين والجزر
الثلاث وشط العرب ومن يدري ربما الكويت والسعودية وحسب تخطيطه الذي
الجزء الاكبر منه ما زال مخفيا في برتوكولات الملالي الشيطانية
الخفية؟
ثم ما الذي كسبته مصر من تدمير العراق وهدم هذا الجدار الصلب الذي كان
مانعا لكل الهجمات الصفوية المجوسية.اليوم شخص تافه مثل حسن نصرالله لا
يتردد في ان يشكل مجاميع من المبشرين بالدين الصفوي الجديد وبنبيه
المقبور خميني ليجعل من الشعب المصري العربي المسلم امة كافرة صفوية
ساسانية مجوسية الهوى وبهذا يستطيع ساسة ايران من ايقاف القلب العربي
عن تدفقه ومن ثم تتم تجزأة الوطن العربي الى جزئين يسهل عليهم السيطرة
عليهما وهما المشرق العربي والمغرب العربي وبالتعاون مع الكيان
الصهيوني.
ثم بعد تدمير العراق العظيم توجه الغزاة الصفويون الى المغرب العربي
بكل قوة وبتخطيط مذهل كان ان يودي بالنظام هناك لولا استدراك الامور في
اللحظة الاخيرة من قبل ملك المغرب ومن ثم طرد السفير الايراني من هناك
ومتابعة ذيول تنظيمه وتبشيره هناك ومن ثم لملمة اطرافهم الكافرة
والقضاء عليها خيطا خيطا مع بقاء بعض النائمات هناك التي لم يكشف
امرها بعد.
اما لبنان فلم تكن اقل حظا من الخراب الذي طالها من خلال الدفق
الايراني الصفوي الذي سال على ارضه كفرا وعهرا والذي اتخذ من المقاومة
ضد الكيان الصهيوني شعارا مستخفا بالعقل العربي البسيط الذي ما زال
يصدق كل شئ لكونه في الادوارالاولى من التكوين الجنيني السياسي .كما ان
التخطيط الفارسي كان من الدهاء ما يجب الاعتراف به والوقوف عنده كونه
متقدما على العقل الرسمي العربي هناك.انظر كيف استطاع هذا النظام من
استخدام الجسد العربي بالمال المجوسي في تخريب لبنان من خلال ما يسمى
بمقاومة الكيان الصهيوني .
ففي كل مرة يثير الحرب تدمر لبنان من جهة وكلما تصبح اكثر ضعفا
ويمسي الانسان هناك اكثر فقرا يكون الواقع اسهل استجابة للتمدد الصفوي
فكرا ومادة من خلال استغلال تلك الضروف القاسية على الانسان ومن ثم صرف
المبالغ الكبيرة على محتاجيها ومن ثم كسبهم الى جانب المد
الساساني.وفي المقابل انكفاء الحاكم العربي من تغطية نفقات الحرب
اثنائها وبعدها كون ايران الفرس هي التي وراؤها وهي التي اشعلتها وعليه
ما شأنه بها ليبقى الانسان العربي هناك تحت رحمة اليد الصفوية وبهذه
الطريقة استطاع ان يتمدد وان يستاسد هناك في غياب الفكر العربي والمال
العربي وتواجد التخنث العربي والضياع العربي.
من هنا كان على الشعب العربي بعد كل الذي اصابه من كوارث اثر خطيئة
حكامه في تدمير البوابة الشرقية ان يسأل هؤلاء الحكام وفي ميزان الربح
والخسارة:هل ربح العرب من تدمير العراق؟وأذا كان العرب قد خسروا في
حربهم ضد العراق وتدميره فلماذا اذن لا يحاكم الحكام العرب على هكذا
خسارة شنيعة بالمادة والفكر والبشر؟واذا كان القرار العربي صائبا في
الحرب على العراق كونه يشكل خطرا عليهم ترى هل العراق اخطر عليهم ام
ايران الصفوية؟اذ ان العراق وبنظريته الدينية والسياسية لا يمكن ان
يكون خطرا على العرب كونه جزءا منهم في حين ان ايران امة اخرى تماما
دينيا وعرقيا وكل ما تصبه في الحوض العربي هو نوع من الاستعمار
والسيطرة الامبراطورية التي جربها العرب ومنذ الاف السنين؟
اذا ما معنى استراحة العقل العربي هذه وما هي نتيجة انكفاؤه عن
مسؤولياته تجاه المستقبل العربي؟كما ما هو دور الانسان العربي وما هو
موقفه من السياسة العربية والسياسيين العرب وهم يجرون بالانسان العربي
نحو الخيبات ونحو الامواج المتلاطمة ودون قرار ولا بصيص امل في الافق
يدلل على القرب من شواطئ الامان؟ثم الى متى يبقى الانسان العربي
تتقاذفه الاهواء وهل يوجد تطور وتقدم وبناء حقيقي وكيان عربي محترم في
ظل الهزات السياسية التي هي نتيجة الهيمنة الاجنبية عليه واللعب
بمقدراته وكل يوم حتى لا يصحى على واقعه وينتفض ويقول انا هنا كفى. |