|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
الحرب الاعلامية ( الحرب الاعلامية الثورة الفلسطينية ) |
||||
|
||||
شبكة المنصور |
||||
أبو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت | ||||
كما وعدتكم سابقا بإطلالة على انواع الاعلام المقاوم وبعد الجزء الاول لحروب الرسول الإعلامية ثم الحرب الإعلامية وثورة العشرين اكمل لكم الجزء الثالث عن نوع اخر من الاعلام المقاوم وهو اعلام الثورة الفلسطينية الذي يعد من انجح وأفضل طرق الإعلام في العصر الحديث على الرغم من انه يواجه ماكنة إعلامية اكبر وأوسع واكثر قدرة وامكانية منه لكنه صمد بوجه هذا الوحش الإعلامي الذي يديره اغنى الشركات الاعلامية اليهودية في العالم من مؤسسات مردوخ وغيرها وعلى الرغم من محدودية الإمكانات الا انني ارى انهوا كان انجح من الاعلام المعادي في ايصال رسالته الاعلامي فقد ظل الاعلام الفلسطيني موضع اهتمام الثورة منذ انطلاقتها، وأولت كل الفصائل الإعلام اهتماما خاصا يقارب اهتمامها بالعمل العسكري، وركزت اسرائيل في فترة من الفترات على رموز الاعلام الفلسطيني والمثقفين لاغتيالهم، بسبب دورهم الاعلامي المميز، ولهذا اغتالت غسان كنفاني باعتباره الصاعق المفجر للوعي الفلسطيني والاعلامي، وكمال ناصر ووائل زعيتر ومحمود الهمشري، وحاولت اغتيال بسام ابو شريف وربما حاولت اغتيال آخرين، وشاركت في اغتيال ناجي العلي، وأُهمل الاعلام بعد قيام السلطة وكأن القضية حُلت ولا وجود لهموم فلسطينية، لكن الاعلام الموجود ظل رافعة القضية واجتهد منفردا وقاتل جنبا إلى جنب مع السلطة في معاركها التفاوضية وصداماتها مع الاحتلال.
والقضية الفلسطينية المعاصرة جذورها في السياسة التي اتبعتها عصبة الأمم, سالفة هيئة الأمم المتحدة, خلال فترة توليها المسؤولية عن إدارة فلسطين. فقد صدر تقرير لجنة دولية تشكلت بموافقة عصبة الأمم عام 1930, وتضمن تحليلاً يمكن تعريفة بالاقتراب الأقصى من الموضوعية فيما يخص تاريخ فلسطين القديمة.
أما الواقعة التي تنعكس في كل تعليق على القضية الفلسطينية, فهي نكبة الشتات الجغرافي وأسباب النهب الاجتماعي والثقافي. تتصف المواقف العربية بعد كارثة 1948 عامة بالمقاومة المستمرة للاحتلال الإسرائيلي. وكانت هذه أيضاً مواقف الشعب الفلسطيني من الكارثة التي طرأت عليه في العام نفسه. ولم تتجسد نتائج حربي 1948 و 1967 في فقدان الأرض فحسب, بل كانت لها أبعاد قومية واجتماعية كذلك.
وفي مطلع الخمسينات في ظل نهوض حركة التحرير الوطني للشعوب العربية ظهرت حركة القوميين العرب التي أسس فروعها في معظم الأقطار العربية, ثم التحق عدد من أعضائها في نضال حركة التحرير الوطني الفلسطينية بشكل فعال عدة سنوات بعد ذلك, حيث أسسوا ثلاث من أكبر الفصائل الفلسطينية التي ما زالت تنشط حتى الآن, أو وهي : الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.
وقد بدأت المقاومة الفلسطينية تكتسب طابعاً منظماً منذ أواسط الستينات, ومن الناحية الثانية ابتدأت في نفس الفترة عملية الاعتراف الرسمي بالحركة الفلسطينية, وذلك عام 1963, لما اعترفت جامعة الدول العربية بمبادرة من جمال عبد الناصر بوجود الفلسطينيين "شعبا ذا تقرير مصيره وجزءا لا يتجزأ عن الأمة العربية" . وقد تكلفت جميع الدول الأعضاء في الجامعة بتقديم الدعم الشامل إلى الفلسطينيين في النضال من أجل استعادة حقوقهم الوطنية المنهوبة.
وفي كانون الثاني/ يناير 1964 أقرت القمة العربية في القاهرة إقامة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل رسمي للشعب الفلسطيني وذات العضوية الكاملة في الجامعة العربية, كما أن القرار نص على تمويل المنظمة وإقامة جيش التحرير الفلسطيني في إطارها.
وقد انعقد المؤتمر الفلسطيني الأول في آذار 1964, والذي تحول إلى الدورة الأولى للمجلس الوطني الفلسطيني ( برلمان المهجر) . وقام المؤتمر بانتخاب اللجنة التنفيذية لـ منظمة التحرير الفلسطينية .
وبعد المؤتمر بشهر نشر النظام الداخلي للمنظمة التي ترأسها أحمد الشقيري. وقامت قوات العاصفة, وهي التشكيلية العسكرية لفصيلة "فتح" بأول عملية عسكرية في الأراضي المحتلة في منظمة بحيرة طبرية في عشية رأس سنة 1965, وتعتبر هذه بداية المقاومة الفلسطينية المعاصرة. وقد أسس مجموعة من فلسطيني الأراضي المحتلة حركة تحرير فلسطين (فتح) عام 1965 في غزة, وكانت (فتح ) فصيلا عسكرياً سرياً في البداية, على غرار جبهة التحرير الوطنية الجزائرية التي استعارت منها عدداً من أساليب وأشكال نضالها الفدائي. ثم أن الوحدات القتالية الفلسطينية المتصفة بضعف التنظيم والتفتت وسوء التسلح, قد تحولت تدريجياً إلى قوة قيادية في حركة المقاومة الفلسطينية. وأثر حرب حزيران 1976 احتلت إسرائيل عموم أراضي فلسطين العربية الواقعة تحت الانتداب البريطاني سابقاً. كما أن الحرب قد أسفرت عن الموجة الكبيرة الثانية من المهاجرين الفلسطينيين الذين ساروا في دروب التشريد, وقد تحول مليون ونصف مليون مهاجر إلى اللاجئين , الذين عرفوا بـ( اللاجئين الجدد) للتمييز بينهم وبين ( اللاجئين القدامى ) من الحرب الأولى بين العرب وإسرائيل عام 1948.
وتم إيقاف حرب حزيران بتدخل مجلس الأمن الدولي, الذي دعا إسرائيل لتسهيل عودة اللاجئين والالتزام بمعاهدة (جنيف) الرابعة من عام 1949. ونص قرار 242 لمجلس الأمن الدولي الصادر بتاريخ 22/11/1967 على عد شرعية استلام الأراضي عن طريق الحرب.
وقد ضعف نفوذ القيادة التقليدية لـ منظمة التحرير الفلسطينية وأحمد الشقيري بعد العدوان الإسرائيلي عام 1967 فوقف ياسر عرفات على رأس المنظمة.
لم تؤد هزيمة البلدان العربية إلى حرف الشعب الفلسطيني عن ونواياه, بل بالعكس تماماً, فقد أعطت دافعاً جديداً لحركة التحرير الوطني, التي فرضت نفسها بحزم كونها عاملاً سياسياً وعسكرياً مستقلاً على ساحة الشرف الأوسط. وأصبحت القوات المسلحة التابعة لـ( فتح) تمثل القوى الكبرى للمقاومة الفلسطينية. وعملت الفصائل الفلسطينية على تنشيط فعالياتها السياسية وسط جماهير الشعب من أجل رفع وعيها القومي واستعدادها القتالي. وفي سياق نمو المقاومة ظهر توجه الفصائل الفلسطينية المختلفة نحو التحالف , إلا أن عقبة هامة كانت تعرقل تحالفها , وهي تكمن في البنية الاجتماعية والبرامج السياسية المتباينة للفصائل المختلفة, وصيغها المتمايزة لحل القضية الفلسطينية والنزاع في الشرق الأوسط.
وقر أقر الميثاق الوطني الفلسطيني سنة 1968, والذي حدد الحقوق التي يناضل الشعب الفلسطيني في سبيلها , ألا وهي : تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة على فلسطين والعودة واستعادة الممتلكات في فلسطين , هذا بالإضافة إلى حق استخدام أساليب الكفاح المسلح من أجل إحراز هذه الأهداف.
وفي الوقت نفسه تصاعدت الحملات السياسية والدولة لـ م. ت. ف. والتي ظلت تحتفظ بالمستوى العالي لسمعة القضية الفلسطينية على الصعيدين الأوروبي والعالمي. وكانت م. ت. ف . قد حظيت باعتراف بها كأمر واقع من عدد من الدول يتجاوز عدد الدول التي تقيم العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل . كما أن صوت المقاومة بدأ يرتفع من جميع المحافل الدولية الكبيرة. وظلت إسرائيل تتابع كل ذلك بقلق متزايد, إذ أنها اقتنعت بعجزها عن قهر المقاتلين الفلسطينيين حتى عن طريق اغتيالات قادة المقاومة ودبلوماسييهم, وكانت المراكز السياسية وهيئات الأركان العسكرية الإسرائيلية قد بدأت بتخطيط عملية كبيرة من أجل القضاء على الوجود الفلسطيني في لبنان, وقد تم توجيه الضربة في أوائل حزيران 1982, وكانت هذه عملية عسكرية واسعة النطاق اشتملت على الجنوب اللبناني وصولاً إلى بيروت تاريخ الصحافة الفلسطينية, إذا أن إقامة ونشاط الإذاعة الثورية الفلسطينية لا يمكن فصلها عن التطور العام لوسائل الإعلام الجماهيري التي سبقتها فقد اعتمدت الإذاعة دائماً على خبرة كوادر هذه الوسائل الإعلامية. ولذلك من الضروري تحديد المراحل الأساسية في نشوء هذه الوسائل وتطورها في ضوء ظروف الحياة السياسية داخل البلاد وخارجها, فبدون عزل وتحليل كهذا لن ندرك الأسس التي أقيمت عليها الدعاية والإعلام الإذاعيان الثوريان الفلسطينيان لاحقاً وحتى يومنا هذا .
وتنبثق أهمية هذه العلاقة من أن الإذاعة التي نشأت في فترة متأخرة, لم تعتمد على خبرة الصحافة ولم تستمد كوادرها من صفوف الصحافيين في الجرائد فسحب, بل وتمتعت في سياق تطورها ونشاطها بدعم الصحافة وأنظمتها الإعلامية.
وقد مرت الصحافة العربية في فلسطين بأربع مراحل تاريخية في نشوئها وتطورها, ابتدأت المرحلة الأولى منها بظهور الصحف باللغة العربية في القدس عام 1876, في عصر الحكم العثماني, وانتهت هذه المرحلة بإيقاف إصدار هذه الصحف في بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914, كانت الصحف الأولى باللغة العربية رسمية. فقد عملت الحكومة العثمانية على إصدار صحيفتين رسميتين, هما "القدس الشريف" باللغتين العربية والتركية وصحيفة الغزال باللغة العربية فقط, وكان الشيخ علي الريماوي يترأس تحرير الصحيفتين العربي. ولم ينتظم صدور أعدادهما . لقد تأخر نشوء الصحافة الوطنية الفلسطينية حتى أوائل القرن العشرين بسبب سياسة التمثيل التي انتهجتها الحكومة العثمانية. تعتبر سنة 1908 نقطة الانطلاق للصحافة الفلسطينية, حيث صدر الدستور العثماني الذي تضمن مادة تسمح بإصدار الصحف باللغة العربية, بالإضافة إلى بعض الحريات الأخرى.
وقد بلغ عدد الصحف الصادرة حتى بداية الحرب العالمية الأولى 36 صحيفة سياسية وأدبية وفكاهية. أما المرحلة الثانية: في تطور الصحافة الفلسطينية فامتدت من 1919 إلى 1948 وشهدت مودتها إلى الوجود في ظل الانتداب البريطاني. فقد طرأ على الصحافة في هذه الفترة نهوض سريع رغم الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المزعزعة في البلاد. ومما ساعد على ذلك تطبيق اللغة العربية كونها إحدى اللغات الرسمية الثلاث في مدارس فلسطين. وكانت 241 جريدة ومجلة تصدر في تلك الفترة في فلسطين, منها 41 صحيفة باللغة العربية" ألا أن أصحابها كانوا أجانب, بينما كانت 5 صحف تصدر بلغت أجنبية وكان أصحابها عرب. وتنوعت الصحف بين السياسية والاقتصادية والأدبية والدينية بالإضافة إلى الصحف ذات المحتويات المختلطة , وهذه ظاهرة تمتاز بها فلسطين عن باقي البلدان العربية المجاورة. وقد شهدت الصحافة السياسية النمو الأكبر.
أما المرحلة الثالثة: في تطور الصحافة الفلسطينية, فقد اشتملت الفترة ما بين 1949 و 1967 .
و المرحلة الرابعة: بعد حرب 1967 وهي مرحلة ما بعد النكبة وقيام الكيان الصهيوني فقد أدت الصحافة الفلسطينية دورها هذا بشكل ناجح رغم كل الآراء الانتقادية القائمة, حيث أن الصحف الرئيسية نشرات فرعية تابعة لها , وتطورها بصورة واسعة ومخططة الصحافة التي تصدر يومياً وأسبوعياً وكل أسبوعين, بالإضافة إلى المجلات الشهرية والمجلات التي تصدر في فترات أطول, أمثال فلسطيننا ونداء الحياة , و العاصفة , و المحرر , و أخبار فلسطينية, بالإضافة إلى مجموعة متكاملة من النشرات الإخبارية المطبوعة ألخ
صحيفة فلسطين الثورة اليومية, التي كانت تصدر في بيروت عام 1982, أما حالياً فتصدر في نيقوسيا بقبرص, وهي منبر وحدة الشعب وتطوير وتحقيق برنامج التوحيد ووحدة أعمال مختلف فصائل الثورة, فالصحيفة تنتشر بشكل واسع وسط الجماهير وتمتلك كل مواصفات الجريدة الشعبية المقاتلة مثل عزل المسائل الملحة والحدة السياسية ولهجة المناقشة والروح الأممية والإطلاع الواسع.
إلى جانب الصحيفة اليومية تصدر الثورة الفلسطينية كمجلة شهرية تعرض قضايا النضال من الناحية النظرية, بالإضافة إلى تعميم الخبرة وإلقاء الضوء على القضايا الإيديولوجية والسياسية والتمسك بإستراتيجية وتاكتيك الوحدة الشعبية. وهي أكثر المجلات الفلسطينية انتشاراً..
ففي إطار منظومة وسائل الإعلام الجماهيري التابعة للثورة بشكل عام والصادرة عن م. ت. ف تصدر أيضاً مجلة فلسطين بثلاثة لغات أجنبية ( الإنجليزية, والفرنسية, والإسبانية) وذلك مرتين في الشهر, فقد تمكنت من اكتساب دائرة جادة من القراء على الصعيد الدولي حيث تتمتع بسمعة كونها نشرة إعلامية سياسية اجتماعية حول قضايا قاعدة الوحدة والأعمال الموحدة لـ م. ت. ف .
أما وكالة الأنباء الفلسطينية ( وافا) فهي الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية كما أنها تستلم وتوزع المعلومات على حلقات الدعاية والإعلام الموحد في إطار المقاومة, والتي ليست لها وحدات موازية في أي من الفصائل الثماني ضن م. ت. ف.
يعتمد الجهاز الإعلامي للمقاومة الفلسطينية على الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه إليها الحكومات العربية وعدد من الدول الأخرى, حيث أن الصحافة الفلسطينية تستلم منها آلات الطباعة والورق والمنح الدراسية لإعداد الكوادر. بينما كانت المصاعب في وجه الصحافة الوطنية في مرحلة النضال السلمي تنحصر على الملاحقات والمصادرات وإلقاء الصحافيين في السجن, فقد ازداد وضع الصحافيين ووسائل الإعلام في المقاومة الفلسطينية المسلحة صعوبة وبشكل ملحوظ. حيث أنهم تعرضوا للمطاردات , بل للتصفية الجسدية, وأصبحت الصحف مهددة بالإغلاق . ومثال على ذلك اغتيال غسان كنعان, الكاتب والروائي والرسام, الذي وضعوا قنبلة في سيارته, شأنه شأن ماجد أبو شرار, الذي انفجرت قنبلة في سريره, وكان من مسئولي وسائل الإعلام الجماهيري الفلسطينية . وفي روما اغتيل وائل زعيتر, كما اغتيل عبد الوهاب ألكيالي , الكاتب و المؤرخ, إلى جانب عدد من الآخرين.
تحولت الصحف الفلسطينية إلى العمل السري بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين سنة 1948 ونضيف إلى ذلك عمل الصحافيين الفلسطينيين في صحافة البلدان العربية الأخرى.
فالقضية الأكثر إلحاحاً التي ناقشتها الصحافة خلال الخمسينات, كانت قضية الوحدة العربية وتحرير فلسطين, وجاءت قضية التطور والعدالة الاجتماعية في المرتبة الثانية.
الاتجاه الأول ضرورة تكريس وسائل الإعلام الفلسطينية لإنجاز الهدف الرئيسي والمتكامل للمقاومة الفلسطينية, والمتمثل في تحرير البلاد من الاحتلال الإسرائيلي . كما أن هذا الاتجاه رأى المهمة الرئيسية لوسائل الإعلام الجماهيري الفلسطينية في إقامة وحدة سياسية وفكرية متكاملة في فلسطين وتشجيع المبادرات الهادفة إلى توحيد الفصائل الفلسطينية وتعبئة الشعوب العربية في خدمة هذا الهدف.
أما الاتجاه الثاني: فقد قدر أن المسألة الأساسية التي تواجه وسائل الإعلام في مرحلة النضال التحريري تكمن في إسهامها في تحقيق العدالة الاجتماعية, وفي اعتقاد المنتمين إلى هذا الاتجاه أن وسائل الإعلام الجماهيري جزء لا يتجزأ عن وسائل النضال الفلسطينية وتتحمل المسؤولية المزدوجة أمام شعبها الذي تكثر وتتعقد مشاكله الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.
وفي اعتقاد الاتجاه الثالث أن المهمة الأولية لوسائل الإعلام الفلسطينية في مرحلة النضال من أجل التحرير الوطني ترتبط بتعميق الممارسة الديمقراطية, وذلك عن طريق المزيد من حرية التعبير والانتقاد. ويطرح أنصار هذا الاتجاه عدداً من الشروط لضمان الجو الديمقراطي الذي من شأنه أن يتيح لوسائل الإعلام الجماهيري الفلسطينية أن تمارس دورها التاريخي في تشكيل اتجاهات الرأي العام الفلسطيني والتعبير عنها تعبيراً صادقاً وحراً. وهذا ما من شأنه تأمين وضمان مساهمة الأغلبية من الجماهير الشعبية الفلسطينية في صنع القرارات السياسية وتغيير وجه الواقع الاجتماعي والثقافي الفلسطيني بشكل يتفق مع تراثها العريق ومصالحها المعاصرة. ففي المكان الأول بين هذه الشروط تبرز ضرورة وجود صحافة فلسطينية موحدة, تعبر عن مصالح وأفكار القوى الاجتماعية المختلفة التي تكون المجتمع الفلسطيني
وفي ضوء ذلك فقد تم إيلاء اهتمام خاص للإذاعة, كون أنها ظاهرة من الظواهر المميزة لقرننا الحالي ووسيلة جديدة تضاف الى طرق المواصلات الجماهيرية , وخصوصاً إذاعة المقاومة الفلسطينية ومكانتها ودورها في الحركة التحريرية.
من المعروف أن الإذاعة استقرت باعتبارها وسيلة من أقوى الإعلام والتي تؤثر على الجماهير بصورة أقوى . وقد بدأت الإذاعة تتطور منذ عشرينات القرن العشرين في البلدان الصناعية المتطورة , وذلك لا جاء تحسن أجهزة الاتصال ليمكن من نقل الصوت البشري عبر الأثير. ومنذ أواسط الثلاثينات تحولت الإذاعة إلى وسيلة اتصال أساسية في معظم الدول الغربية, حيث تستعمل في مجال الإعلام والتعليم والترفيه والدعاية التجارية.
ففي البلدان النامية, بما فيها البلدان العربية شأنها شان باقي أجزاء العالم ظهرت في الفترة نفسها برامج إذاعية قائمة على هيمنة الحكومة في هذه البلدان. حيث كانت الإذاعة أساساً تخدم تعزيز السلطة الاستعمارية للحكومة العملية المتعاقبة. وفي الثلاثينات ابتدأ الاستعمال الواسع النطاق للإذاعة لأغراض الدعاية السياسية.
مما لا شك فيه أن الإذاعة قادرة على التواصل إلى كل بقعة من بقاع الأرض وإلى مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية, الكبار منها والصغار, والمثقفين وذوي التحصيل العلمي الأدنى, بينما هذه الفوارق قد تسبب الصعوبات بالنسبة لبقية وسائل الإعلام. أما الإذاعة فلا تتطلب بذلك أي جهود من المستمعين , وهكذا لعدد من الناس تعتبر الإذاعة الوسيلة الوحيدة في متناولهم والتي توفر لهم المعلومات عما يجري حولهم. كما أن الإذاعة قادرة على إشراك الناس في الأحداث, إذ أنها تقترب من الاتصال المباشر للفرد بالفرد, ثم أن تأثير الإذاعة أكبر بكثير مما هو عليه في آلة عرض المطبوعات على ناس أقل ثقافة وتعليماً. أي أن الإذاعة من أسهل وسائل الإعلام وأكثرها ملائمة
تعتبر فلسطين من البلدان العربية الأولى التي تبنت الإذاعة قوة ثقافية ووسيلة للتأثير على الجماهير. من المعروف أن فلسطين ظلت تحت الانتداب البريطاني منذ الحرب العالمية الأولى. إلا أن تلك الفترة تميزت إيضاً بالنهوض الثوري الكبير الذي اكتسب قوة خاصة في فلسطين والوطن العربي. فبعد أن دخلت القوات البريطانية فلسطين في عام 1914, أصبح الرأي العام يحس بالتخلف مقارنة مع الشعوب الأخرى, وزادت مطالبة برفع الحظر عن استخدام وسائل الإعلام الجماهيري, هذا بالإضافة إلى تعبير أوساط الأعمال المحلية عن نفس المطلب. وتحت هذا الضغط وجدت السلطات البريطانية نفسها مضطرة لتسريح استخدام وسائل الإعلام, وذلك في الفترة ما بين 1929 و 1936. وقد افتتحت محطة الإذاعة الفلسطينية ذات قدرة 20 واط وكانت تسمى بـ هنا القدس , وتم بث أول برنامج إذاعي باللغة العربية في شهر نيسان 1939. وتم تعيين الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان مديراً للبرنامج العربي
كانت برامج إذاعة هنا القدس في أوائل 1937 قابلة للالتقاط في القدس وضواحيها, هذا بالإضافة إلى أن أجهزة الراديو القوية كانت قادرة على التقاطها في مدينة رام الله وغيرها من المدن الفلسطينية وصولاً حتى إلى بيروت ( بواسطة جهاز بث قوي تبلغ قدرته20 ها, 1, 449م, ما يساوي 668كها) . فالإذاعة الفلسطينية رغم الوسائل الفنية البدائية التي تمت بها والظروف غير الملائمة إطلاقاً التي عملت في ظلها, كانت رائدة في مجال وضع البرنامج الفلسطيني.
كان البث في الفترة ما بين 1939 و 1948 يستغرق 10 ساعات ونصف ساعة يومياً, منها أربع ساعات ونصف ساعة باللغة العربية وثلاث ساعات ونصف ساعة باللغة العبرية وساعتين و نصف ساعة باللغة الإنجليزية وهو برنامج متكون من الإعلانات التجارية والأخبار من نشرات إذاعة بي بي سي , والحوارات والموسيقى الشعبية والترفيهية وللرقص, والمسرحيات الإذاعية. كان عدد أجهزة الإذاعة في فلسطين في تلك الفترة 21 ألف جهاز . أما بعد إقامة ما سمت بدولة إسرائيل بتاريخ 15 أيار 1948, وتقسيم مدينة القدس إلى قسمين عربي وإسرائيلي بالإضافة إلى تقاسم بقية الأراضي الفلسطينية فيما بين البلدان العربية, فقد ظلت إذاعة "هنا القدس" تحت إشراف المملكة الأردنية فأصبحت تسمى بـ "الإذاعة الأردنية" من القدس ورام الله , وذلك حتى سنة 1967
نشاط إذاعة المقاومة في فترة التفاقم الأكثر حدة لأزمة الشرق الأوسط فيما بين 1968 و 1982 , وهي فترة معقدة للغاية شهدت الضغط القوي على لبنان من الخارج – من طرف إسرائيل , ومن الداخل – من القوة اليمينية, فقد تعرضت المقاومة الفلسطينية للضربات المتلاحقة والتي أجبرتها على التنقل المتكرر لأجهزة البث التابعة للإذاعة, وهي عملية تصاحبها المصاعب البالغة. وقد أدى التغير الظروف إلى تغيير جدول البرامج الإذاعية , كانت هذه فترة تعاقب المراحل السلمية نسبياً بمراحل يغلب فيها الجمع بين العمليات العسكرية والنشاط السياسي, وبين الدبلوماسية والخطوات الدعائية ومراحل الكفاح المسلح الطويلة.
بذلك أعلنت المقاومة الفلسطينية عن وجودها في الأثير أيضاً منذ 11/5/1968. وكانت هذه هي البداية, ومهما حدث لاحقاً, أن صوت فلسطين لم يسكت حتى ليوم واحد.
وكانت المهام كبيرة ومعقدة, ألا وهي: التمسك باستقلالية الحركة التحريرية الفلسطينية في مواجهة مختلف المطامع الخارجية, وتوضيح إستراتيجية النضال وتكتيكه وخط المقاومة المسلحة, المقصودة للمعلومات وأعمال التخريب الإذاعي ومن ثم بداء الاعلام الفلسطيني يدخل حيز اخر وهو حيز التلفزيون والاعلام الفضائي عبر فضائية الاقصى وغيرها من الفضائيات الفلسطينية وهناك نيه لانشاء محطة فضائية فلسطينسة اخرى غير الاقصى
الانقلاب الاخير منذ عسكرة الانتفاضة بعد عام 2000 وبعد فشل مقدمات أوسلو المتلاحقة في إرساء دعائم دولة ذات سيادة وحصار رئيس السلطة المنتخب ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية أبو عمار وبعد المضي في الحصار إلى مرحلة التسميم والوفاة تدرج المستوى الاعلامي والخطاب السياسي بين القوى المنصاعة لاتفاق أوسلو ومنظورها التفاوضي وموقفها من المقاومة ومنظور صناع القرار المقاوم وما تناوله من أدوات إعلامية في اتجاه الآخر المهم هنا أن أبو عمار أفاق من الخديعة الكبرى وقبل أبو عمار أن يدفع حياته ثمنا لهذه اليقظة والاستيقاذ ولو كان متآخرا ً فإنطلقت كتائب شهداء الأقصى في عمليات مثلت تغير نوعي في المواجهة مع العدو الصهيوني ومعها فصائل المقاومة الاخرى إلا أن هناك تيار في داخل حركة فتح كان يعيش في اريحية في مظلة أوسلو وحاز على مكتسبات متعددة ، تنكر للمقاومة وللمقاومين بل حاول التبخيس في انجازاتها وطريقها ووسائلها والنتائج التي يمكن أن تحققها ومضى هذا التيار ليصنع مظلة من الوهم الاعلامي انه على حق وأنه يتصف بالواقعية في حين ان الشعب الفلسطيني سواء خارج الوطن او داخله وقع ضحية لهذا الخطاب وهذا السلوك واستند في حجته الاعلامية على ان الصواريخ “صواريخ عبثية “ وتارة أخرى كرتونية ”
أعتقد ان الساحة الفلسطينية تعيش بمؤثر إقليمي متكامل بل دولي أيضا ً ولكل مؤثر شروطه ومعطياته وآلياته وفي النهاية يقع الشعب الفلسطيني بين تيار التسوية وتيار التهدئة ، لا يوجد نضوج نضالي ينبثق عنه نضوج سياسي في الساحة الفلسطينية وكلا الاطراف المتحكمة في الارادة الفلسطينية تتجاهل عمق الحقيقة الفلسطينية بانه بحاجة إلى قرار صارم والقرار الصارم يحتاج الى قيادة مضحية كما يضحي الشعب الفلسطيني بأبنائه على مذبحة الحرية والكرامة .
من الصواريخ العبثية إلى الصواريخ المسمومة فهل نجد في الساحة الفلسطينية الآن التيار الثالث وهو الوجه الحقيقي للمقاومة الفلسطينية وأريد ان أسال هنا هؤلاء لقد مضى على المقاومة العراقية سنوات من القتال المتعدد الجوانب مع الاحتلال وقواه ولم تضع المقاومة العراقية برنامج سياسي تفاوضي مع الاحتلال أتعرفون لماذا لان المقاومة العراقية حددت مستويات الفعل والنتائج ولأن المقاومة العراقية تعرف ان مازال هناك من الوقت لكي تتحقق فكرة الجلوس على مائدة التفاوض المباشرة أو الغير مباشرة في ظل اتزان أمني وعسكري ولذلك لم تخرج المقاومة العراقية ببرنامج تفاوضي مع قوى الاحتلال لحتى الآن رغم ان المقاومة العراقية أنهكت وأهلكت الجانب الكبير من قوى الغزو وأدواته . الشعب الفلسطيني يقع تحت تأثير قيادات تحب ان تستثمر اي منجز على أول محطة ولذلك الشعب الفلسطيني يخسر باستمرار بدء من أصحاب نظرية الصواريخ العبثية إلى اصحاب فكرة الصواريخ المسمومة .
وهذه نقطة غير جيدة في تاريخ الاعلام الفلسطيني المقاوم اذ تحول الاعلام الفلسطيني من اعلام مضاد للعدو الى اعلام لتصفية الحسابات بين هنية وعباس نحن نامل من الاعلام الفلسطيني ان يعود الى سابق عهده واوج عظمته حينما كان يدار من ناجي العلي وغسان كنفاني ووائل زعيتر وكمال ناصر ومحمود الهمشري وبسام ابو شريف فهلاء الحكام يذهبون وتبقى قيم الاعلام هي الراسخة في اذهان الجماهير
تحية للاعلام الفلسطيني المقاوم والرحمة لشهداء المقاومة الفلسطينية
يتبع ... |
||||
أبو خليل
التميمي بغداد المسورة بكتل الاسمنت |
||||
abokhaleel.1@gmail.com |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||