من خلال قراءتي للمقال يبدو ان السيد عبدالجبار محسن كان يقصد في مقاله
الاستاذ صلاح المختار عندما تحدث من خلال فضائية الجزيرة يوم الاحد
الفائت واذا كان ما رحت اليه صحيحا فتلك كارثة يا اخ عبد الجبار ان
يروح بك الانتقاد لحزب البعث العربي الاشتراكي وحكومته الوطنية الى هذا
الحد من الايغال والتجريح لهما .كونك احد مهندسيهما وكونك شغلت عدة
مناصب فيهما ومنهما كنت المتحدث والناطق الرسمي باسم القيادة العامة
للقوات المسلحة العراقية ابان معركة القادسية الخالدة ضد الفرس المجوس
وكنت تتلذ بكتابة البيانات العسكرية الصادرة عن القيادة العامة للقوات
المسلحة وتنبهر بدورك في معركة العراق الخالدة ضد العدو الفارسي المجرم
.لماذا لم تعتذر اذا كان وجودك في هذا الموقع غير مقتنع فيه ولماذا لم
تترك البلاد ان كنت سوف تلاحق من هذا او ذاك كون رأس مال الرجل
المبدئي هو التشبث بمبدأه حد الموت لا ان يتوسل الاعتذار من احد على
العفو والصفح عنه بحجة الانجبار والضروف القاهرة على قضاء حقبة معينة
من حياته تحت ظل مكروه من قبل سيده على سدة الحكم؟ ثم من جبرك يا
عبدالجبار محسن على التلون واسلوب التقرب غير المقبول من ناحية الذوق
واحترام النفس وانت تكتب عمودك في مجلة الف باء عن حبك وهيامك بالرئيس
الشهيد الخالد صدام حسين(عليه السلام)؟
ثم اليس من التجني على البعث وحكومته ان تقارنها بالحكم العميل الذي
نصبه الاحتلال على صدر العراقيين اليوم واذا كنت تريد وتطمح في رضا
المالكي وازلام بوش الاخرين فأنا ادعوك الى زيارة بغداد والعيش فيها
وسترى كم من الاشهر او الايام سوف يكفلك القدر وتختفي كما تختفي حجرة
صغيرة في المحيط المتلاطم ولن ينفعك كل ما تقول وما تكتب في ان يغفر لك
هؤلاء وترتفع بهم الى الطبقات العلا.انت وكما اعرف واعتقد تعيش الان في
الاردن وهذا لا يكفي ان تستشف الاشياء على حقيقتها يا سيد عبدالجبار
كونك معارض لحكومتك الوطنية التي هي اليوم تحت الارض وبعد الاحتلال
وهنا اريد ان اقول لك ان معارضتك للحكم الوطني بعد الاحتلال لن تزكيك
امام ازلام بوش في المنطقة الغبراء.وسوف ترى الحقيقة بعينيك ان كانت
هناك فرصة ان تراها يا ايها الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في
حربنا ضد ايران وايها المشارك في كل الجرائم التي اقترفها النظام
السابق ان حصلت فعلا كونك من اتباعه قبل الاحتلال واليوم تاتي لتتنصل
منه فتلك مصيبة اخرى تقع بفعل الاحتلال البغيض بحق الرجولة وانها
الفضيحة وتكفي انها فضيحة.انت متورط يا عبد الجبار حالك حال ازلام
النظام السابق كما يقول دهاقنة الحكم الاحتلالي متورط حتى ارنبة اذنيك
فكيف المناص من ورطة المشاركة في ثورة العراق العظيم ثورة السابع
عشر-ثلاثين من تموز العظيمة؟كنت اتوقع منك كصاحب فكر وقلم ان تنتقد
التجربة السابقة لحزب البعث ولحكومته الوطنية من اجل تصحيح الاخطاء
التي وقعت بها من خلال رجالها وانت كنت واحدا منهم.كلنا يتوق الى
استخلاص الاخطاء لمسيرة من الحكم تجاوزت الخمس وثلاثين عاما واما ان
نلغي كل شئ ايجابي بها ونحكم عليها بالاعدام فتلك جريمة لا يمكن ان نقع
فيها ابدا لان البديل عن ثورة العراق كان الطامة الكبرى من التخلف
والانتقام والتشريد والموت والفرقة والهدم والتخريب لكل حي وميت جماد
فكيف تصح المقارنة وكيف يمكن ان نشرعها؟
اما في ما يخص الرجال الذين استهنت بقدراتهم على اخراج الاحتلال
وطابقتهم مع أي انقلاب لا يأتي الا من رحم السفارتين الاميريكية
والبريطانية بظمنها عروس الثورات وثورة تموز عام 1968 فلا يحق لك قمط
حق الرجال يا محسن كون هؤلاء مقاومون ومجاهدون يريدون تحرير بلادهم
ومهما ادلهمت الامور وصعبت الاحوال حالهم حال المناضلين الاخرين في
البلدان التي وقعت تحت الاحتلال ومثال ذلك ما حصل في فيتنام.انك بنظرتك
الدونية تجاه قدرة العراقي على مقاومة المحتل لا تبخس الا نفسك
العراقية بها (مثل تفال الى السما)مردود عليه فليكن رأيك وقناعتك
بمستوى اهل العراق من الجلد والشكيمة والقوة والقدرة على ادارة
الصراع.قد تكون متكئا الان في احدى احياء عمان على فصعة ظهرك لكن عليك
ان تتذكر ان الوفا من الرجال اليوم يقاتلون الاعداء ويمنون عدوهم كل
يوم بالخسائر الجسيمة حتى يخرج من بلدهم صاغرا كحاله عندما خرج من
البلدان الاخرى التي احتلها.يا اخ عبد الجبار الرجل الحكيم العاقل لا
يقطع اسلاك المعروف مع اهله ورفاقه بل يدعوهم بالتي هي احسن وبالمعروف
كي لا يخسرهم ولا يخسرونه وهكذا هو منطق الصراع من اجل الوجود لا ان
تصب نار غضبك عليهم وانت جزأ منهم يوما ما فما الذي جرى وهل هو شعور
بالذنب او بالندم على فعل المعروف في ان تشارك وتساهم في ثورة عارمة
يتباكى على زمانها اكثر العراقيون اليوم وانت لا تدري لانك بعيد عن
الميدان روحا وجسدا.
تقول يا عبدالجبار ما من ثورة او انقلاب الاوحصل بموافقة الاميريكان
والبريطانيين في العراق وانا اقول لك متفقا معك لكن اعطني الدليل على
ان ثوار تموز دخلوا القصر الجمهوري باجازة من الاجانب الذين ذكرت وبدون
التوثيق نكون قد جنينا على الاخرين وتكلمنا ضدهم من باب التجريح
والتشويه او لهوى ما في النفس البشرية التواقة للخطأ وفي كل جسد يحملها
من بني ادم.انك بتعميك هذا تكون قد جنيت على امة بكاملها وتاريخ مسكين
باجمعه وانت تقول منذ العصر العباسي والعراق والامة تعيش الخراب
والدمار وشنار حكامها في بغداد والتي دفعها الشعب العراقي من دمه وهو
المقهور والمغلوب على امره وهنا يبدو انك وقعت ولم تعد تقاوم فكرة
المظلومية التي لها رواج اليوم منقطع النظير.مع كل الذي رحت له من
التطابق مع الصفويين في فكرة المظلومية فلن تقبل منك هذه الوسيلة التي
سوف يرفضها قادة الحركة الصفوية وسوف يتخلصون منك ومن اعبائك لانهم
ببساطة لن يقبلوك ابدا وجرب ادخل العراق او اذهب الى ايران وافصح عن
نفسك ومن ثم اقم بها لا في بلد عربي.هناك الكثير الذين التقينا بهم
والذين ذهب بهم التطرف وخاصة بعد الاحتلال الى التمني ان يحكمهم
الصفويون على ان يحكمهم العراقيون الوطنيون أي كانوا فرحين بزوال حكومة
البعث وبعد ان راحت ايام وجاءت بديلاتها وعرفوا الحقائق على صورتها في
الحكومة العميلة تابوا ورجعوا من ذاتهم الى التفكير السليم لا
الانفعالي بدافع هدف قصير المدى او مصلحة يتخم المرء منها فيلفضها ومن
ثم يبحث عن الاشهى والافضل بحكم قضاء العقل لا بالقوة والتعسف.
كما تذهب الى ان الشعب العراقي المبتلى والمجنى عليه ابعد ما يكون عن
الثوار وعن البعث وعن مقاومته الشريفة وهذا تجني اخر اما مقصود ومكروه
او كونك بعيدا تماما عن حقائق الميدان ومعطياته المتغيرة والتي تحكم
الساحة العراقية اليوم؟عليك ان تكون اكثر دقة ولا تقمط حق الشعب
العراقي بعد ان افاق من صدمة الاحتلال الاولى الرهيبة ومن فعل ذيوله
الشنيع .الشعب العراقي بغالبيته اليوم ومن الشمال الى الجنوب مع الثوار
المحررين لارضهم والذين يقودون فصائل الجهاد بدمائهم لا خلفهم وهي
صورة نادرة اليوم تحصل في العراق بحكم الاحتلال وضرورة التوق للتحرر
والانعتاق نحو الحرية والاستقلال ومن ثم التفكير بالرحيل الى حقبة اخرى
من حياتنا هي حقبة البناء الحضاري والمجتمع المدني وطرد الهاجس الامني
من عقولنا والى الابد واحلال المؤسسات والشعب مكانه كي نستقر ونكون
دولة عربية عراقية على اشلاء الاحتلال وتربة العراق المباركة.كلنا يا
اخ عبدالجبار يحلم بدولة عراقية حضارية مستقرة وبعلاقات حميمة مع كل
دول العالم كي نستطيع بناء بلدنا بناءا حضاريا عميق الجذور وذا تقاليد
حكم تعددية وطنية هادئة وواثقة من نفسها بقيادة اخلص وادق وارق واقوى
ما فينا من الوطنيين العامرين بالايمان والمتخمة بطونهم بنعمة القناعة
ورضى الله والشعب العراقي الرائع الجميل بكل اطيافه كائن من كان. |