بتاريخ 11/4/2009 نشرت صحيفة عكاظ السعودية مقالا بعنوان (ايران ليست
شيعية) للكاتب خلف الحربي ، جاء فيه (يخطيء من يظن ان ايران دولة
تسيرها الايدولوجيا ، بل هي تسير الايديولوجيا وفقا لمصالحها و اهوائها
واينما مالت بها رياح المصالح تميل هي و ايديولوجيتها المطاطية التي
يظنها الغافلون ايديولوجيا متشددة لا تستطيع الفكاك منها .. ايران ليست
مشغولة كثيرا بتعاليم المذهب الشيعي مثلما يظهر في خطابها السياسي ،
وهي لن تحارب اسرائيل في يوم من الايام ، كما انها ليست معادية
للولايات المتحدة ، وهي كنظام سياسي على استعداد للرقص مع الشيطان
الاكبر في المساء و تناول طعام الافطار مع الشيطان الاصغر في الصباح
الباكر .. وحكام طهران رغم خطاباتهم الملتهبة غير معنيين بمصالح ابناء
الطائفة الشيعية في العالم ، ولو كانوا حقا كذلك لما قدموا الدعم السخي
لتنظيم القاعدة الذي قتل آلاف الشيعة في العراق – فتنظيم القاعدة يقوم
اساسا على ايدولوجيا لا تقبل التعايش مع المذهب الشيعي بأي شكل من
الاشكال ...) .
اولا لا بد لنا ان نحيي هذا الكاتب الشجاع الذي اعلن هذه الحقيقة التي
يعرفها الجميع ولكن مع الاسف لا احد يتجرأ على قولها لأسباب معروفة ،
والحقيقة دائما تتطلب من صاحبها الشجاعة و الرجولة ، فسلمت يداك وحفظك
الله لقول الحقيقة .
وثانيا لنعرج على قول الكاتب ، فإيران سنية المذهب لحين وصول اسماعيل
الصفوي الذي شيع البلاد بالسيف و التاريخ يشهد بذلك ، ولم نذهب بعيدا
فثورة خميني لم تكن ثورة شيعية ضد سنة او غيرها ، كانت ثورة على نظام
الشاه الشيعي ايضا ، وكانت قد سخرت المذهب لأغراضها و وعدت الشعب بوعود
لم تنفذ اصلا ، بل بعد عام ترحم الإيرانيون على نظام الشاه الذي لم يصل
بطشه و قتله مثلما فعل رجال الدين ، و الكل عرف و سمع بأية الله صادق
خلخالي الذي قاد المحاكم الثورية في السنوات الاولى للثورة ويحاكم
المواطنين الإيرانيين ميدانيا و المشنقة ترافقه أينما ذهب ؟ و سرعان ما
جعل قائد الثورة نفسه منزلا من الله مما أثار حفيظة رجال الدين الذين
شاركوه الثورة فقتل من قتل و اعتقل من اعتقل ... فكان الدين
(الايديولوجيا) الاداة الطيعة لتنفيذ اهداف الثورة ومن يقف وراءها ،
ولم يكن الدين يوما لأهداف انسانية اجتماعية بل لأهداف سياسية اعلامية
و استخدم للدعاية الخارجية ليس الا . منعت المنكرات حسب اعلامهم ولكن
اجهزتهم الامنية تحمي من يمارسها مقابل ثمن ، فضلا عن انها ممنوعة على
المواطن و مسموحة بحرية واسعة للمسئولين ، ترفع شعارات في صلات الجمعة
و التظاهرات السياسية (الموت لأسرائيل وامريكا) هذه الشعارات يرددها
اشخاص موظفين يتوزعون في اطراف المصلين وما على المصلين الا ترديدها ،
لذلك فهي صناعة وليست قناعة ، كما ان الحرب مع العراق لم تغب بعد ، الم
يزر ايران وفدا امريكيا خلال تلك الفترة و تناولت وسائل الاعلام على
انها فضيحة سياسية و ايران تصيح لا بد من محاربة الشيطان الاكبر الذي
تستورد منه الاسلحة و المعدات لآلتها الحربية بكل تفاصيلها ، الم يقل
خميني معلقا على استيراد بلاده للأسلحة من جنوب افريقيا انه يتعامل مع
الشيطان من اجل نصرة الاسلام (على اساس ان العراق بلد كافر) الم يقل بل
افتى بأن العراق شعب كافر والكافر يجب مقاتلته داخل ايران وخارجها ردا
على انسحاب العراق من الاراضي الايرانية ، الم يكن في العراق شيعة
آنذاك ، و الكل يعلم ما حدث في عام 1992 في مرقد الامام الرضا و بيوم
زيارته حيث فجرت المخابرات الايرانية قنبلة داخل الضريح قتلت اكثر من
200 زائر وجرحت اكثر من هذا العدد لمجرد الإعلان بأن منظمة مجاهدي خلق
وراء الحدث ، ولم يؤخذ بنظر الاعتبار حرمة الامام او الزوار الابرياء ،
كم مرة التقى مسؤولين ايرانيين بشكل مباشر مع المسؤولين الامريكان
(الشيطان الاكبر) في اوربا وامريكا وكان آخرها محمد خاتمي وكذلك وفد من
الكونغرس الامريكي لطهران ، أيعلم العالم ان الوفد الرياضي الامريكي
الذي لعب في طهران قبل بضع سنوات ماذا كان ومن يرافقه ، الم تتآمر على
العراق وارسلت المعارضة آنذاك الى لندن وامريكا لقتل الشعب العراقي
وشيعته و تقول انهم خرجوا بدون علمها لاسيما وان العناصر التي حضرت
كانت البارزة ولن تتحرك الا بعلم المخابرات الايرانية (الاطلاعات) ،
الم تتدرب عناصر المجاميع الخاصة لقتل الابرياء سنة وشيعة ، سيأتي
اليوم الذي يحاكم فيه هؤلاء القتلة كما حوكم الذين من قبلهم و تقطعت
رقابهم و سيعلنهم التاريخ وتنبذهم الارض لأساءتهم للإنسانية ومهما حاول
المجرمون تغليف الامور لا بد للحقيقة ان تظهر .
|