كنت يوما في الغربة بهدف الدراسة وكان ذلك عام 1979 على ما اظن حين
استطاعت مجموعة ارهابية فارسية من اقتحام السفارة البريطانية واحتلالها
في بغداد .يومها كنت ادرس في احدى الجامعات البريطانية.كان المشهد قد
شغل الشارع البريطاني والناس هناك مأخوذين بهذا الخبر الحزين الذي شغل
بال الجميع.سفارتهم محتلة والموضفون بكاملهم داخلها ومن ثم القنصل
البريطاني في حينه.كان الاكثر من الشعب البريطاني لا يعرفون قدرة الجيش
العراقي بل انك ان سألت هناك من اين اتيت وما هو بلدك لتقول لهم من
العراق(from Iraq)يرد عليك السائل مؤكدا اجابتك من ايران(?from
Iran)لترد عليه لا من العراق(no from Iraq)لان اسم ايران كان شاغلا
الذاكرة البريطانية الشعبية اكثر من العراق بحكم حبهم للشاه وتأثرهم به
بل وربما بحكم تقدم اعلامهم علينا في حينه.المهم نرجع الى موضوعنا وهو
احتلال السفارة البريطانية من قبل المجموعة الايرانية الارهابية.في ذات
الوقت استدعت الحكمومة العراقية مجموعة من القوات الخاصة
(الكومندوز)لفك اسر منتسبي السفارة وخلال دقائق استطاعت هذه القوة من
الرجال العراقيين ان يقتحموا السفارة ويلقوا القبض او يقتلوا من هاجم
السفارة من المجموعة الارهابية ويحرروا الرهائن من دون ان يصاب احدهم
بأذى.
كنت حينذاك في محل دراستي صباحا حين قدم احد الاساتذة البريطانيين
المعروف على مستوى العالم ليربت على كتفي قائلا وبالنص الذي لا يمكن ان
انساه لانه كان شهادة اعتزاز لي ومفخرة بالجيش العراقي الباسل البطل
امام العالم.نعم قال لي مبروك لديكم شباب جيدين (congrajulations you
got good boys )هنا عرفت ان البريطانيين كانوا يظنون ان لا قدرة لجيشنا
وقواتنا ان تفك اسر موضفيهم دون خسائر بشرية في صفوفهم او قد تطول
عملية تحرير الرهائن اياما وربما قد تفرض على الحكومة البريطانية بعض
المطالب التعجيزية..حمدت الله وشكرته في حينه وتملكني شعور لا اعرف كيف
اوصفه وانا اتخيل جيشنا العراقي الشهم المغوار يقوم بادق واجب عسكري
ودبلوماسي ويخرج منه مرفوع الرأس ويرفع رأس العراقيين عاليا امام
العالم كله وفي ادق واحس واجب يقوم به وكل العالم ينتظر دقته ونتائج
اختباره الدقيق.اي كيف يمكن له ان يدير ازمة دبلوماسية شغلت العالم
واعلامه.
نعم ولا ابالغ وانا اعيش فترة الغربة ان اقول لكم اني بكيت من شدة
الفرح والزهو بهذا الجيش العملاق بل وحسيت انني محمي به حتى وانا خارج
حدود الوطن فورائي جيش لا يقهر وورائي من الجنود العراقيين الصيد
الاشاوس ما لا يخطر على بال بشر.
راحت ايام وجاءت بديلاتها ليكون هذا الجيش جزء من منظومة الارهاب كما
يسمونها كفرا واجراما البريطانيون اليوم وهنا اقصد ساستهم ويصبح الجيش
الايراني صفا من الملائكة في عين الساسة والاعلام البريطاني ايضا
لتتحول ايران صديقة ودودة وحمامة سلام ويحول العراق ليصبح مركز قوة
الارهاب فيتعاون البريطانيون مع الفرس لمقاتلة الجيش العراقي الباسل
ومن ثم تدمير الشعب العراقي العظيم من خلال تحالفهما الشيطاني في حربهم
القذرة الاخيرة علينا نحن اصحاب المواقف ونحن اصحاب الشهامة الذين نمد
يد العون حتى لو كان ذلك ثمنه دمنا من اجل مساعدة كل من وقع عليه ظلم
وحيف وسطو حتى وان كان اجنبيا يلوذ بنا؟؟!!
ان الذكرى السادسة للعدوان العالمي علينا واحتلال بلادنا لهي مدعاة ان
يستذكر العراقي الاصيل بالم من دخان تاريخ الجيش العراقي الباسل الاصيل
صفحاته البيض التي لا تنسى مع الاخرين من خارج حدود العراق والذين نسوا
او تناسوا موقف هذا الجيش الجرار الذي ارهب كل الاعداء حين وقف الى
جانب الاخوة العرب في فلسطين بكل حروبها العربية المقدسة بل وقاد
الجيوش العربية عام 1948 ولولا خيانة الملوك والامراء العرب في حينه
لكان الكيان الصهيوني في خبر كان.واليوم وبالمقابل يرد الجميل محمود
عباس علينا بخيانتنا عندما يزور كفأرة جحور المنطقة الخضراء ومن ثم لا
يكتفي بذلك ليحج حجة العار والخيانة مسعود الرازاني في احدى اشكفتاته
في شمال العراق المغتصب صهيونيا وبأمر من مسعود الخائن لوطنه العراق
مستغلا فراغ السلطة الوطنية في بلادنا ناسيا دورنا نحن العراقيون
الاصلاء الممثلين للعراق وقدر العراق ومستقبل العراق عاجلا ام اجلا.
لقد نسي محمود عباس ان الذين تأمروا على الجيش الذي ذاد عن فلسطين
والذين حلوه واحالوه واحالوا الوطنية بالعراق على التقاعد هم من زارهم
في المنطقة الخضراء ومن زارهم في شمال العراق الحبيب.
مرة اخرى ودليل اخر على الفرق بين شهامة الجيش العراقي واصالة موقفه
العروبي المسلم انه في يوم ما قد ادب نظام الملالي بعقر دارهم عندما
اعتدوا على امير الكويت في الثمانينات من خلال الهجوم على موكبه
واصابته ببعض الجروح نتيجة الاعتداء لكن بالمقابل تامرت طغمة الصباح
على هذا الجيش وعلى ابيه الشعب العراقي من خلال المؤامرة النفطية
الكبرى على اسعار النفط حتى اوصلوه الى ثمانية دولار للبرميل الواحد في
الوقت الذي كان فيه العراق بامس الحاجة الى الدولار لاعادة بناء العراق
الذي كان للتو خارجا من اشرس حرب ضروس طويلة مع الفرس المجوس.كما تامرت
طغمة الصباح وبذلت كل ما لديها من اموال والى الان من اجل تجييش الجيوش
في الحرب العالمية الثالثة على العراق وعلى جيش العراق ومن ثم تدمير
البلاد وقتل العباد هنا في العراق.
اما انت يا مصر العروبة وهنا اقصد نظامها فلقد تناسيتي دور الجيش
العراقي في كل الحروب التي دارت على حدودك مع الكيان اللقيط الصهيوني
وتناسيتي كل الطيارين الذين استشهدوا وانفقدوا دفاعا عن ارض الكنانة
ولم يكفي نظامك الحاكم هذا بل تامر على تحطيم الجيش العراقي الذي مد يد
المساعة لك فقطعتيها دون حياء او خجل وما زالت المؤامرات تحاك وما زال
العرب باسوء حال بعد ذهاب ريح الجيش العراقي الباسل؟!
وانت يا سوريا الشام تناسيتي ونسيتي نخوة العز للجيش العراقي بكل
الحروب مع الكيان الصهيوني المتاخم لحدودك وقد كان اخطرها عليك حرب
تشرين 1973 عندما ودعنا ارتال الجيش العراقي التي كان اولها في دمشق
واخرها في الموصل ليقف كالطود الشامخ امام عنجهية الكيان اللقيط دفاعا
عن دمشق العرب؟!واليوم يستبدل هذا الجيش العملاق الاصيل بفيلق القدس
المجوسي الذي قتل ما قتل من الضباط العراقيين الاحرار والذين شاركوا في
الدفاع عن دمشق .نعم قتلهم من خلال ميليشياته التي سفت على ارض العراق
كرياح عاد وثمود لتعيث فسادا بجيش العراق الاصيل وبشعب العراق العظيم
الذي لم ولن يموت مهما ادلهمت عليه الصروف.
اما انتم يا اهلنا في الخليج العربي.. العربي.. العربي.. فيكفيكم رمز
واحد للجيش العراقي الذي شاركتم في اغتياله نعم يكفيكم انه كان –وما
يزال-حامي البوابة الشرقية للوطن العربي.وما ان انهارت تلك البوابة في
حربكم علينا حتى عرفتم قيمة هذا الجيش وقيمة ابيه الشعب العراقي العظيم
ترى هل سوف تكفرون عن ذنبكم هذا بعد ان استهترت قوة الفرس بكم ونالت ما
نالت منكم ايها العرب الذين ما زالوا يرتدون العقال العربي بكل ما له
من قيم ومن شروط وما عليه من حقوق؟!
واخيرا اقول واتمنى وبعض الامنيات براهم ماذا حصل يا بريطانيا ويا
اميريكا لو بدأت الحرب بطريقة متكافئة بين الجيشين وهما جيوش الحلفاء
وجيش العراق لكن من دون طيران ومن دون صواريخ بعيدة المدى لكلا الطرفين
أي ماذا حصل لو ان الحرب اقتصرت على البر ليلتقي الجمعان بكل ما يحملان
من رصيد الرجال الراكبين دروعهم والمتمترسين وراء مدافعهم والراجلين
حين يختلط الجمعان شارب بشارب وحربة بحربة وبندقية ببندقية ورمانة
برمانة ؟هناك سوف تروي ارض المعركة صورا اخرى غير التي روتها للعالم في
هذه الحرب التي من المحال وضع قانون عسكري وخطة لها ببساطة كونها غير
متكافئة بالمطلق ونتيجتها كانت محسومة لصالح الجو تحديدا.
عاش الجيش العراقي البطل وعاش ثواره الاحرار من ضباط ومراتب وجنود
الذين انخرطوا في حربهم المقدسة الشعبية فنالوا من عدوهم حتى خارت قواه
بل وبدأت طلائع رحيله مرصودة على الطرقات وعند بوابات الحدود مع الدول
المجاورة وعند فوهة الخليج العربي من اعاليه سواءا اعلن ام لم يعلن ذلك
وغدا لناظره قريب والله اكبر يا عراق وليخسأ الخاسئون والحمد لله الذي
نصرنا على من لا يرحمنا. |