إن من شاهد برنامج قناة "العربية" الأمريكية الأخير والذي خصصه الجرذ
الإعلامي في هذه القناة لتجني على مرحلة من أنصنع صفحات التاريخ العربي
المعاصر، والهجوم المفضوح والتلفيق اللئيم والكذب على حياة بطل رحل
شهيد خاتم مسيرة العز والكبرياء العربي الخالدة بالشهادتين بعد أن حقق
النصر على أعداءه وأعداء أمته، هو الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله،
الذي آمن منذ صغره بالله والرسول الرسول (ص) وبالقضية الوحدوية للأمة
العربية وللمسلمين، صدام حسين الذين كان عنوانا للأحرار والنضال
الإنساني، صدام حسين الذي آمن بفلسطين حتى كانت أخر ما صدح به صوت الحق
على لسانه، صدام حسين الذي تكالبت كل قوى الشر العالمية في الغرب
الإمبريالي (أمريكا
وحلفاءها) وفي الشرق الأممي المجوسي (إيران وصنائعها في الوطن العربي)
عليه، وهو صامدا صابرا محتسبا، وشامخا شموخ أمته العربية المجيدة، أمة
الرسالة العربي الخالدة..
الشهيد صدام حسين والموقف المشرف من الفرس:
أقول أن من شاهد ذلك البرنامج؛ لا شك سيزداد يقينا أن هذه الأداة
الاستعمارية بدأت تتآكل ليس لأن الشعب العربي والوسط النخبوي فيه
كشفها، كلا؛ فهي مكشوفة أصلا، وإنما ظهر ذلك التآكل والخراب الذي بدأ
ينخر جسمها السيئ بالتزامن مع هزيمة قوى الشر والعدوان على أمتنا
العربية المجيدة وعلى العراق الصابر المجاهد باعتباره كان ولا يزال رأس
حربة التصدي للمخططات الاستعمارية الرامية إلى المس من ثوابت أمتنا،
والنيل من كل مقدساتها، فالعراق بقيادة الشهيد البطل صدام حسين المجيد
عرف بحق مكمن الداء وسلك طريق الشفاء، فعراق الشهيد صدام حسين رحمه
الله ـ وهذا للأمانة التاريخية يعرفه الجميع ـ وقف ضد التقلقل الفارسي
المجوسي ممثلا في إيران الخميني لأنه اكتشف حقيقة هؤلاء الفرس،
وأطماعهم التوسعية وطموحهم في إفساد عقيدة العرب المسلمين من خلال
الطرائق الباطنية اللطمية المجوسية والزندقة التي تصدر من حوزة "قم"
الفارسية، لأنه كان يفكر بعقل الفارس العربي واضعا نصب عينيه المصلحة
العربية والأمن القومي العربي، الذي اعتبره الشهيد صدام حسين رحمه الله
ومنذ نعومة أظافره كلا لا يتجزأ، لذلك لم يتردد ولم يعطي فرصة للتخاذل
في قضية أمنية وجهادية يقف العرب اليوم؛ وبعد أن كشف التاريخ والحقائق
الثابتة أنها تهدد الأمن والسلم العربي وتطمح لضرب العرب في كل مقومات
وحدتهم وأمنهم (دينهم ولغتهم)، أمامها حائرين ويكتشفون يوما بعد يوم كم
كان القائد الشهيد محقا في أن الفرس يعتنقون عقيدة الحقد والكراهية لكل
ما هو عربي ويسعون إلى إفشال العمل العربي المشترك وشل مسيرة التضامن
العربي، وليست المسرحيات الهزلية التي تعرض بحبك سيئ على أرض ووطننا
العربي وببطولة الفرس أو عملائهم، إلا دليلا قاطعا على ذلك، فمنذ
أسابيع اكتشف النظام الملكي المغربي أن الفرس يغزون العقيدة السمحة في
بلاد المغرب، كما تأتي خطوة السعي لشق الصف العربي من خلال التطبيل
لقمة الدوحة التي لم يخفى على أحد أنها كانت بصلتها تحرك بأيادي
فارسية..
وليس سرا أن إيران المجوسية وعلى لسان أحد ناعقيها هي التي ساعدت
الولايات المتحدة الأمريكية في اختلال العراق وأفغانستان، وعملت لاحقا
على تكريس الطائفية في العراق وزرع عصابات حكماء صهيون في أرض
الرافدين، فعاثوا فيها فسادا ونكلوا بالشرفاء من العرب العراقيين (سنة
وشيعة)، كما كانت إيران الفارسية وراء فكرة إعدام الشهيد صدام حسين
رحمه الله.
وقد قال آية الفرس أن "العدالة الإلهية تحققت بإعدامه" طبعا هو يعني
"عدالة" العقيدة الفارسية الحاقدة على العرب..
وليست خطوة النظام الفارسي في الاستحواذ على طائرات العراق إبان
العدوان الثلاثيني إلا عملا فارسا حاقدا ينم عن سوء في المعاملات ونقض
لكل المواثيق والعهود وتنكر للأمانات، والذي ـ أي السلوك الفارسي ـ
سيظهر جليا بكل ضح بعد احتلال العراق من خلال العمل تحت المحتل
الأمريكي (الشيطان الأكبر) لتدمير العراق أرضا وإنسانا.. فمن
ينكر ذلك؟..
الشهيد صدام حسين والغرب الأكلوسكسوني –
الصهيوني:
في هذا البرنامج تناسى الحثالة الإعلامي، أن الشهيد صدام حسين رحمه
الله وقف ضد الغرب الاستعماري والصهيونية منذ بداية حكمه للعراق، وأنه
دك حصون الصهيونية الغاصبة في "تل آبيب" على أرض العرب السليبة فلسطين،
وأن صدام حسين لم يدع فرصة لحث العرب على النهوض ضد الاستعمار
والصهيونية، في كل المحافل والمؤتمرات العربية منذ أول مؤتمر وحتى
العدوان الآثم على العراق، وأن صدام حسين دعم بسخاء كل فصائل المقاومة
في فلسطين دون تمييز باعتبار فلسطين قضية مركزية عند العرب لا ينبغي
فتح الباب لتجزئة الفعل المقوم فيها، لكي لا يحدث ما حدث بالفعل بعد
رحيل الشهيد رحمه الله، من افتتان داخلي قذته كل الأيادي الآثمة،
لإضعاف الجهد المقاوم وتقسيم الأرض
المحتلة على أساس الولاء المكرس للإنشقاق..
إن الشهيد صدام حسين عمل منذ البداية على مقارعة الاستعمار والصهيونية
منذ حرب 1973 التي أبلى فيها العراق أحسن البلاء، مرورا بالعدوان
الثلاثيني على العراق والذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية سنة مطلع
التسعينات وبمباركة من بعض الأنظمة العربية التي كانت مرتهنة للفعل
الاستعماري والتي يعتبر بعضها من أهمه أسباب معركة أم المعار الخالدة
التي حقق فيها العراق بقيادة الشهيد صدام حسين رحمه الله النصر المأزر
على جميع الأصعدة..
الكويت واللحظة التاريخية الدقيقة:
لا يخفى على أحد أن عمل النظام الأميري الكويتي التابع والمؤتمر بأمر
بوش الأب في تلك الآونة هو السبب الرئيسي وراء دخول القوات العراقية
للكويت قبيل الحرب التي كان الاستعمار الصهيو-أمريكي يخطط لها على عراق
الشهيد صدام حسين رحمه الله، وكان الشهيد يعرف بحكم اطلاعه على ما يدور
في الخفاء، الدور التخريبي الذي يلعبه حكام الكويت بالتنسيق مع قوى
العدوان في منطقة الخليج، فكان دخول الكويت ضرورة لمنع تمركز القوات
الغازية في هذا البلد المتمالئ مع العدو.. فأي تحرير للكويت قامت به
آمرتها أمريكا في التسعينيات؟..
دور الإخوة العرب وفرصة إرضاء الأعداء:
إن الدور المتخاذل الذي لعبته بعض الأنظمة العربية المتمالئة إبان
العدوان الثلاثيني على العراق لا يجهله أيا كان، فبالإضافة إلى تسييل
الأموال الطائلة في اتجاه جبهة الأعداء، لضمان التمويل المادي
واللوجستي لها، فقد عمل الإخوة العرب (الأنظمة العربية) على تسهيل عبور
القوات الغازية، وقمع التضامن الشعبي العربي، ليس في أم المعارك وحدها
وإنما ظل ذلك ديدن هذه الأنظمة رغم حصار العراق الشقيق وتجويع أطفاله
وهدر ممتلكاته من خلال عملية "النفط مقابل الغذاء" سيئة السمعة، وتواصل
ذلك العمل المتخاذل من لدن أنظمة الارتهان العربية، طيلة سنين الحصار
والعراق صابرا صامدا، وجاءت معركة الشرف الأخيرة الحواسم وحارب العراق
قوى الشر والاستعمار بمفرده مرة أخرى دون أن يحرك ذلك ضمير الأخوة
العرب، وتم احتلال العراق وتمزيقه على مرأى مسمع الإخوة العرب، بل
الجزء الأهم من الدور ما زال متواصلا ألا وهو فتح القنوات العميلة مثل
قناة "العربية" الأمريكية، وأخريات لمهاجمة النظام العراقي وشخص الرئيس
الشهيد رحمه الله وتثبيط العمل الشعبي العربي من خلال بث السموم
الإعلامية، ذلك الدور الذي يبدو أن القناة المذكورة، لم تستطع التخلي
عنه حتى بعد الحرب على العراق 2003 واحتلاله، وأيضا بعد رحيل الشهيد
رحمه الله وبعد أن اقتربت ساعة النصر وبدأ العلوج الطراطير يسحبون ما
تبقى من عدتهم وعددهم وعتادهم، ما زالت "العربية" الأمريكية تواصل لعب
الدور ذاته!!..
الحقيقة لا الافتراء..
يقول الجرذ في قناة "العربية" الأمريكية، أن هناك مبادرة لرفع الحصار
عن العراق، وأنا أنكر ذلك؛ ولكن كيف ومتى وأين؟..
كيف جاءت المبادرة؟
وللجواب على هذا السؤال أقول أن القمم العربية التي عاصرت العدوان على
العراق في جميع مراحله وحصاره، كلها لم تقدم مبادرة وإنما كانت مجرد
أملاءات من الولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن
يقبل العراق بها، كما لا يمكن للعقل أن يتقبل فكرتها بالأساس لأن فاقد
الشيء لا يعطيه.
أما حول ما أورده الخسيس المسمى عائد مناع، بطرقته الهزلية والهزيلة
والركيكة طبعا، عن أن الشهيد صدام حسين رحمه الله، قبل التفتيش مؤخرا
وضيع فرصة مبادرة الملك السعودي آن ذلك؛ قائلا: إن المبادرة المذكورة
لم يقبلها العراق لأنه لا قوة عند الإخوة العرب "الأنظمة المرتهنة"
لفرضها وأن صدام حسين لا تخيفه إلا القوة، والأمم المتحدة سينفذ
قراراتها طوعا خوفا من الجيوش!!..
كم أنت حقير يا عائد مناع ـ "مَناَّعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتًدٍ أَثِيم..
عُتُلِّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ" صدق الله العظيم ـ إن الشهيد صدام
حسين الذي ارتعدت فرائس الأوباش الغربيين من بطشه ودحر أقوى قوى الشر
في العالم، ودك جحر الكيان الصهيوني الذي لا يملك جحرا أصلا على أرض
فلسطين العربية، والذي أذهل كل من رآه وهو يتحدى الغزاة والحاقدين في
المهزلة المسماة "محكمة" بصموده الأسطوري، وثباته الخارق على مبادئه
مجسدا نفسية المؤمن الصادق المحتسب المتكل على الله، إنه الشهيد صدام
حسين الذي وقف مقدما مبتسما رابط الجأش على منصة الإعدام، ثابتا لا
يتلجلج ولا يخيفه شيء لأنه اختار طريقة التضحية والفداء، والجهاد ..
مستمسكا بالعروة الوثقى .. ضاربا أروع صور البطولة .. ناطقا بالشهادتين
"أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله". |