أولا : المقدمة
تتميز القومية العربية بخصال
إنسانية أصيلة أنعكست على
علاقاتها مع القوميات والشعوب
الاخرى وتستمد هذه الخصال اصالتها
من
إرث
تاريخي من المباديء والممارسات
مستوحاة من قيم السماء
وطبيعة الأمة وتجسدت
في السفر التاريخي لحضارة العرب
وفي دور العرب في نشر رسالة
التوحيد خلال الفتوحات الإسلامية
وفي عدالة الدولة العربية-
الإسلامية وما حققته من إنجازات
على مستوى العلوم والمعارف والفن
المعماري وشتى مناحي الحياة
لمصلحة الإنسانية جمعاء .
والأمة العربية لها إرث غني من
التفاعل الفكري والثقافي والحضاري
مع الأمم الأخرى ، لكنها كانت
دائما تواجه بعداء مستحكم من
الفرس الذين لا زالت عقد التاريخ
وهزيمة إمبراطوريتهم أمام الفتح
العربي-الإسلامي ووهم التفوق
الكاذب والرغبة في الهيمنة تطبع
سلوك نخبهم الحاكمة تجاه العرب .
ثانيا : التوسع الإيراني على حساب
الأراضي العربية
1 - تشير الحقائق والوقائع
التاريخية أن العراق هو البوابة
الشرقية للوطن العربي الذي دارت
من خلاله رحى الصراع العربي –
الفارسي عبر التاريخ الى يومنا
هذا ، والعراق صخرة الدفاع بوجه
التمدد الفارسي . ومنذ عهد
الأخمينيين والحيثيين والميديين
وقفت القبائل العربية في العراق
بوجه محاولات الفرس لنشر افكار
ومفاهيم ( الزرادشتية والمانوية )
في الوطن العربي ، وكانت تلك
المحاولات التوسعية تنتهي بإنتصار
القبائل العربية وهزيمة الفرس .
2 - ومنذ القرن السادس عشر
الميلادي، تبنت الدولة الفارسية
نهجا ثابتا في السعي للتوسع
والهيمنة على العراق ، وبرز هذا
النهج في إنتهاك إيران المستمر
للمعاهدات والإتفاقيات
والبروتوكولات التي عقدتها
برعاية وإشراف دول وجهات محايدة
لإقرار أسس سليمة ومتوازنة
لعلاقتها مع العراق الصراع
المسلح وهناك ( 15) أتفاقية
وبروتوكول بين العراق وإيران
لضمان أمن ومصالح وحدود كل من
البلدين خرقتها إيران جميعا ،
ومنها إتفاقيات عام 1535م، 1555م،
1568م، 1590م، 1618م، 1639م
اتفاقية زهاب واتفاقية كردن
1746م، واتفاقية أرض روم الأولى
1823م، واتفاقية ارض روم الثانية
1847م، وبروتوكول القسطنطينية
1913م، وبروتوكول 1925م،
وبروتوكول 1935م، واتفاقية 1937م،
واتفاقية الجزائر عام 1975م،
3 - وفي عام 1925 إقتطعت الدولة
الفارسية إمارة الأحواز العربية
وضمّتها الى أراضيها بتواطؤ من
المحتل البريطاني . وأقليم
الأحواز
الواقع على الشواطئ الشرقية
للخليج العربي تبلغ مساحته نحو
330 ألف كيلو متر مربع ، وكان
يسمى
آنذاك "بإمارة عربستان" أو "إمارة
المحمرة"ويسكنه
نحو اكثر من ( 8 ) مليون عربي من
القبائل العربية التي لها
إمتداداتها الحالية في العراق
مثل بني كعب وخفاجة وظفير وبني
مالك وبنو منصور وغيرهم من
الإصول العربية . وعملت إيرن على
(تفريس) الأحواز وحرمت عرب
الأحواز من حقوقهم وصادرت
حرياتهم ومنعت لغتهم العربية لغة
(القرآن الكريم) من التداول
الرسمي في دوائر ومؤسسات الدولة
الإيرانية والمناهج الدراسية في
التعليم الإبتدائي الثانوي
والجامعات.
4 - وفي عام 1971 إحتلت إيران
الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى
وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة
لدولة الإمارات العربية المتحدة ،
ولا زالت تصر على إحتلالها وترفض
طلب الإمارات عرض موضوع الجزر
الثلاث على التحكيم في محكمة
العدل الدولية .
5 - وإستمرارا لنهجها العدواني
التوسعي حاولت إيران في مطلع
ثمانينات القرن الماضي تنفيذ
برناجها العدائي التوسعي ضد
العراق ، وطرحت هدف إسقاط نظام
الحكم الوطني في العراق وإقامة
نظام حكم طائفي فيه ضمن مشروع ما
يسمى ( تصدير الثورة الإسلامية)
. وإبتدأ ذلك العدوان
بالإعتداءات المتكررة على المدن
الحدودية وإحتلال مخافر حدودية
عراقية ورفع العلم الإيراني مع
تحريك خلايا وعناصر في الداخل
وإغتيال المسؤولين العراقيين
وتفجير السيارت المفخخة في
الأماكن العامة لخلق فوضى ونشر
مفاهيم وأفكار وممارسات فارسية
صفوية . وإتخذت الأعمال
العدوانية العسكرية الإيرانية ضد
العراق طابع الحرب غير المعلنة
منذ 4/ أيلول1980 ، وبدأ الرد
العراقي في 22/ أيلول 1980 .
وبعد ستة أيام من الرد العراقي
أصدر مجلس الأمن
مجلس الأمن القرار 479 المؤرخ 28
/9/ 1980 طالب فيه إيران والعراق
بالوقف الفوري لإستخدام القوة وحل
خلافاتهما بالوسائل السلمية طبقا
لمباديء العدالة والقانون الدولي.
ووافق العراق على القرار ولم
توافق عليه إيران وواصلت شن حربها
العدوانية على العراق .بعد ذلك
أصدر مجلس الأمن ستة قرارات أخرى
طالبت بوقف الحرب وإنسحاب الطرفين
الى الحدود الدولية والبدء
بالتفاوض لحل سلمي للخلافات
بينهما (القرارات 514 في
12/7/1982 و 522 في 4/10/1982 و
552 في 1/6/ 1984 و582 في
24/2/1986 و588 في 8/10/1986
و598 في 20/7/1987 ). ووافق
العراق على جميع هذه القرارات
ورفضتها إيران جميعا مواصلة
عدوانها على العراق.إن تدخّل مجلس
الأمن وإصداره سبعة قرارات
متتالية تطالب بوقف إطلاق النار ،
وهي قرارات ملزمة ، ورفض إيران
لهذه القرارات ، يجعل إستمرار
حربها على العراق عملا من أعمال
العدوان ، كما يرتب عليها مسؤولية
إستمرار الحرب منذ صدور أول قرار
لمجلس الأمن في 28/9/1980 ولغاية
قبولها بالقرار 589 ووقف إطلاق
النار في 8/8/1988. وذلك يعني
مسؤوليتها المباشرة عن جميع
الأضرار المادية والبشرية التي
سببها إستمرار عدوانها على العراق
خرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ،
بضمن ذلك دفع التعويضات والمحاسبة
على الجرائم التي إرتكبت خلال
الحرب .
6 – وفي عام 1991 إستغلت إيران
إنشغال العراق في الدفاع عن أرضه
ضد العدوان الأمريكي وأرسلت ضباط
مخابراتها ومعهم مجاميع من
المرتزقة وأسرى الحرب العراقيين
الذين أجبروا على الإنضمام الى
(فيلق بدر) ، أرسلتهم الى جنوب
العراق ومارسوا اعمال التخريب
وقتل الابرياء واغتصاب
النساء واحراق الدوائر الحكومية
والمستشفيات والمدارس . وإستطاع
الجيش العراقي الباسل أن يجهض
محاولتهم وألقى القبض على مجاميع
كبيرة من ضباط المخابرات
الإيرانية ، وجرى عام 2002
تبادلهم مع أسرى عراقيين من الحرب
العراقية الإيرانية ، وهذا موثق
لدى الصليب الأحمر الدولي .
7 - تحاول إيران إستخدام شعارات
الثورة ومعاداة الصهيونية لكسب ود
القوى الطائفية والدينية المتطرفة
في الوطن العربي لتحويلهم إلى
عملاء مأجورين ينفذون أجندتها
التوسعية على حساب الأمة العربية
. إن فضيحة مبادلة الرهائن
الغربيين الذين كان يحتجزهم حزب
الله في لبنان مقابل رسالة من
الأمين العام للأمم المتحدة
ديكويلار في 1991يتهم فيها العراق
بشن الحرب على إيران ( وهي
الفضيحة التي كشفها جيادومنيكو
بيكو مساعد الأمين العام للأمم
المتحدة في كتابه رجل بلا سلاح )
هي دليل صارخ على أن إيران تستخدم
(حلفائها) الأمريكان وفي المنطقة
العربية لتنفيذ سياساتها
العدوانية ضد الأمة العربية .
8 - تتدخل إيران في الشؤون
الداخلية للدول العربية وتحاول
نشر الطائفية بهدف تمزيق النسيج
الإجتماعي للدول العربية . وآخر
نزعات التوسع والهيمنة التي
أعلنتها هي إدعاؤها بأن دولة
البحرين هي جزء من الأراضي
الإيرانية.
ثالثا : دور إيران في تسهيل ودعم
الغزو والإحتلال الأمريكي للعراق
1 – ساهمت إيران بشكل فعلي في
الإحتلال الأمريكي للعراق بواسطة
خلايا فعالة وقوى مدربة عسكرياً
وإستخباراتياً لصالح القوات
الأمريكية الغازية في مراحل
الإشتباك ومن ذلك تأمين خطوط
الإمداد والتموين للقوات
الامريكية وتعزيز تقدمها نحو
بغداد من الحدود العراقية –
الكويتية ،والقيام بإشاعة الفوضى
والنهب والقتل لإرباك الوضع في
الداخل والتأثير على اداء القوات
العراقية في الدفاع مما ساعد في
تسهيل مهمة القوات الأمريكية .
وقد أقرّ القادة الإيرانيون بذلك
حيث صرح نائب الرئيس الإيراني
أبطحي بقوله ( لولا إيران لما
إستطاعت أمريكا إحتلال العراق ) .
إن هذه الحقائق تؤكد إن إيران
شريك اساسي في الغزو والإحتلال
الأمريكي غير الشرعي للعراق
وبموجب القانون الدولي فهي مسؤولة
عن جرائم الحرب التي إرتكبت مثلما
هي مسؤولة عن دفع التعويضات
للعراق .
2 - وبعد إن تم إحتلال العراق
دخلت إيران بثقل عسكري وسياسي
ومخابراتي ومالي وإقتصادي
للهيمنة على
كل مفاصل الحياة في العراق ،
واشرفت على تشكيل العملية
السياسية المنشأة في ظل الإحتلال
ونصّبت فيها أحزاب وقوى ذات منشأ
إيراني . على صعيد آخر أخذت
خلايا إيرانية غير مكشوفة تغلغت
في وزارتي الداخلية والدفاع في
تصفية الطيارين العراقيين وكبار
ضباط الجيش العراقي والشخصيات
الوطنية والعلماء وأساتذة
الجامعات وتكريس الطائفية والقتل
على الهوية في محاولة لتقسيم
العراق من خلال التهجير القسري
وفق أجندة الدستور الطائفي الذي
كتبه اليهودي (نوح فيلدمان )
والذي وردت فيه مفاهيم الفيدرالية
والمحاصصة الطائفية ، أي عراق
تقوده الميليشيات المدعومة من
إيران وجهات إقليمية ودولية أخرى
سعت من جهتها للعب على وتر
الطائفية ، وشرعت إيران منذ أول
أيام الإحتلال في محاولة سلخ
العراق من محيطه العربي وتبديل
هويته القومية بهويات طائفية
وعرقية ، وهي لا تزال تسعى
لإزالة أي معلم أو آثار أو كتاب
أو تمثال أو اسم شارع ذو صفة
عربية ، وإستبدالها بمعالم وأسماء
أعجمية .
3 - كما إستخدمت إيران أموال
النفط العراقي الذي تسرقه من حقول
البصرة ( قّدّره تقرير
بيكر-هاملتون بنصف مليون برميل
يوميا ) والنفط الذي تنتجه من
حقول عراقية إستولت عليها في
منطقتي مجنون والفكه للإنفاق على
تطوير برنامجها النووي الذي يهدف
الى فرض هيمنتها على الأرض
العربية . ومعروف أن إيران لا
مشكلة لها مع إسرائيل منذ أيام
الشاه ، ونظام الخميني إشترى
السلاح من إسرائيل ( فضيحة إيران
غيت ) ، وإن إعلان إيران وقوفها
الى جانب الشعب الفلسطيني هو
مزايدة سياسية وورقة مساومة لا
أكثر . ولم يسجل التاريخ لإيران
موقف حقيقي مع العرب في كل
الحروب العربية مع الصهيونية بل
أنها كان لها دور فعال في إشغال
العراق عن المواجهة والصراع مع
إسرائيل .
4 – وإستغلت إيران وجود عملائها
في العملية السياسية المنشأة في
ظل الإحتلال وقضمت المزيد من
الأراضي العراقية وبالذات في
محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد
الحقول النفطية العراقية الكبرى ،
كما حولت مجاري الروافد التي تصب
في حوض دجلة الى داخل أراضيها
خرقا للقانون الدولي ،وهي تحاول
حاليا ضم جزيرة أم الرصاص
العراقية الغنية بالنفط مقابل
(عبادان الإيرانية) جنوب شرق
البصرة بحجة تغيير خط التالوك ضمن
مجرى المياه في شط العرب نتيجة
الطمي الطيني . وتقوم إيران حاليا
بإستخراج النفط من حقول مجنون
وطردت الكوادر الهندسية النفطية
العراقية أمام مرأى ومسمع حكومة
الإحتلال كما تستخدم طريقة الحفر
المائل لسحب النفط من داخل عمق
الحدود العراقية بحجة إنها آبار
مشتركة علماً إن الآبار المشار
إليها تقع داخل الأراضي العراقية
بعمق( 10 ) كم
5 - تجاوزالوجود الإستخباري
الإيراني في العراق ، تحت غطاء
العمل الدبلوماسي، السياقات
البروتوكولية المعمول بها وفق
القوانين الدولية بين الدول حيث
وصل عدد القنصليات الإيرانية في
العراق الى سبعة قنصليات منتشرة
في محافظات عراقية في الشمال
والوسط والجنوب وعلى النحو
التالي ( بغداد – البصرة –
السليمانية – اربيل – النجف –
كربلاء – بابل ) ويهدف هذا
التواجد الى تحقيق مايلي :
- التحكم بالوضع الامني والسياسي
والتدخل بالشؤون الداخلية
للمحافظات ، وإستخدام مقرات
القنصليات لتنفيذ السياسات
الإيرانية مستفيدين من الحصانة
الدبلوماسية .
- تعمل القنصليات سياسيا وإداريا
وإقتصاديا لمتابعة عمل الخلايا
الإيرانية في المجال الأمني ولربط
السوق العراقية في السوق الإيراني
من خلال عقود إقتصادية تبرمها مع
كل محافظة على إنفراد .
- العمل على إلغاء عروبة العراق
من خلال نشر ثقافات وممارسات
دخيلة على الواقع العراقي والعربي
.
- التهيؤ لملء الفراغ الأمني في
حال إنسحاب أمريكي محتمل .
6 – رغم ما يطفو على السطح من
خلافات أمريكية-إيرانية حول
العراق ، إلا أن الوقائع تشير الى
التنسيق متواصل بين البلدين
لوجود مصلحة مشتركة لهما ، أدناه
أهم عناصرها :
- هناك مصلحة مشتركة في العمل على
تقسيم العراق وإخراجه من دائرة
الصراع العربي الإسرائيلي والتخلص
منه كقوة أقليمية مؤثرة في
المعادلة الدولية ولها مقومات
المواجهة .
- الإستفادة من ضعف العراق في
إستمرار نهب ثرواته النفطية ،
فالإيرانيون يستولون على الحقول
الحدودية والأمريكان يوقعون على
عقود مشاركة طويلة الأمد لإنتاج
وتصدير النفط.
- محاربة الدين الإسلامي الحنيف
من خلال تشويه صورته بإستغلال
الطائفية وإشاعة القتل والإحتراب
بين أبناء الدين الواحد بهدف الحد
من توسع الفكر الإسلامي الصحيح
بإعتباره أحد اهم الأخطار على
المشاريع التفتيتية الباطلة
والمخططات الغربية .
- الإستمرار في إبتزاز دول الخليج
مالياً وعسكرياً وإقتصادياً من
خلال تخويفها من ظهور إمبراطورية
إيرانية شغوفة بالتوسع والسيطرة
على ثروات هذه الدول وإعطاء مبرر
لحكومات دول الخليج لعقد صفقات
أسلحة لم تستخدمها حاليا ولن
تستخدمها مستقبلاً .
رابعا : الخلاصة
إن الجريمة التي إرتكبتها
الولايات المتحدة الأمريكية
وبريطانيا بغزو وإحتلال العراق
عام 2003 م خارج الشرعية الدولية
أدت الى تغلغل إيران في العراق
حتى أصبحت إيران هي الرابح الأكبر
من هذا الغزو ، حتى أن مسؤولين
أمريكان إعترفوا بإن بلادهم سلّمت
العراق على طبقٍ من ذهب الى إيران
. وبالتالي فأن العراق في وضعه
الحالي يخضع لإحتلالين أمريكي –
إيراني . أما الإحتلال الإيراني
فقد هيمن على كل المفاصل والمرافق
الحيوية من مؤسسات أمنية وإدارية
وخدمية وهو الأكثر خطورة من كل
أنواع الإحتلالات ، ولاحظ العالم
ما حصل في سير إنتخابات مجالس
المحافظات والجولات التي قام بها
مسؤولون إيرانيون مثل جولة القنصل
الإيراني في البصرة وتفقد سير
الإنتخابات في 30 / 31 / 2009
هو تدخل وقح في الشؤون الداخلية
للعراق الهدف منه التمكن من
المساهم في وضع النتائج
الإنتخابية لحساب كيانات وقوى
تعمل علناً لخدمة الأجندة
الفارسية الصفوية في العراق ،
كما أن الزيارات المتكررة
للمسؤولين الإيرانيين للعراق
وآخرها زيارة هاشمي رفسنجاني تؤكد
أن إيران باتت تعتبر العراق
(حديقتها الخلفية ) وأنها أصبحت
الحاكم الفعلي للعراق ، وهي تعد
نفسها حاليا لملء الفراغ في حالة
الإنسحاب الأمريكي من العراق.
ونظراً لخطورة الدور الإيراني على
حاضر ومستقبل العراق ينبغي على
كل العراقيين وفي طليعتهم القوى
الوطنية المقاومة والرافضة
للإحتلال الأمريكي – الإيراني
التوحد والتصدي لإفشال المشروع
الصفوي الخطير على الشعب العراقي
ومستقبل أجياله وضرورة التمسك
بوحدة العراق أرضاً وشعبا للحفاظ
على هويته العربية.
وتحسبا لمخاطر المشروع الفارسي
الصفوي فأننا ندعو النظام العربي
الرسمي لتحمل مسؤولياته القانونية
والأخلاقية والمصيرية والوقوف الى
جانب الشعب العراقي ، كما نهيب
بالشعب العربي أن يواجه الثقافة
الصفوية بثقاقة العروبة والإسلام
الصحيح الذي يستند الى فلسفة
الإسلام ومساندة شعب العراق وهو
يصارع الظروف العصيبة حتى يتمكن
أبناءه المخلصون من طرد كل اشكال
التواجد الأجنبي وبناء عراق موحد
يسوده القانون ومباديء
الديمقراطية والعدالة وإطلاق
التنمية لما يمتلكه شعب العراق
من قدرات علمية هائلة وموارد
إقتصادية وكل مقومات التنمية
والبناء ليصبح بلد السلام كما كان
منارة للعالم يتعامل مع الشعوب
والإمم على وفق قواعد القانون
الدولي وحقوق الإنسان .
خامسا : الإستنتاجات
1) هناك تعاون إستراتيجي
وتكتيكي بين طرفي الإحتلال –
الولايات المتحدة الأمريكية
وإيران.
2. وجود مصلحة مشتركة بين طرفي
الإحتلال على إخراج العراق خارج
دائرة الصراع كونه قوة أقليمية
مؤثرة لتوفير مناخ آمن للصهيونية
في فلسطين ، أمريكا من جانبها
تريد عراقا ضعيفا يسمح بالتمدد
الإيراني عبر الحدود .
3) وجود مصلحة مشتركة بن طرفي
الإحتلال في تشويه الدين الإسلامي
والتاريخ الإسلامي من خلال
التركيز على الطائفية . إن إدعاء
غلاة الفرس أن الخلفاء الراشدين
إغتصبوا السلطة وأن جميع خلفاء
بني أمية وبني العباس مغتصبون
للسلطة إنما يهدف الى مسخ التاريخ
الإسلامي بمجمله. ومن جانب آخر
فإن جعل القيادة الدينية في
المسارين الحياتي والفقهي بيد
الفقيه (ولاية الفقيه) بهدف الى
إضعاف الأسس الراسخة للدين
الإسلامي ونشر البدع والخرافات
بصورة تخدم الإستراتيجية
الامريكية بعيدة المدى لمحاربة
الإسلام من داخله بواسطة فقهاء
يحرمون ما أحل الله ويحللون
الحرام .
4) إبعاد العرب كقومية ودول عن
لعب دور فاعل في المنطقة وتنشيط
دور الدول الإقليمية غير العربية
ومنها تركيا . أمريكا تستفيد من
الدور الإقليمي التركي المتنامي
لمعادلة موازنة القوة الأقليمية
الإيرانية بقصد تحجيمها إذا ما
قررت إيران التمرد على الإتفاق
بينها وبين أمريكا .
سادسا : التوصيات
1) آن الأوان للعرب أن يدعموا
القوى العراقية المخلصة الرافضة
للإحتلال ، لأنها الطرف الوحيد
الذي يستطيع أن يكبح جماح الفرس
ويحمي العراق ودول جوار العراق ،
وبالذات دول الخليج العربي ، التي
لا زال بعضها يدفع ، واهما ، نحو
تقسيم العراق وتجزئته منطلقا من
مصالح أنانية ضيقة تتصور ان تقسيم
العراق يصب في صالحه مستقبلاً .
2) أن تتحمل جامعة الدول العربية
مسؤوليتها القانوية والإخلاقية في
مواجهة التحديات المصيرية للامة
العربية وأن تعي الجامعة الدور
الذي تقوم به حكومة الأحتلال
الرابعة الحالية في المنطقة
الخضراء لترسيخ الوجود الإيراني
في العراق ، وأن تتخذ ما يلزم من
خطوات لدعم القوى العراقية
الرافضة للإحتلال وتعترف
بالمقاومة العراقية كممثل شرعي
ووحيد لشعب العراق
3 )
تفعيل دور مصر كدولة عربية
أقليمية مؤثرة خاصة بعد أن إتضح
أن إيران تسعى لإضعاف مصر ومنعها
من أداء دورها التاريخي كقوة
عربية وإقليمية محورية .
4) تنبيه الأحزاب السياسية
العربية التي لها دور في صياغة
وإتخاذ القرارات في دولها من
المخططات الإيرانية وعدم فسح
المجال للقوى الإيرانية من تمرير
طروحاتها المبطنة .
والله من وراء القصد |