من المعلوم وللجميع هدف الحزبان الكرديان هو الانفصال وتأسيس الدولة
الكردية ,رغم محاولة الطلباني وبعض قادتهم نفي ذلك عندما يحرجون أمام
الإعلام رسميا ,وقد بدئوا بتأسيس مؤسسات هذه الدولة منذ سنة 1996 بصورة
سرية وأخذت بالظهور العلني بعد الاحتلال وبصورة سافرة وبمساعدة المحتل
,وقد حاول الحزبان تأجيل خلافاتهما والتفرغ إلى استكمـــال الدولة من
جانب وتهيأت الظروف لإعلانها والتي تمثلت بما يلي :
1_التعبئة النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للشعب
الكردي لتقبل فكرة الانفصال عن شعبهم ووطنهم العراق من خلال التركيز
على التكلم بالكردية وشبه المنع للتكلم بالعربية لزيادة الفجوة
الثقافية بين العرب والأكراد وقد نجحوا في ذلك إلى حد بعيد حتى لا تجد
اليوم من يعرف من الشباب الكردي اللغة العربية بعكس الأجيال السابقة
التي نادرا ما تجد من الأكراد من لا يتحدث اللغة العربية والتصرف رسميا
وإعلاميا وشعبيا بأسلوب يوحي بالانفصال وطبعا هذا يشمل التدريس وسن
القوانين وبناء المؤسسات السيادية من شرطة وجيش وعلم وغيرها
2_إتباع سياسة علمانية تبعد الدين وتأثيره ,الغاية منها التقليل من
التأثير الديني على الشعب الكردي والذي يربطه بالمسلمين العرب مما يصعب
عملية الفصل والانفصال .
3_استكمال السياسة الخارجية التي بدأت منذ عقود للتأثير على الرأي
العام العالمي وخاصة الأوربي والذي ركز على كسب العطف من خلال اتهام
حكومة البعث بالإبادة الجماعية واستخدام السلاح الكيماوي في ضرب الشعب
الكردي وغيرها من الاتهامات التي تستهوي الأوربيين وذلك بعد أحداث
الكويت والذي حدد تحرك الدولة العراقية ودبلوماسيتها وإعلامها ,وقد
استكملت هذه السياسة من خلال السيطرة على وزارة الخارجية والسفارات
لاستكمال تحركها خارجيا ,وتحت أنظار ما يسمى بالحكومة العراقية وأمام
أعين الأحزاب العميلة بل ومساعدة البعض منها أمثال المجلس الأعلى وبدر
والحزب الإسلامي والذين يشتركون في مؤامرة تقسيم العراق بصورة مباشرة
ومنسقة .
4_محاولة الاتفاق مع شركات أجنبية لاستخراج النفط في أراضي الإقليم
تهيئة للانفصال الاقتصادي الذي يسهل عملية الانفصال من خلال وجود
موارد مالية تكفي لإنشاء دولة مستقلة ولديمومتها .
5_إتباع سياسة تجارية تعتمد على الاستيراد المباشر من الخارج فيما يخص
احتياجات الإقليم وتعتمد على الابتعاد عن الارتباط بالعاصمة تجاريا
وماليا .
ويعتقد الكثيرون أن سبب عدم الانفصال هو عدم ملائمة الظروف الدولية
والإقليمية وخاصة الاعتراض التركي الإيراني السوري عليها فقط بسبب
الوجود الكردي في هذه الدول والذي سيخلق تمردا مشابه أو نزعة انفصالية
مشابهة ويمكن أن نوجز أسباب عدم الانفصال لحد الآن بما يلي :
1_معارضة دول الجوار لإقامة الدولة الكردية .
2_لم تستطع قيادة الحزبين الكرديين من استكمال مقومات الدولة وخاصة
المقومات الاقتصادية لحد الآن .
3_ عدم وجود تأييد دولي وخاصة أوربي أمريكي حالي للانفصال وكذلك عدم
ملائمة الأوضاع الدولية الحالية المتهيئة لتقبل الانفصال وإقامة دولة
كردية.
4_بالرغم من كل الدعوات والتعبئة التي قام بها الانفصاليون وبالذات
الحزبان الكرديان إلا إن هنالك قوى كردية وطنية وعشائرية وإسلامية مهمة
ضد الانفصال ومتمسكة بوحدة العراق .
بالرغم من كل هذه الأسباب فان الفيصل والسبب الأساسي والذي يفرض على
الحزبان الكرديان عدم الانفصال بل مجرد الدعوة إليها والتهديد بها فقط
كلما اشتد الخلاف مع حكومة الاحتلال دون فعل حقيقي ليس النقاط أعلاه
رغم أهميتها وتأثيرها أو غيرها بل هو عدم انتهاء أزمة ما يسمى بالأراضي
والمناطق المتنازع عليها وتشمل كركوك والشيخان وسنجار وخانقين ومندلي
والتي هي الحلقة التي تربط العراق بشماله ومتى ما انتهت هذه المسالة
بالطريقة التي يريدها الحزبان الكرديان ,فلن يتوان هذان الحزبان من
الإعلان الانفصال وفورا ودون تردد وان النقاط المذكورة أعلاه لن تكون
عائقا له وستجد ألف مبرر للإعلان عن الانفصال.
|