بعد اليوم المشؤوم في 9/4/2003 سمعنا كثيراً من الاصوات النكرة التي
تنبح بشعارات (سقوط بغداد ) و( سقوط الصنم ) و( سقوط البعث ) و ( سقوط
النظام ) والى غيرها من شعارات السقوط التي سقطت من أفواه الساقطين
انفسهم المحتل واذنابه وممن سمو انفسهم بالاحزاب والسياسيين
والاسلاميين والعلمانيين والملحدين وغيرهم ممن هلل للاحتلال على عكس
الوطنيين الشرفاء الذين رفضوا الاحتلال منذ البداية وقاوموا بالسلاح
وبالكلمة وبالموقف ولم يرددوا كلمة السقوط لاعلى بغداد ولاعلى البعث
ولا على الشهيد صدام, وكل هؤلاء الوطنيين هم من انتموا حقيقة الى تربة
هذا الوطن والى صفوف البعث بصدق وايمان لازوراً ولابهتاناً ومن ناصر
البعث ومن ايده ومن الذين أحتضنوه من معظم ابناء الشعب الخيرين الشرفاء
الذين كانوا بعثيين وان لم ينتموا كما قال شهيد الحج الاكبر صدام حسين
رحمه الله.
ان السقوط بمعناه الحقيقي هو الذي يؤدي الى الاعودة لان الساقط لايعود
منطقياً وقانونياً لذلك كل العملاء ومن تقبل الاحتلال علناً ًبكل وقاحة
ومنهم باطناً كونه منافق بأمتياز كان السقوط لايفارق السنتهم المعوجة
لانهم ساقطين وشبيه الشئ منجذب اليه والاناء بما فيه ينظح فهم مولعين
بكلمة السقوط ولايعيشون الافي بركة السقوط الخلقي والديني وما عمليتهم
السياسية في ظل الاحتلال الاهو السقوط بعينه الذي تحقق حقيقة ولايشوبها
ادنى شك بكل المقاييس والشرائع الالهية والدنيوية , اما شعاراتهم
الساقطة ضد (الكرامة والشموخ والكبرياء وضد رموز وطننا ومدننا وقادتنا
العظام ) فلم يتحقق الابمخيلتهم واحلامهم المريضة والاماذا يعني لنا ان
ترفع نفس هذه الاحزاب الساقطة بوسترات في شوارع بغداد الشامخة
والمتربعة على قمم المجد كتب عليها (عودة البعث) تحت صورة تمثل (جمجمة
انسان) والغاية المعلنة لمصممي ومروجي البوستر هو أثارة الرعب في نفوس
الشعب العراقي من عودة البعث , وبغض النظر عن ذلك فانا ارى بأن الدافع
الحقيـقي والمنطقي الذي لالبس فيه والذي دفعهم الى رفع هذا البوستر
ينبـع من نقطتين مهمتيـن وهي :
اولاً / ان مضمون البوستر يعكس الرعب الحقيقي الذي يعيشه مروجيه من
الاحزاب العميلة لحضوة البعث بين ابناء الشعب العراقي ومايشعرون به هم
حقيقة من خوف ورعب خصوصاً وان القوات المحتلة اعلنت واعترفت بهزيمتها
وبرمجت عملية هروبها من العراق ام مايبتغوه من ارهاب الشعب فلن ينطلي
على احد مطلقاً واؤكد صفة الاطلاق هذه المرة على ذلك لانني اؤومن بأن
هناك حقيقة من كان يصدق اكاذيبهم قبل 9 /4 ولكن سنوات الاحتلال كانت
كفيلة بأن تكشف زيفهم ودجلهم حيث كانت حافلة بالمصائب والجرائم والقتل
والتهجير القسري وقطع الرؤوس وثقب العيون بالدريل والحرق والقتل
الطائفي وسرقة اموال الشعب واحلال الفقر والفساد الخلقي والاداري
والحصول على التصنيف العالمي الاول في مجال الفساد والدولة الاكثر
خطورة على حياة البشر وغيرها من الجرائم التي تشيب لها الولدان وتقسيم
الوطن وفسح المجال للفرس الصفويين بنهب خيرات الوطن واحتلاله وهذا
يكفي بأن تجعل معظم العراقيــين اذا اردنا ان نستثـــني منهم المجرمين
والسراق واللصوص اتباع الاحزاب العميلة والمستفيدين من الفترة المظلمة
التي يعيشها العراق حالياً نقول جعلت العراقيين يصلون ليلا ونهارا
ويدعون الله لعودة البعث .
ثانياً / اما النقطة الثانية التي دفعت هؤلاء لترويج البوستر وهم من
نبحواكثيراً بسقوط البعث وهي قناعتهم بانهم هم من سقطوا وان البعث باقي
وبغداد شامخة وان انفسهم المريضة والمرعوبة دفعتهم للتخبط ورفع بوستر
يبشرنا خيرا ًبعودة البعث ويعري اكاذيبهم التي حاولوا ان يطلوها على
البسطاء والسذج عندما كانوا يدعون بان البعث انتهى وسقط فكيف للساقط ان
يعود وهذا يخالف المنطق الذي يؤكد كما قلنا بان الساقط لايعود وأن كنا
على ثقة منذ البداية بأن البعث لم يذهب لكي يعود بل هو موجود بكل ثقله
يقض مضاجع العملاء واسيادهم المحتلين بالمقاومة المسلحة وبين ابناء
الشعب ويساهم في صنع المقاومة الفكرية والثقافية وتبصيرهم لمن يحاول ان
يزرع الفتنة الطائفية والعرقية بينهم وبقي البعث الشوكة التي غص بها
العملاء واسيادهم ,ولايفوتني ان أذكر ماتحدث به احد العملاء من قيادي
حزب ( الدعوة) مع احد أصدقائنا في بغداد معلقاً على الفوز الساحق
للمرشح المستقل ( يوسف الحبوبي ) في مايسمى بانتخابات مجالس المحافظات
قائلا (يكولون العراقيين ميريدون البعثيين) معتبراً ان (يوسف الحبوبي)
له رائحة البعثيين كونه قد خدم في الدولة العراقية قبل الاحتلال , وهنا
اقول اذا كان العراقيون قد انتخبوا شخص بي ريحة البعثيين وهي حقيقة
يتداولها العراقيون حالياً فكيف لنا وهم شعروا بذلك اذا ماغادر المحتل
وان كانوا هم سيسابقون المحتل بالهزيمة , واقيمت انتخابات حرة ونزيهة
للقوى الوطنية المقاومة والتي رفضت الاحتلال منذ البداية والبعث الاصيل
في الطليعة من بين هذا الاطياف المجاهدة على ارض الوطن ,ويعلمون هم
واسيادهم بان البعث باقي ولم يغادر ويقود الشعب من تحت الارض وانه عائد
ليقود الشعب من فوق الارض بعد خروج المحتل وما البوستر الذي رفعوه عن
عودة البعث الااعتراف خطي صريح بأن البعث وبغداد وصدام هم في شموخ
ابدي وهو بشارة خير وفال طيب زرع الفرحة في قلوب العراقيين لعودة
البعث , وفال شؤم على من سقط معهم في نار جهنم وبئس المصير . |